الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع الآمال بشأن التوصل لاتفاق حول أسعار الصرف في قمة واشنطن

تراجع الآمال بشأن التوصل لاتفاق حول أسعار الصرف في قمة واشنطن
8 أكتوبر 2010 22:09
أعلنت اليابان أنها ستواصل التدخل لكبح صعود الين إذا اقتضت الضرورة وذلك قبل ساعات من اجتماع مسؤولي مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى وصندوق النقد الدولي في واشنطن لمناقشة التوتر المتنامي بشأن سياسات الصرف، في حين تعتزم تايلاند أيضاً القيام بتدخل. وسمحت الصين لعملتها اليوان بالارتفاع أمس إلى أعلى مستوى أمام الدولار منذ زيادة سعر الصرف في يوليو 2005. وكانت بكين قد رفضت دعوات من الغرب بأن تسمح لليوان بالارتفاع بوتيرة أسرع. وقال متعاملون إن بكين ربما تقدم تنازلات قبيل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي مطلع الأسبوع الحالي. لكنهم قالوا إن أي ارتفاع إضافي سيكون محدوداً لكي لا يؤثر على صادراتها. ومع رسوخ المواقف تتضاءل الآمال في التوصل الى اتفاق حقيقي في واشنطن بالرغم من أن المخاوف من اندلاع حرب عملات عالمية قفزت الى صدارة جدول الأعمال. وقال وزير المالية الياباني يوشيهيكو نودا للصحفيين عندما سئل عن ارتفاع الين الى ذروة جديدة في 15 عاماً “نحن مقبلون على اجتماع لمجموعة الدول السبع لكن بغض النظر عن هذا فإن اليابان ستتخذ اجراءات حازمة بما في ذلك التدخل عند الضرورة”. وتدخلت اليابان، التي يساورها القلق من أن يضر صعود الين بقطاع التصدير الحيوي، في سوق العملة الشهر الماضي للمرة الأولى في ست سنوات مما أثار انتقادات من نظرائها في مجموعة السبع. وتحدث رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان بلهجة أكثر تصالحية قائلاً إن طوكيو تريد التعاون مع أقرانها في مجموعة السبع بشأن العملات لكنه في الوقت نفسه جدد التأكيد على أن السلطات ستتخذ “خطوات حاسمة” إذا اقتضى الأمر. ودخل صناع السياسة العالميون في خلاف بشأن تراجع الدولار بوجه عام حيث تكثف الاقتصادات الناشئة الجهود للحد من صعود عملاتها وهو ما تقول الدول المتقدمة إنه قد يقوض الانتعاش الاقتصادي. وقال رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا أمس إن وزير المالية سيقترح إجراءات للتعامل مع ارتفاع البات خلال اجتماع للحكومة الأسبوع الحالي. وتراجع البات بعد هذه التصريحات. وقد ارتفع حوالي 11 بالمئة أمام الدولار منذ بداية العام ليصبح ثاني أفضل العملات أداء في اسيا بعد الين. وقال نائب وزير المالية الروسي ديمتري بانكين إن البرازيل والصين والهند وروسيا، التي تسمى بدول مجموعة “بريك”، تعتبر الحركة الحالية في عملات الأسواق الناشئة مشكلة عويصة لا يمكن حلها من خلال تعويم العملة. وأوضح أن “التعويم ليس وصفة للخروج.. ليس وصفة لكل العلل”. وقال يي جانج نائب محافظ بنك الشعب الصيني “البنك المركزي” إن الصين ستواصل إصلاح سياسة الصرف لكن الارتفاع الحاد لليوان سيضر اقتصادها. وفي ظل ضعف الآمال في المحادثات التي ستعقد في واشنطن مطلع الأسبوع الحالي تجري تحركات لتأسيس منتدى أكثر فاعلية لمعالجة مشكلات العملة. إلى ذلك، ذكرت صحيفة ألمانية أن رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس- كان يعتزم تقديم مبادرة جديدة لأعضاء الصندوق تهدف إلى تسوية الخلافات بشأن قضايا العملة. وقالت صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج” إن مبادرة شتروس -كان “للاستقرار المنهجي” ستجمع القوى الاقتصادية الكبرى في العالم في منتدى دوري يهدف إلى حل مشكلات العملة في الأمد المتوسط. وذكرت الصحيفة أن المنتدى سيضم الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى واليابان والصين واقتصادات ناشئة أخرى مهمة للنظام المالي العالمي. كما ستلعب إدارة الصندوق دوراً في المنتدى. وأعلنت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاجارد أن فرنسا ستدعو إلى إصلاح النظام النقدي الدولي وتسهيل تنسيق أفضل داخله عندما ستتولى رئاسة مجموعة العشرين في نوفمبر. وصرحت لاجارد بأن “هذا النظام كما هو الآن لا يبدو ناجعاً”. وأضافت أنه إزاء قيام مبادرات عشوائية في مجال أسعار الصرف كما قام به بنك اليابان مؤخراً “تريدون حقاً معرفة نوعية التنسيق القائم”. وفي هذه النقطة تنوي فرنسا، التي ستتولى سنة 2011 رئاسة مجموعة العشرين وكذلك مجموعة الثماني، اقتراح بعض الأفكار منها حماية الدول الفقيرة من تدفق الرساميل التي تزعزع استقرار اقتصاداتها بسبب التقلبات التي تحدثها في سعر صرف عملاتها. وفي برلين، قال متحدث باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن الحكومة الألمانية تعتزم المشاركة بقوة في مناقشات مجموعة العشرين بشأن قضايا العملة. وقال شتيفن سيبرت في مؤتمر صحفي دوري إن سعر اليوان الصيني يجب أن يعكس قيمته الحقيقية. وأضاف أنه يتعين على مجموعة العشرين الالتزام بالتعهدات التي قطعتها في استراتيجيتها الحالية بشأن اجراءات التحفيز الاقتصادي. من جانبه، أعلن رئيس اللجنة الاستشارية للدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي يوسف بطرس غالي أن رغبة عدد كبير من الدول في الخروج من الأزمة الاقتصادية عبر التصدير تطرح “مشكلة”. وقال بطرس غالي “إذا كان كل العالم يحاول التصدير، فستكون لدينا مشكلة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©