الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

طوفان المعلومات يغرق المنازل في بريطانيا

16 يوليو 2006 01:20
إعداد - عدنان عضيمة: لكل تطور تكنولوجي نتائجه وتداعياته، وربما كان من أهم نتائج الثورة الرقمية، التدفق الهائل للمعلومات والبيانات الذي يكاد يغرق المصالح الإدارية والمصانع وحتى البيوت· وأصبح من النادر أن ترى بيتاً يخلو من الكمبيوتر أو الكاميرا الرقمية أو مشغل الموسيقى والفيديوكليب· ولو عمد المرء إلى حساب كمية هذه المعلومات التي يختزنها في بيته ضمن هذه الأجهزة وغيرها، فإنه سيفاجأ بأرقام خيالية يمكن أن تصل إلى تيرابايت (التيرابايت= 1024 جيجابايت) من البيانات المحفوظة في مجموعة من الأقراص الصلبة المتوزعة في أرجاء البيت؛ والحال هنا كحال إنسان يمتلك من المال ما لا يمكنه عدّه أو حفظه بطريقة مناسبة· وكثيراً ما يفرّط أصحاب الأجهزة الرقمية بمعلومات يظنّون أنها ليست ذات فائدة ثم يأتي اليوم الذي يعضّون فيه أصابعهم ندماً عليها· وتوصل خبراء مركز (يوجوف) YouGov إلى إحصائية نظرية تفيد أن مجموع ما تختزنه الحواسيب المنزلية في بريطانيا كلها من المواد المعلوماتية المختلفة يبلغ 4,5 مليار صورة وأغنية، 2,5 مليار صورة رقمية، و2 مليار أغنية، وأكثر من 20 مليون فيلم سينما مخزون· ويضاف إلى ذلك أن عدد الموظفين الذين ينجزون أعمالهم من بيوتهم ويرسلونها إلى الدوائر المعنية عبر البريد الإلكتروني يزداد باضطراد؛ مما يزيد من حجم هذا الرصيد من المعلومات بشكل كبير· فكيف يمكن تنظيم هذا الدفق الهائل من البيانات وحمايته من الضياع؟· لا شك أن هذه الظاهرة تشير بقوة إلى تزايد الحاجة إلى الذاكرات الرقمية ذات السعة الكبيرة· وتشير ماري برانسكومب خبيرة ثورة المعلومات في الفاينانشيال تايمز الى أن معظم مستخدمي الأدوات والأجهزة الرقمية يتساءلون باستمرار: كيف يمكننا أن نحفظ معلوماتنا ونحميها من الضياع أو الاختراق، وأن نستحضرها بالسرعة المطلوبة وقت الحاجة إليها؟· وتشير إلى أن الأمر سيّان سواء أكنت صاحب مصنع أو شركة أو رب عائلة· وهي ترى أن الحلّ المثالي يكمن في التخزين الشبكي (التخزين في الشبكات)· ومع تزايد حجوم الأقراص الصلبة المتخصصة بخزن المعلومات والبيانات وانخفاض أسعارها، باتت تكلفة خزن المعلومات وحمايتها أقل؛ إلا أن من الأفضل في هذه الحالة ربط الحواسيب الخاصة بإدارة معينة ضمن شبكة موحدة يسهل عن طريقها تبادل الملفات بين كل الأطراف المشاركة في العمل· وينطبق هذا أيضاً وعلى نطاق أضيق على البيوت التي يضم كل منها أكثر من كمبيوتر واحد· وتضمن هذه الطريقة حفظ الملفات وعدم ضياعها لو أصيب القرص الصلب لأحد الحواسيب بالعطل وحيث تكون الملفات محفوظة بطبيعة الحال على بقية أقراص الشبكة· ووجدت بعض الشركات المتخصصة بابتداع الحلول الرقمية في مشكلة حفظ المعلومات فرصة لتقديم الخدمات في هذا الشأن للمشاركين لقاء أجور تدفع شهرياً· ومن أمثلة هذه الشركات في بريطانيا شركة (دينو) Diino التي تضمن تخزين كمّ ضخم من المعلومات لكل مشترك على شبكتها؛ وحددت الشركة أجورها بطريقة تشبه طريقة حساب استهلاك الكهرباء، وبواقع 40 جنيها إسترلينيا لقاء تخزين 100 جيجابايت من المعلومات لمدة شهر· وبالرغم من أن تخزين المعلومات في الشبكات أصبح أمراً مألوفاً في الشركات والمصانع، إلا أنه ما زال تطبيقاً نادراً في البيوت· ويفسر أحد الخبراء الأمر بالإشارة إلى أن الناس باتوا يفهمون كيف يعمل الفيديو المنزلي والكمبيوتر الشخصي إلا أنهم لا يفهمون أبداً وظيفة وأهمية الخادم الإلكتروني المنزلي· وهناك العديد من العوامل التي تتضافر لحل مشاكل تخزين المعلومات من أهمها انخفاض أسعار الأقراص الصلبة وزيادة سعتها الخازنة والتزايد المتواصل في تأسيس الشبكات الإلكترونية المنزلية· وهذه العوامل مجتمعة سوف تغير بشكل جذري من قدرة البشر على تخزين ما يمتلكونه من معلومات· وربما كان الحل الأمثل لهذه المشكلة هو الذي يكمن في تخزين المعلومات في شبكة الإنترنت ذاتها، وهي فكرة مطروحة بقوة منذ بضع سنوات إلا أن تحقيقها يتطلب الكثير من الجهود والأمور التنظيمية التي تضمن حماية المعلومات والبيانات من الاختراق أو الضياع وتحديد حقوق وواجبات كافة الأطراف·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©