ماري (أ ف ب) - أعلنت قبرص أمس الحداد الوطني لمدة 3 أيام بعد انفجار هائل وقع في مستودع بقاعدة عسكرية في جنوب البلاد أمس يحتوي على أسلحة وذخيرة إيرانية مصادرة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً من بينهم قائد البحرية القبرصية وقائد قاعدة عسكرية، كما أصيب العشرات وتعطلت أكبر محطة كهرباء في الجزيرة. وقبل رئيس قبرص استقالة وزير الدفاع وقائد الحرس الوطني بعد ساعات معدودة من الانفجار، الذي تسبب في أضرار جسيمة بالمناطق القريبة منه.
ولقي 12 شخصاً مصرعهم وأصيب 62 آخرون، من بينهم قائد البحرية القبرصية وقائد قاعدة عسكرية، في انفجار شحنة أسلحة إيرانية مصادرة في قاعدة “إيفانجيلوس فلوراكيس” البحرية الرئيسية جنوب قبرص صباح أمس. وأعلنت الحكومة القبرصية الحداد الوطني ثلاثة أيام بعد ساعات من أسوء حادث عسكري منذ الغزو التركي للجزيرة في 1974.
وأعرب الرئيس القبرصي ديميتريس كريستوفياس عن أسفه البالغ إزاء الانفجارات. وقال كريستوفياس أمس في التلفزيون القبرصي عقب زيارته لمكان الحادث “لقد صدمنا. إنه يوليو أسود بالنسبة لبلدنا وشعبنا”. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية ستيفانوس ستيفانو إن بلاده أعلنت الحداد ثلاثة أيام.
وكانت قبرص تخزن في المستودع أسلحة وذخيرة صادرتها من سفينة “مونتشيجورسك”. وكانت الأسلحة والذخائر في طريقها من إيران إلى سوريا عام 2009. وصادرتها قبرص بعد ضغط من الولايات المتحدة على أساس أن الشحنة تنتهك العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران. ونقلت الحاويات المصادرة من السفينة مونتشيجورسك إلى قاعدة في أوائل فبراير عام 2009.
وأصاب الانفجار محطة الكهرباء الرئيسية في قبرص، ودمر 3 من مبانيها الأربعة الرئيسية بأضرار جسيمة، ما أدى لانقطاع الكهرباء عن القسم الجنوبي من الجزيرة. وتزود محطة كهرباء فاسيليكوس قبرص بنصف احتياجاتها من الكهرباء، ما دفع شركة الكهرباء القبرصية إلى مناشدة المواطنين توفير استهلاك الكهرباء، وأوصت في بيان باستخدام مولدات الطاقة وإغلاق مكيفات الهواء.
وقال البيان إن المحطتين الأخريين الصغريين ستحاولان تغطية احتياجات قبرص من الكهرباء، بينما ستدخل المحطة الرئيسية في عملية إصلاح عاجلة. وقالت وزارة الزراعة إن محطات تحلية المياه كافة ستغلق. وقال ميكايس كاتسونوتوس المتحدث باسم الشرطة إن قوات الإطفاء تمكنت من احتواء الحريق الذي اندلع في محطة الكهرباء فور وقوع الانفجار. وشعر بالانفجار في محيط عدة كيلومترات وتسبب في دمار بالغ بمنازل القرى القريبة من القاعدة البحرية. وتحطم زجاج المنازل في قرية “زيجي” السياحية الشهيرة. وأصاب الانفجار قرية “ماري” المجاورة بأضرار جسيمة وتم إجلاء سكانها البالغ عددهم 150 نسمة. كما تضررت مطاعم وحانات على الشاطئ قريبة من القاعدة بشدة.
وقال المسؤولون إنهم سيطلبون مساعدة عاجلة من الاتحاد الأوروبي. وقالت بريطانيا التي يوجد لها بالجزيرة نحو 3500 مجند معظمهم في قاعدة أكروتيري الجوية إن جنودها في حالة تأهب لمساعدة السلطات القبرصية. وتطايرت شظايا معدنية من القاعدة وهبطت على الطريق السريع الوحيد الذي يربط بين نيقوسيا في وسط الجزيرة وليماسول ثانية مدن البلاد، ما اضطر السلطات إلى إغلاقه. وقال سائقو سيارات كانوا في الموقع على الطريق الذي يمر على بعد حوالي كيلومتر واحد من مكان الانفجار إنهم شاهدوا سلسلة انفجارات وتطاير حطام في الهواء حتى هبط على الطريق السريع.
وتباينت المعلومات حول سبب الانفجار. وقالت تقارير إنه وقع نتيجة حريق في غابات كثيفة قريبة من مكان تخزين 98 حاوية من بارود المدافع بمعسكر “إيفانجيلوس فلوراكيس”، فيما ذكرت تقارير أخرى أن الحاويات كانت متروكة في العراء وتعرضت لدرجات حرارة مرتفعة. وقالت الإذاعة القبرصية ووكالة الأنباء الرسمية إن كبار الضباط في الحرس الوطني القبرصي اليوناني كانوا عبروا في الأسابيع الماضية عن قلقهم من ظروف تخزين شحنة الأسلحة الإيرانية.
وقالت الإذاعة العامة إن الانفجار أسوأ حادث عسكري يقع في قبرص في زمن السلم. وأفادت وكالة الأنباء القبرصية الرسمية أن القتلى الـ12 من رجال الإطفاء وجنود الحرس الوطني القبرصي اليوناني وبحارة، وليس بينهم مدنيون، وقال رئيس البرلمان ياناكيس أوميرو بعد تفقد المكان الذي منع الصحفيون من دخوله، إن الانفجار كان قوياً لدرجة أنه مسح مستودع الأسلحة عن بكرة أبيه ولم يبق منه سوى حفرة.
وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة الأنباء القبرصية الرسمية “كان هناك 98 حاوية من البارود، اشتعلت النيران في اثنتين منها ثم اندلعت انفجارات ضخمة”.
وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون سحب الدخان تتصاعد فوق موقع الانفجارات وسيارات الإسعاف تهرع إليه. وقال متحدث باسم المطارات القبرصية اليونانية إن انقطاع التيار الكهربائي أدى عطل نشاط مطاري “لارنكا” و”بافوس” لبعض الوقت، قبل أن يعود التيار وتستأنف العمليات مسارها الطبيعي. ومن جهته، تقدم وزير الدفاع القبرصي كوستاس باباكوستاس وقائد الحرس الوطني بيتروس تساليكليديس بالاستقالة إلى الرئيس ديميتريس خريستوفياس الذي قبلها أمس.
عدد اليوم
