الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كأس زايد.. البشارة الجميلة

كأس زايد.. البشارة الجميلة
27 سبتمبر 2018 00:24

بفكر نير ومستنير، وتجسيداً لقيم العروبة الأصيلة القائمة على الوفاء والعرفان لأصحاب الفضل، اهتدى سعادة تركي آل الشيخ، رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، إلى فكرة رائعة ستلقى بلا أدنى شك التأييد المطلق، لأصالتها ورمزيتها وأيضاً لكينونتها، فكرة تقضي بإطلاق اسم «كأس زايد» على النسخة المنقحة والحالية لكأس العرب للأندية الأبطال التي خرجت هذه السنة من عباءة الاتحاد العربي لكرة القدم، لتثور على ما عداها من نسخ تعطلت معها للأسف لغة الوفاق.
كرياضيين عرب، كنا بحاجة لما يربطنا ربطاً عاطفياً ووجدانياً، باحتفالات أشقائنا الإماراتيين مدار هذه السنة، وبمختلف التعبيرات الجميلة بعام زايد، تخليداً للإرث الإنساني والفكري والحضاري للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي اجتمع في عبقريته ما تفرق في قادة عاصروه، واعترفوا له بالنبوغ والحكمة والعبقرية في بناء إمارات الخير، لذلك تأتي تسمية كأس العرب للأندية الأبطال بكأس زايد، لتوصلنا جميعاً إلى منصة فكرية وأخلاقية، نقف عليها مع إخواننا الإماراتيين، ليس فقط لنشهد بعبقرية الشيخ زايد، وليس فقط لنسأل، له أوفى وأعظم الجزاء على ما أعطى بسخاء ما بعده سخاء لوطنه وعروبته، ولكن أيضاً لنستحضر شموخه وبراعته في صناعة الإنسان، فكرياً وثقافياً وسياسياً ورياضياً، من منظورات كانت قمة في الإلهام وقتذاك، في بيئة دولية كانت محكومة بالكثير من الإيديولوجيات.
ويمكن بلورة الفكرة الخلاقة لسعادة تركي آل الشيخ، بإبداع الكثير من التمظهرات الدالة على ارتباطنا كعرب بإرثنا العربي الكبير، وبهويتنا التي ناضل قادة سياسيون ومفكرون وعلماء من أجل صيانتها والحيلولة دون تفكيكها من أعداء العروبة، ولعل أسمى التعبيرات عن هذا الارتباط الوثيق برموز الأمة العربية، هو أن تكون مناسباتنا وبطولاتنا الرياضية، وفي مقدمتها كأس الأبطال، مشبعة بالقيم المتوارثة، ومخلدة لرموز الأمة ورجالاتها الكبار، ومجسدة لارتباطنا الوثيق بالهوية التي كانت مستهدفة لقرون، ولا تزال من قبل أعداء العروبة.
ومن الأشياء الجميلة الدالة على توارد الخواطر وروعة السياقات الزمنية، أن كأس العرب للأندية الأبطال في نسختها الجديدة، تمثل قبساً من نور، بل ومضة ضوء حررتنا من ظلمة اليأس، فما أكثر ما أوجعنا الإجهاض الذي لازم هذه البطولة، فحال دون ولاداتها الطبيعية، ليس القصد أن تكون هذه النسخة هي الأكبر من حيث الحوافز المالية التي تثير اليوم دهشة البعيد قبل القريب، ولكن القصد هو أن هناك تعبئة عربية غير مسبوقة من أجل إضفاء طابع البهجة والاحتفالية على هذا اللقاء الكروي العربي المحلق بأجنحة الأمل، من الخليج إلى المحيط، تعبئة ستتضاعف بلا شك، والكأس العربية تحمل اليوم اسم أعز الناس، زايد البشارة والخير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©