الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنزويلا: صحة «تشافيز» تثير الأسئلة

11 يوليو 2011 23:08
خوان فوريرو كراكاس بعد العملية الجراحية التي خضع لها في كوبا، أسرع الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز بالعودة إلى بلده من أجل كبح جماح منافسيه من داخل محيطه الرئاسي، ومواجهة معارضة متحمسة، وسلسلة من الأزمات الداخلية التي جعلت من فنزويلا أحد أكثر البلدان تجاذباً في المنطقة خلال الآونة الأخيرة. ومع هذا فقد التفت حكومة تشافيز حوله، ووعدت بتسريع ثورتها التي تقوم على اشتراكية الدولة، وتهميش الخصوم، وبناء تحالفات مع عدد من الحكومات المعارضة للولايات المتحدة. ولكن بعد مرور تسعة أيام على إعلان تشافيز علناً عن قيام أطباء كوبيين باستئصال ورم خبيث من جسمه، يبقى من غير الواضح إلى أي حد مازال الرئيس البالغ 56 عاماً فعالاً سياسيّاً، وهل ستؤثر العملية التي أجراها على قدراته على القيام بتنفيذ مهام وظيفته على النحو الذي كان يقوم به من قبل. وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي مطلع كان على اتصال وثيق مع مقربين من تشافيز في حوار صحفي معه إن الرئيس يحتمل أن يكون مصاباً بسرطان القولون، ولكنه لن يخضع لجلسات علاج كيمياوية في المدى القريب كما أكد له الأطباء المشرفون على علاجه. وكان تشافيز قد أشار إلى مرضه باعتباره "أحد كمائن حياته"، وتحدث عن الساعات "الصعبة جدّاً" التي تلت إخباره من قبل فيديل كاسترو في العاصمة الكوبية هافانا الشهر الماضي بأنه مصاب بورم خبيث. غير أنه لم يؤكد أي نوع من أنواع السرطان قد أصيب به، مثلما لم يتحدث عن احتمالات الشفاء من المرض. وعلاوة على ذلك، فإنه من غير الواضح ما إن كان سيعود بشكل دوري إلى كوبا، التي تعد أقرب حليف لفنزويلا، من أجل تلقي العلاج أم أن الأطباء سيأتون إلى فنزويلا لعلاجه ومتابعة حالته عن كثب. وقال تشافيز في تصريحات أدلى بها السبت الماضي في قصر "ميرافلوريس" حيث كان يشاهد المباراة التي أقيمت بين المنتخب الفنزويلي ونظيره الإكوادوري في إطار المجموعة الثانية لبطولة "كوبا أميركا" لكرة القدم بالأرجنتين مع أعضاء من حكومته، إنه يتبع نظاماً طبيّاً دقيقاً وخطة غذائية. ومع ذلك، أوضح شافيز أنه هو من يدير شؤون الرئاسة نافيّاً آراء البعض ممن يعتبرون أن وضعه قد يحول دون إدارته للبلاد بشكل جيد. كما انتقد تصريحات لمعارضيه وصفوا فيها مرضه بأنه "مسرحية"، مشيراً إلى أن أحد الأطباء المكلفين بمتابعة حالته ذكر أن الجرح الناجم عن العملية يبدو وكأنه ناتج عن إصابة حرب. يذكر أن تشافيز عاد للظهور على شاشة التليفزيون الرسمي وقد بدا أنه استعاد وزنه بعد العمليتين الجراحيتين اللتين خضع لهما يومي 10 و20 يونيو الماضي في كوبا، علماً بأن إحداهما لإزالة ورم بالحوض والأخرى لإزالة ورم خبيث. وفي غضون ذلك، تبرز بعض الحقائق القاسية لفنزويلا اليوم - وهي بلد يواجه عنف عصابات المخدرات، وذو اقتصاد يكافح وسط طفرة نفطية طويلة، وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وحياة سياسية محتقنة- حدود حكم تشافيز في وقت تستعد فيه حركته لانتخابات العام المقبل الرئاسية. وفي هذا السياق، قال خوسي ألبورنوز، الذي كان ذات يوم من أقرب المقربين إلى تشافيز، إن بعض قادة الرئيس العسكريين يسعون إلى الانتقال نحو خط أكثر تشدداً في وقت يتكشف فيه كل شيء، من المدارس التي تدار على نحو غير فعال إلى الإنتاج الزراعي المتعثر، إلى انعدام فعالية الحكومة وعجزها عن القيام بالعديد من واجباتها مما أثار انتقاداً واسع النطاق. وقال ألبورنوز: "إن غياب الحكامة الفعالة يؤدي إلى الحكم السلطوي". كما قال هذا العضو السابق في البرلمان الفنزويلي، الذي كان في 2002 من بين الأشخاص الذين ساعدوا على إعادة تشافيز إلى السلطة بعد انقلاب قصير، إن مخاوف تشافيز من أن تتم تنحيته من السلطة هي التي تمنعه من تفويض سلطاته وصلاحياته. وأضاف ألبورنوز، الذي يشغل منصب أمين عام حزب "الوطن للجميع"، قائلاً: "إن الرئيس لا يضع ثقته في أي شخص -بالنظر إلى تاريخه، وبالنظر إلى المؤامرات السابقة". والجدير بالذكر في هذا السياق أن تشافيز، الذي كان مهندس انتفاضة عسكرية غير ناجحة في 1992، يعتمد على مجموعة من الرجال الذين تحركهم الإيديولوجيا في المقام الأول، والعديد منهم كانوا معه منذ ما قبل توليه منصب الرئاسة في 1999. غير أنه على رغم أنهم من المخلصين له، إلا أنه يسود اعتقاد بأنهم ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة، قد تكون على خلاف أحياناً مع بعضها بعضاً، ويدينون بالولاء لقواعد دعم مختلفة في بعض الأحيان وهو ما قد يثير الشكوك في مدى ولائهم للرئيس. ومن بين هؤلاء "إلياس خاوا"، نائب الرئيس، الذي بدأ مشواره كناشط في الجامعة؛ ووزير الخارجية "نيكولاس مادورو"، وهو سائق حافلة سابق وزعيم نقابي؛ و"رفائيل راميريز"، الذي يسيطر على شركة النفط التابعة للدولة، و"ديوسدادو كابيلو"، الذي تتلمذ على يد الرئيس ويعد من انصاره المقربين وسبق له أن شغل عدداً من المناصب المختلفة. ثم هناك شقيق الرئيس الأكبر سناً، "آدن"، وهو شخصية قد تكون أقل شعبية وأقل كاريزما، ولكنه مخطط حذر وملتزم إيديولوجيّاً بتغيير بنية فنزويلا الاقتصادية. وإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً قيادي قوي آخر ينحدر من الجيش، هو الجنرال "هنري رانخيل سيلفا"، الذي اتهمته وزارة الخزينة الأميركية في 2008 بمساعدة مجموعات مسلحة كولومبية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©