الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخرطوم وجوبا تستأنفان مفاوضات أديس أبابا

الخرطوم وجوبا تستأنفان مفاوضات أديس أبابا
6 يوليو 2012
استأنف السودان وجنوب السودان أمس في أديس أبابا مفاوضاتهما لحل الخلافات التي لا تزال تفسد علاقاتهما بعد سنة على الانفصال. وفيما قال المتحدث باسم وفد الخرطوم عمر دهب إن “الوفدين موجودان في أديس أبابا لاستئناف المحادثات”، أعرب رئيس الوفد المفاوض لجنوب السودان باقان اموم عن “تفاؤله”. وفي الخرطوم، رجح قيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم لـ”الاتحاد” تمديد مجلس الأمن فترة التفاوض التي حددتها بثلاثة أشهر في وقت أبدت وزارة الخارجية السودانية تفاؤلا حذرا تجاه المفاوضات وإحراز اختراق في بعض المسارات. ودخل الوفد الذي يترأسه وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين قبيل مغادرته الخرطوم صباح امس متوجها إلى اديس ابابا في اجتماع مع المكتب القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة عمر البشير اطلع خلاله على مواقف الدولة من المقترحات والتفاهمات التي خلصت إليها جولة المفاوضات السابقة بما فيها المقترحات التي دفعت بها الوساطة الإفريقية برئاسة ثابو أمبيكي. وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح إن الجولة تستغرق مباحثاتها 3 أيام برعاية الهيئة وتركز على الخريطة التي بموجبها ستحدد المنطقة منزوعة السلاح بعد أن وصلت في الجولة الماضية إلى طريق مسدود واستبعد المروح أن تكون الجولة الحالية من المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان هي الجولة الأخيرة متوقعا أن يخوض الوفد المفاوض جولة أوسع متزامنة مع قمة الاتحاد الأفريقي المقرر انعقادها في الفترة من 9-17 يوليو الجاري باديس أبابا مشيرا إلى أن الوساطة الافريقية ستحدد موقفها بناء علي نتائج تلك المفاوضات. واعرب مروح عن تفاؤل بان تفلح الجولة في إحداث اختراق في أحد مسارات التفاوض، لاسيما مع اقتراب السقف الزمني لقرار مجلس الأمن رقم 2046 الرامي لتسوية النزاع الحدودي سلميا بين البلدين. وأشارت تقارير في الخرطوم إلى أن الجولة المرتقبة ستركز على القضايا الأمنية وكان الوفدان قد أكدا في تصريحات صحفية عقب المفاوضات السابقة عزمهما تجاوز كافة الملفات المعقدة التي اعترضت المحادثات الأخيرة. من جانبه اكد نائب رئيس البرلمان السوداني السابق والقيادي بالحزب الحاكم محمد الحسن الأمين لـ”الاتحاد” صعوبة التوصل إلى حل بشان القضايا العالقة بين البلدين خلال المهلة التي حددها مجلس الأمن بثلاثة أشهر استنادا علي طبيعية الملفات محل التفاوض واهمتيها القصوى بالنسبة للبلدين . وقال إن المفاوضات “لا تزال تواجه عقبات كثيرة ولم تحرز أي تقدم في كل الاتجاهات فيما تقترب المهلة من نهايتها”. وأشار إلى أن “تحسنا متواضعا طرأ على أجواء التفاوض ربما يحفز الأمم المتحدة بتمديد المهلة”. إلى ذلك قال رئيس القطاع التنظيمي بالمؤتمر الوطني الحاكم حامد صديق في تصريحات صحفية إن الجولة الجديدة للمفاوضات “ستهتم ببناء الثقة ووقف العدائيات وتبحث باستفاضة دعم جوبا لمتمردين سودانيين لتنفيذ أعمال عدائية بجنوب كردفان”، مؤكدا حرص السودان على بناء علاقات استراتيجية مع دولة الجنوب قائمة علي مبادئ حسن الجوار والمصالح المشتركة بين البلدين. والمحادثات التي تجري في مقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الأثيوبية، كانت أرجئت في 28 يونيو. وهذه المحادثات التي بدأت في غمرة استقلال جوبا في التاسع من يوليو 2011، ترمي خصوصا إلى ترسيم الحدود المشتركة وتقاسم العائدات النفطية. وورث جنوب السودان ثلاثة أرباع احتياط النفط الخام في السودان قبل الانفصال، لكنه يبقى معتمدا كليا على الشمال لتصديره. غير أن الجارين لم يتوصلا إلى تفاهم حول رسوم عبور هذا النفط. وتتعثر المفاوضات بين الدولتين الجارتين منذ اشهر. حتى إن جوبا والخرطوم اللتين خاضتا على مدى عقود عديدة حربا أهلية، وصلتا إلى شفير نزاع جديد مفتوح في الربيع. وأمهلت الأمم المتحدة جوبا والخرطوم حتى الثاني من اغسطس لتسوية خلافاتهما. وأوقفت جوبا في يناير انتاج النفط ردا على قيام الخرطوم باقتطاع كميات من النفط الخام لنفسها للتعويض عما يعود لها من رسوم عبور، بانتظار التوصل الى اتفاق حول تكاليف عبور النفط. من جانب اخر أقر نائب رئيس جنوب السودان ريك ماشار بأن الصعوبات التي واجهها جنوب السودان خلال العام الأول منذ الاستقلال لم تتح تحقيق تطلعات الشعب التي عبر عنها عند نيله الاستقلال عن الشمال في التاسع من يوليو 2011. وقال ماشار في مقابلة مع وكالة فرانس برس “لم نلب تطلعات الشعب خلال العام المنصرم بسبب الصعوبات.. غير المتوقعة التي واجهناها”، في إشارة إلى التوترات الخطيرة مع الشمال الذي انفصل الجنوب عنه بعد 50 عاما من حرب أهلية دامية. وتابع ماشار “إنه وعلى الرغم من كل الصعوبات فأنا راض. لأنه لو لم نشهد هذه الصعوبات ولو استمر النفط في التدفق كالسابق، لكنت سأصاب بخيبة الأمل. لكنني أعلم أن أداءنا كان سيكون افضل لو توافرت لدينا الموارد التي اعتدنا عليها”. وقال إن أبرز النجاحات التي حققها جنوب السودان في عامه الأول بعد الاستقلال كانت “تعزيز الاستقلال” و”تأسيس الدولة”. وأبرز التحديات تظل “تلبية تطلعات الشعب وتأمين حاجاته الأساسية”. كما أشاد ماشار بتمكن السلطات من وضع حد لأعمال العنف القبلية الدامية التي اندلعت في مطلع العام وخصوصا في ولاية جونقلي حيث تم نزع السلاح وأجريت مصالحة بين السكان. وشدد على أن “هذا دليل على أن الحكومة قادرة على حل هذا النوع من المشاكل.. لقد حصلت في وقت غير مناسب أبدا وبينما كنا إزاء تهديد من الخرطوم لكننا نجحنا”. لكن قدرة السلطات على وقف أعمال العنف تلك كانت موضع تشكيك واتهم جيش جنوب السودان بالوقوف إلى جانب أحد الأطراف المتنازعين ولو أنه لم يتدخل عسكريا إلا انه قدم مساعدة مباشرة. ولم يخف ماشار خشيته من أن العام الثاني من الاستقلال سيكون “صعبا” أيضا. وقال “لقد وضعنا موازنة تقشف للعام المقبل من يوليو 2012 إلى يونيو 2013”. وأضاف أن الوضع الحالي “ارغمنا على إعادة النظر في برامجنا وفي طموحاتنا”، ودعا الشركاء الدوليين إلى منح قروض لبلاده بانتظار النهوض الاقتصادي واستئناف إنتاج النفط الخام. وأكد ماشار “لن ننهار كما توقعت مذكرات خاصة للبنك الدولي في مارس”. وأعرب ماشار عن أسفه لـ”التراجع” في العلاقات مع السودان، بعد أن كانت وصلت إلى مرحلة شبه تطبيع اثر توقيع معاهدة السلام الشامل في 2005 التي وضعت حدا للحرب الأهلية وأفسحت المجال أمام استقلال الجنوب. وتابع “لكننا عدنا إلى طاولة المفاوضات ونأمل بتحقيق تقدم”، في إشارة إلى المحادثات المباشرة التي استؤنفت في أواخر مايو في أديس أبابا دون تحقيق تقدم ملحوظ حتى الآن. وقال إن “الخلافات الأكبر” هي الأمن وترسيم الحدود ووضع منطقة أبيي المتنازع عليها. وأضاف أن “النفط مشكلة وطنية وعلينا أن نقرر ما إذا كنا سنختار تصدير نفطنا الخام عبر الخرطوم. إذا اتفقوا معنا (في الخرطوم) على رسم (عبور) يتوافق مع المعايير الدولية فسنعيد ضخ النفط”. وأعرب ماشار عن أمله في أن “يتفادى” البلدان العودة إلى الحرب بسبب خلافاتهما “لأن لا فائدة ترجى من الاقتتال”.
المصدر: أديس أبابا، الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©