عقيل الحلالي ، وكالات (صنعاء)
يكتنف الغموض مصير الهدنة الإنسانية المرتقبة في اليمن، والتي يجري حولها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ مباحثاته مع المتمردين في صنعاء بعد أنباء عن تعنتهم في قبولها. وتطالب الحكومة الشرعية اليمنية بتوفير ضمانات دولية في حال إقرار الهدنة، أما الحوثيون فإن التذبذب في موقفهم إزاءها، يثير الشكوك حتى لو دخلت حيز التنفيذ، خاصة بعد خرقهم الهدنة الأولى. ووذكرت أنباء صحفية نشرت في صنعاء أمس أن هناك اتفاقا بين أطراف الصراع في اليمن «من حيث المبدأ» على وقف شامل لإطلاق النار لمدة خمسة أيام قابلة للتمديد حتى عيد الفطر أو بعده، متوقعة الإعلان عن التفاصيل خلال الـ 48 ساعة القادمة. ونسبت التقارير المنشورة إلى مسؤول دولي صرح لوكالة أنباء روسية: «إنه لا تزال المفاوضات جارية وأن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، تمكن من الحصول على تعهدات واضحة من الأطراف اليمنية». وأوضح أن هذه تعهدات الأطراف اليمنية والتي تمثل كل أطراف الأزمة «تتضمن الإعلان من حيث المبدأ عن هدنة إنسانية مدتها الأولى خمسة أيام قابلة للتمديد».وفيما أشار إلى الجولات المكوكية التي يقوم بها ولد الشيخ، قال المسؤول الدولي إن المبعوث الأممي «يجري محادثات تتعلق بالتفاصيل الفنية والعملاتية مركزاً على عدم تكرار الأخطاء التي لم تسمح بتمديد الهدنة الإنسانية السابقة والتي تخللتها خروقات واتهامات متبادلة». وأكد أن «المساعي التي تبذل تهدف إلى عدم تكرار تلك الأخطاء وتتعلق مثلاً بأماكن حضور القوات المتقاتلة والضمانات التي يمكن أن تقدم إلى الفرقاء المعنيين، وآليات مراقبة وقف النار والتحقق من الجهات التي ترتكب انتهاكات».
وأعرب المسؤول الدولي عن أمله في إعلان الاتفاق بحلول اليوم الأربعاء، «وأن يلتزم به الجميع بما يكفل رفع معاناة الشعب اليمني الذي يعاني وضعاً إنسانياً كارثياً، وبما يضمن تمديده إلى عيد الفطر وربما إلى ما بعده كي تتوافر الأجواء المناسبة لإعادة إطلاق العملية السياسية».
ميدانياً ، قصف التحالف العربي ، أمس القاعدة الجوية الرئيسية والمقر السياسي لجماعة الحوثيين المسلحة في العاصمة صنعاء وتجمعات للجماعة المتمردة والقوات العسكرية المتحالفة معها في المدينة ومناطق متفرقة باليمن.
وشن طيران التحالف صباح أمس ثلاث غارات جوية استهدفت قاعدة الديلمي الجوية المجاورة لمطار صنعاء شمال العاصمة اليمنية.
وجاءت الغارات بعد ساعات على قصف جوي استهدف، ليل الاثنين- الثلاثاء، المكتب السياسي لجماعة الحوثيين في صنعاء ومواقع أخرى للمتمردين في المدينة.
وقال سكان لـ(الاتحاد) إن طيران التحالف شن غارات على مقر المجلس السياسي لجماعة الحوثيين في حي «الجراف الشرقي» شمال العاصمة صنعاء، وذكروا أن صاروخين أصابا المبنى المكون من خمسة طوابق ومحاط بإجراءات أمنية مشددة تفرضها جماعة الحوثيين منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء أواخر سبتمبر، وأشاروا إلى أن غارة ثالثة استهدفت في المنطقة ذاتها منزلا يملكه قيادي في الجماعة المذهبية المدعومة من إيران وقوات عسكرية منشقة موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وانقلبت على حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي مطلع فبراير الماضي.
وتزامن القصف الجوي مع غارات أخرى استهدفت مجددا معسكر الدفاع الجوي التابع لقوات الحرس الجمهوري الموالية لمصلحة، في منطقة «صرف» شمال شرق صنعاء، كما قتل مسلح حوثي وأصيب 13 آخرون في ضربة جوية للتحالف دمرت، مساء الاثنين، مبنى مكون من طابق قرب نقطة الأزرقين الأمنية عند المدخل الشمالي الرئيسي للعاصمة.
وقال مصدر عسكري لـ(الاتحاد): إن الغارة استهدفت مبنى يتمركز فيه عناصر جماعة الحوثيين قرب النقطة الأمنية، مشيرا أيضاً إلى وقوع غارة ثانية استهدفت مكانا كان مسلحون حوثيون يقيمون حاجزا أمنيا فيه في بلدة «همدان» شمال المدخل الرئيسي الشمالي للعاصمة، ودمرت ضربة جوية للتحالف جسرا حيويا في منطقة «فرضة نهم»، شرق العاصمة صنعاء على الطريق المؤدي إلى محافظة مأرب (شرق) حيث تستمر المعارك بين المتمردين الحوثيين ومسلحي المقاومة الشعبية .
وقتل 33 مسلحا حوثياً و5 من رجال القبائل المحلية بمواجهات عنيفة اندلعت، أمس الأول، في جبهتي «صرواح» و«الجدعان»، غرب وشمال محافظة مأرب الغنية بالنفط.
وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية إفشال محاولة تسلل للمتمردين صوب مواقع المقاومة في «صرواح»، حيث جدد طيران التحالف، الليلة قبل الماضية، غاراته على تجمعات الحوثيين هناك خاصة في منطقة «الجفينة».
كما استهدفت الضربات الجوية مواقع المتمردين في منطقتي المخدرة والجدعان، شمال مأرب، وطالت المجمع الحكومي في مديرية المنصورية بمحافظة الحديدة الساحلية ، وأهداف حوثية في بلدة «ميدي» الساحلية في ، وقصف معسكر «كهلان» ومنطقة «مفرق ذويب» بمديرية «الظاهر» في محافظة صعدة . كما شن للتحالف عشر غارات على تجمعات للحوثيين في مديريتي «دار سعد» و«خور مكسر» بمحافظة عدن ، خلفت 13 قتيلا على الأقل في صفوف المسلحين الحوثيين وقوات صالح.
وفي محافظة إب قصفت مقاتلات تابعة للتحالف فجر أمس معسكر قوات الأمن الخاصة الموالي للحوثيين في منطقة «شبان»، والمجمع الحكومي في مديرية «الرضمة» شمال شرق المحافظة
عدد اليوم
