الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيب كيني داخل الصومال!

9 يوليو 2013 22:29
فريدريك نزويلي نيروبي- كينيا بدأت الجهود التي تزداد وضوحاً على الدوام من قبل كينيا لإقامة دولة عازلة صغيرة داخل الصومال -يكون لها نفوذ فيها- تخلق توترات وتبادلا للاتهامات بين الحلفاء السابقين في القرن الأفريقي. والدولة العازلة أو «المنطقة الأمنية» كما يطلق عليها الكينيون، تعرف باسم «جوبالاند»، وهي تقع داخل الصومال بالقرب من حدودها مع كينيا. في الأول من يوليو، وبلهجة غاضبة، طلبت الصومال من قوات حفظ السلام الكينية مغادرة البلاد، قائلة إن نيروبي تسعى لتنصيب زعيم محلي من قبلها في «جوبالاند»، وإن القوات الكينية قد قامت في شهر مايو الماضي بالانحياز لبعض الأطراف في القتال القبلي الذي اندلع في ذلك الوقت في كسمايو، أكبر ميناء في المنطقة، والذي أسفر عن مصرع 65 صومالياً وجرح 155 آخرين. وتنكر كينيا أنها انحازت لأحد الأطراف في القتال، وتقول إنها تلتزم جانب الحياد، على الرغم من أن العديد من المحللين يتفقون الآن أن نيروبي تسعى لإقامة منطقة أمنية على امتداد حدودها لصد المسلحين الصوماليين المنتمين للجماعات الإرهابية، مثل حركة «الشباب المجاهدين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وقد تفاقم التوتر أمس بسبب رسالة مرسلة بالخطأ للاتحاد الأفريقي من فوزية يوسف آدام، نائبة رئيس الوزراء الصومالي ووزيرة الخارجية، تقول فيها إن القوات الكينية ليست محايدة، وإن القائد الكيني المسؤول في جوبالاند «غير كفء». والرسالة التي تم الحصول عليها والتحقق من صحتها من قبل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، كانت مرسلة بالخطأ لمسؤولي اتصال صحفيين، ومسؤولين في الاتحاد الأفريقي، وهي أول تأكيد على مدى الغضب الذي ينتاب حكومة الصومال والدبلوماسية التي تتبعها مقديشو تجاه نيروبي. وفي الخريف الماضي قامت القوات الكينية المتمركزة في الصومال بالاستيلاء على ميناء كسمايو الاستراتيجي الذي يبعد 300 ميل إلى الجنوب من مقديشو، واسترداده من قبضة حركة «الشباب المجاهدين» التي تنفذ هجمات ضد الأهداف الغربية والدولية في القرن الأفريقي، وكان آخرها التفجير الانتحاري لسيارة مفخخة عند مقر الأمم المتحدة في مقديشو. وللمحافظة على سيطرتها على جوبالاند، وكسمايو، دعمت كينيا سراً «شيخ أحمد مادوبي»، وهو أمير حرب سابق يقود ميليشيا تعرف باسم «راس كامبوني»، ومعلوم أنها مدعومة من قبل القوات الكينية، منذ أن دخلت الصومال عام 2011 كجزء من مفرزة الاتحاد الأفريقي المرسلة لتحقيق الاستقرار في الصومال، كما يذكر المسؤولون والمحللون. وفي مايو الماضي انتخب مادوبي، بعد أن استخدم ميليشياته كقاعدة سياسية، رئيساً لجوبالاند، في مؤتمر عقد في جامعة كسمايو حضره 550 مندوباً. وقد رفضت الحكومة الصومالية الحالية في مقديشو، والتي اعترفت بها واشنطن وصندوق النقد الدولي، ذلك الانتخاب باعتباره غير دستوري. وكان مسؤولون عسكريون كينيون، منهم المتحدث الرسمي باسم القوات الكينية الموجودة في الصومال، الكولونيل «سايروس وجونا»، قد أكدوا أن القوات الكينية محايدة وأنها تحاول تعزيز الأمن وإعادة بناء البلاد، وأن كل ما هنالك هو «كونها تحتاج إلى إقرار الأمن على امتداد حدودها غير المنيعة». لذلك «أعتقد أن إقامة منطقة آمنة في هذه المناطق أمر مهم، غير أن المشكلة هي أن اللاعبين الآخرين في المنطقة يعتقدون بأن كينيا تنظر إلى ذلك على أنه قضية كينية فقط». كان هذا ما قاله «فريد نيابيرا»، استشاري حل الصراعات في نيروبي. وأضاف «نيابيرا» قائلا إنه من المهم بالنسبة للمسؤولين الصوماليين أن ينظروا للموضوع من منظور الاحتياجات الأمنية لكينيا، بيد أنه حذّر مع ذلك من أنه إذا لم تقم السلطات الكينية بتحديد إطار زمني لمغادرة قواتها من الصومال، فسوف يتم النظر إليها وعلى نحو متزايد على أنها قوة احتلال. وختم الخبير بالقول: «هم إذن بحاجة إلى جدول زمني واضح للخروج من الصومال»، ويقصد بذلك القوات الكينية المتواجدة على الأراضي الصومالية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©