الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق: سجال سياسي حول «الانسحاب»

العراق: سجال سياسي حول «الانسحاب»
11 يوليو 2011 23:04
كارين ديونج - سكوت ويلسون محررا الشؤون الخارجية في «واشنطن بوست» فشلت حكومة الائتلاف الهش في العراق مرة أخرى، يوم السبت الماضي، في التوصل إلى توافق على استكمال تشكيل مجلس وزراء، أو حتى على النقطة الخاصة بما إذا كان يتعين على العراق أن يطلب من الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها بعد شهر ديسمبر القادم، وهو ما يضيق أكثر الجدول الزمني المتاح أمام إدارة أوباما لإتمام الانسحاب أو إبقاء جزء من القوات، ومواجهة التداعيات التي يتوقع أن تنتج عن ذلك. ودعا الرئيس جلال طلباني الكتل السياسية للاجتماع للمرة الثانية خلال الأسابيع القليلة الماضية، قائلاً إنه قد منح الأحزاب العراقية أسبوعين إضافيين كي تناقش الموضوعين المذكورين قبل أن تنعقد مرة ثانية. وعلى رغم أن إدارة أوباما قد اقترحت عدداً معيناً من القوات للبقاء بقولها إن من بين الـ46 ألف جندي الموجودين حاليّاً فإن إبقاء 10 آلاف جندي سيكون أمراً معقولاً، إلا أنها عادت فقالت على لسان مسؤول عسكري كبير إن ما قيل لا يزيد عن كونه "مجرد تخمين". وقال هذا المسؤول أيضاً -وهو واحد من عدة مسؤولين ناقشوا هذا الموضوع المهم- الذي طلب منا عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع: "إن العراقيين حتى الآن لم يتوصلوا إلى إجماع أو رأي موحد بشأن ما يتعين عليهم عمله بخصوص هذا الأمر، وإلى أن يتمكنوا من عمل ذلك، فإن الأميركيين لا يستطيعون أن يحددوا بالضبط عدد القوات التي سيحتاجونها". وقال بعض مسؤولي الإدارة الأميركية إنهم قد عرفوا أن رئيس الوزراء المالكي، قد دأب على إخبار بعض مساعديه ومسؤوليه، بأن أوباما يريد أن يترك 30 ألف جندي أميركي في العراق، وهو رقم تقول مصادر البيت الأبيض إنه مبالغ فيه إلى حد كبير للغاية. وقال مسؤول بالإدارة الأميركية مشترطاً عدم ذكر اسمه هو الآخر: "أعتقد أن أي وجود عسكري أميركي فيما بعد التاريخ المحدد لانسحاب القوات من هناك في نهاية ديسمبر سيكون أقل كثيراً من الرقم الذي يقال إن المالكي قد أخبر مساعديه بأن أوباما يريد إبقاءه في العراق". وقد توصل مسؤولو الإدارة الأميركية إلى استنتاج مؤداه أن العراقيين لن يتوصلوا إلى إجماع حول هذه النقطة قبل التاريخ المحدد لانسحاب القوات الأميركية المتبقية في العراق في نهاية العام الحالي. وقال مسؤول آخر: "إن اتفاق العراقيين على ذلك ليس أمراً محتماً.. كما أنه ليس محتماً أن نقوم نحن بالموافقة على ما سيطلبونه منا. والطريقة التي سيتم بها هذا الأمر في نهاية المطاف ليست معروفة لنا في الوقت الراهن". وفي الوقت نفسه فإن التردد حيال هذا الأمر يثير استياء أوباما بالفعل. فعلى رغم تعهده بالانسحاب الكامل من العراق، إلا أن إدارته أعلنت بوضوح عن رغبتها في بقاء جزء من القوات الأميركية العاملة هناك للاضطلاع بمهام مثل التدريب والدفاع الجوي والاستطلاع والاستخبارات بالإضافة كذلك إلى مهام مكافحة الإرهاب بالتعاون مع القوات العراقية، وخصوصاً في الوقت الراهن حيث تزداد التدخلات الإيرانية، ويزداد مستوى العنف بعد عودة خلايا "القاعدة" إلى النشاط مجدداً، وتستمر حالة عدم الاستقرار السياسي التي أثرت على كافة جوانب الحياة في البلاد. يشار في هذا السياق إلى أن عدد الجنود الأميركيين الذين لقوا مصرعهم في العراق الشهر الماضي يعد من أعلى المعدلات خلال العامين الأخيرين اللذين كانا قد شهدا انخفاضاً نسبيّاً في مستوى العنف، وخصوصاً ذلك الذي يستهدف القوات الأميركية حيث لقي جنديان أميركيان مصرعهما يوم الخميس الماضي بسبب انفجار لغم كان موضوعاً على جانب الطريق. ويقول الخبراء العسكريون إن المهام الأميركية الحالية في العراق يمكن القيام بها بواسطة قوة تضم عدداً أقل كثيراً من الجنود من العدد الحالي، بل إن من بين هؤلاء الخبراء من يذهب للقول إنه ليس هناك من حاجة لبقاء قوات أميركية في الأراضي العراقية لإنجاز هذه المهام حيث يمكن إنجازها من أراضي دولة ثالثة. ومن المعروف أن أوباما يواجه موقفاً حرجاً تجاه الرأي العام في بلاده بشأن انسحاب القوات من العراق. ولذلك فإنه كلما طال الوقت الذي يحتاجه العراقيون للتوصل إلى إجماع حول هذا الموضوع كلما تآكلت المساحة الزمنية التي يحتاجها أوباما كي يشرح للجمهور في بلاده الأسباب التي تدعو إلى إبقاء عدد من القوات الأميركية في هذا البلد. وهناك نقطة أخرى تتعلق بالانتخابات الأميركية، كمـا تتعلـق بفرص أوبامـا في الفوز بها وبفترة ولاية ثانية، فكلما تأخر البت في بقاء القوات الأميركية في العراق، كلما ازداد موقف أوباما حرجاً لأنه كان يعتمد على استخدام الانسحاب الأميركي من العراق، الذي كان قد وعد به كنقطة يركز عليها لكسب المزيد من الأصوات في تلك الانتخابات. ومن المعروف أن أوباما كان قد عزل نفسه من الحقل الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية عام 2008 إلى حد كبير عن طريق الموقف الذي تبناه ضد الحرب في العراق، كما أنه قام بالفعل بإعادة ما يقرب من 100 ألف جندي أميركي من ذلك البلد منذ أن تولى الحكم في بداية عام 2009. وقال أوباما في كلمة له وجهها إلى الشعب الأميركي عبر التلفزيون الشهر الماضي ووصف فيها الوجود الأميركي المتناقص في العراق وخططه بشأن سحب القوات من هناك: "إننا نشعر بالراحة عندما نرى أن تيار الحرب آخذ في الانحسار بشكل عام". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©