السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قيادات تربوية تتساءل: هل انقرض المعلم المواطن ؟

قيادات تربوية تتساءل: هل انقرض المعلم المواطن ؟
8 يوليو 2015 00:00
محمود خليل (دبي) دعا المشاركون في المجلس الرمضاني الذي نظمته الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي تحت عنوان «هل انقرض المعلم الإماراتي ؟ » واستضافه معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي إلى إيجاد حلول واقعية تسهم في علاج ظاهرة عزوف الإماراتيين عن مهنة التعليم ذكوراً وإناثاً، والسبل الكفيلة بإعادة البريق لهذه المهنة وإعادة هيبتها بشكل فعّال. وشددوا على أهمية توفير الحوافز والسياسات اللازمة لتعزيز تنافسية مهنة التعليم وجعلها مهنة مفضلة للإماراتيين. وتطرق المشاركون إلى عدد من أسباب عزوف المواطنين الذكور عن مهنة التدريس، وأبرزها قلة الامتيازات وانخفاض الرواتب، وتراجع مكانة المعلم وهيبته في المجتمع وفي أعين الطلبة، مشيرين إلى أن مشكلة عزوف الخريجين الذكور من المواطنين عن العمل في سلك التدريس واحد من أبرز التحديات التي تواجه إستراتيجية تطوير التعليم على مستوى الدولة. وأوصوا بضرورة إعادة النظر بنظام الامتيازات المقدمة للمعلمين، ووضع إستراتيجيات وسياسات واضحة لإنصافهم، ومساواتهم بالمؤسسات الحكومية الأخرى، الأمر الذي من شأنه أن يعيد الهيبة لمهنة المعلم ويعزز من وجود الكوادر المواطنة فيها. ودعوا إلى إعادة هيكلة رواتب المعلمين المواطنين وزيادتها بما يتماشى مع ارتفاع تكاليف المعيشة، ووضع خطة طموحة للترقيات الوظيفية تلبي طموحات المعلمين في الترقي إضافة إلى توفير التدريب الكافي للمعلمين الجدد، وتحفيز الأبناء وبشكل خاص الذكور على الالتحاق بالمهنة. وأكد الفريق ضاحي خلفان على أهمية سرعة إيجاد حلول ناجعة لظاهرة عزوف المواطنين عن مهنة التدريس واتخاذ قرار يقضي بزيادة رواتب العاملين في قطاع التعليم، ووضع نظام للترقيات لهم ينافس الجهات الحكومية الأخرى لتشجيع المعلمين المواطنين على البقاء في هذا القطاع، إضافة إلى تأمين مكافأة نهاية خدمة وضمان اجتماعي علاوة على توفير تأمين صحي له ولبقية أفراد عائلته بما يسهم في تشجيع المواطنين على التوجه للعمل في هذا القطاع. وأشار معاليه إلى ضرورة إنشاء كلية تعنى بتدريب وتأهيل المعلمين حتى يصبحوا قادرين على التعامل مع مدارس المستقبل الذكية، إضافة إلى العمل على رفع كفاءة المعلم تكنولوجياً، للعمل على تقليل الفجوة الحاصلة بينه وبين الطلاب، ذلك للعمل على تعزيز ثقة الطالب بالمعلم. وأوصى معاليه بوضع إستراتيجية لرفع كفاءة المعلم في الدولة، داعيا إلى تحديث وتجديد مباني المدارس وتقليل الفجوة بين المدارس الحكومية والخاصة، وتحسينها. وشدد محمد إبراهيم الشيباني المدير العام لديوان صاحب السمو حاكم دبي، على ضرورة تعزيز المكانة الاجتماعية للمعلم في الدولة مستعرضا التجربة السنغافورية في هذا السياق والاحتفالات التي يتم تنظيمها من قبل عائلة وقاطني الحي السكني الذي يقطن فيه من يتم تعيينهم بوظيفة معلمين. وقال الشيباني: لابد من اتخاذ إجراءات وقرارات يكون من شأنها رفع هيبة المعلم وتمتين وضعه الاقتصادي ومنحه العديد من الامتيازات مطالبا بتعزيز مكانة المعلم في المجتمع وتوفير البيئة المناسبة. من جانبه لفت الدكتور أحمد عيد المنصوري مدير منطقة دبي التعليمية إلى تراجع كثيرين عن العمل في مهنة التدريس، مبينا أن عدد المعلمين المواطنين في دبي يشكل 3% فقط. وعزا أسباب تراجع ونقص أعداد المعلمين المواطنين إلى ضعف الحوافز بما ينعكس على الميدان التربوي سلبياً، مؤكداً أن تعزيز مهنة المعلم من شأنه علاج تلك المشكلات والحد منها، وبالتالي إثراء سوق العمل بالأعداد الكافية من المعلمين المواطنين وأشار الدكتور محمد مراد عبد الله مدير مركز دعم اتخاذ القرار بشرطة دبي إلى أن المكانة الاجتماعية الكبيرة التي كانت مهنة التدريس تحظى بها في أوساط المجتمع الإماراتي في السابق، فيما وصلت خلال السنوات القليلة الماضية إلى عدم حصول العاملين فيها على التقدير الكافي من قبل المجتمع والمسؤولين، معدداً نقص المزايا الوظيفية الأخرى كالسكن والتأمين الصحي والبدلات وافتقاد عناصر الجذب اللازمة، ما جعل المواطن يتخلى عن هذه المهنة بسهولة. كادر 2 / مجلس ضاحي أسباب عزوف المواطنين استعرض المجلس الرمضاني حول ( انقراض المعلم الإماراتي) دراسة تحليلية أعدها فريق عمل خطة دبي 2021 تحدثت عن أن غياب المعلم الإماراتي عن النظام التعليمي، أثّر سلباً على مخرجات العملية التعليمية التي ينخرط فيها الطلاب الإماراتيون، وأن غياب القدوة الإماراتية في العملية التعليمية، يعني فقدان أهميتها في تعزيز الهوية الوطنية.و أظهرت الدراسة أن وظيفة التعليم بين الإماراتيين تكاد تقتصر على الإناث في ضوء أرقام تشير إلى أن أربعة فقط هو عدد المعلمين الإماراتيين الذكور في المدارس الحكومية في دبي، حيث يعزف معظمهم عن هذه الوظيفة لعدة أسباب منها ضعف المردود المادي. كادر// 1/ مجلس ضاحي السويدي يقرع أجراس الخطر حذر الدكتور خليفة السويدي الأستاذ في جامعة الإمارات من خطورة الحالة التي يشهدها الميدان التربوي، وقرع « أجراس الخطر « قائلا:» إنه منذ 1999 لم ينتسب أي طالب مواطن لكلية التربية في جامعة الإمارات، بل إن نسبة الطالبات انخفضت إلى الثلث، ولو استمر الوضع بهذا الشكل لن نجد معلماً مواطناً في المستقبل». وأشار إلى وجود معوقات تعليمية تتعلق بالعزوف عن هذه المهنة منها أن كثيراً من الطلبة لا يتعاملون باحترام مع المعلمين، وكثرة الأعمال اليومية والأعباء التي تثقل كاهل المعلم، وبذل المعلم جهوداً مضنية وشاقة مقارنة بالمهن الأخرى، وعدم وجود تشريعات تحمي المعلم في مهنة التعليم، وصعوبة تتبع وملاحظة إنجازات المعلم بشكل فوري في مهنة التعليم، وتغير أدوار المعلم بشكل مستمر يضيف أعباء متزايدة عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©