الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ضرورة غرس مفاهيم الابتكار والإبداع لدى الطلاب

ضرورة غرس مفاهيم الابتكار والإبداع لدى الطلاب
7 يوليو 2015 23:55
السيد سلامة (أبوظبي) أكد عدد من الخبراء والقيادات التعليمية في المجلس الرمضاني الذي نظمته جائزة خليفة التربوية، مساء أمس الأول، بعنوان «نحو تعليم يواكب مسبار الأمل»، ضرورة مواصلة النهوض بقطاع التعليم في الدولة بحيث يكون هذا القطاع، مواكباً لما تشهده الدولة من تدشين لمشروعات عملاقة مثل « مسبار الأمل» والطاقة النووية لأغرض سلمية، وتحلية المياه وهندسة الفضاء وتكنولوجيا الاتصالات، وغيرها من المشروعات التي تتطلب رؤي «غير تقليدية» في إعداد طالب علي درجة عالية من إتقان العلوم والرياضيات التي تمكنه من الانخراط في تخصصات علمية ترفد مثل هذه الحقول بكوادر وطنية متخصصة. ودعا المشاركون في المجلس إلى ضرورة أن تكون جهود تطوير التعليم متكاملة وشاملة بحيث تشمل جميع عناصر منظومة التعليم في الدولة، خاصة المعلم الذي «يبدو» اليوم أقل معرفة بالتكنولوجيا من الطالب الذي يجلس أمامه في الصف الدراسي، وأكدوا أهمية أحداث نقلة نوعية في تطوير البرامج والتخصصات العلمية المطروحة في مؤسسات التعليم العالي بحيث يتم طرح تخصصات تلبي احتياجات وكالة الإمارات للفضاء، وغيرها من الجهات من كوادر وطنية مؤهلة في مختلف التخصصات العلمية والتطبيقية. وحذر الخبراء من خطورة «اختلال ميزان» العلمي والأدبي، حيث كشفت دراسات ميدانية أن 79 في المئة من الطلبة المواطنين في المرحلة الثانوية يتجهون للقسم الأدبي، وهو ما يعني تضاعف خريجي التخصصات المرتبطة بالعلوم الإنسانية على حساب التخصصات العلمية التي تحتاجها الدولة. وأكد المشاركون ضرورة الاهتمام بالمعلم المواطن باعتباره إحدى ركائز الأمن القومي في التعليم، وحذروا من أن عزوف الطلاب الذكور عن الالتحاق بكليات التربية في الدولة امتد إلى الطالبات، حيث انخفض مؤشر التحاق الطالبات بكلية التربية بجامعة الإمارات من 3 آلاف طالبة قبل 10 سنوات إلي 600 طالبة هذا العام، وهو ما يرسم صورة حول التحديات التي تواجهها المعلمات المواطنات في الميدان التربوي. جاء ذلك خلال المجلس الرمضاني الذي نظمته الجائزة في أبوظبي، مساء أمس الأول ، بحضور أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، ومحمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات المدرسية، وتحدث فيه كل من أمل الكوس الوكيل المساعد لقطاع الأنشطة والبيئة المدرسية بوزارة التربية والتعليم، والدكتور المهندس ناصر محمد الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، والدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، والدكتورة نجوى الحوسني مستشار مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، والدكتور أحمد العور مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية، وأدار المجلس الدكتور خالد العبري عضو اللجنة التنفيذية بالجائزة، بحضور عدد من القيادات الأكاديمية والتربوية في الدولة. وأكد المشاركون ضرورة ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار لدى الطلبة في جميع المراحل التعليمية، مع التركيز على غرس هذه الثقافة في نفوس طلبة رياض الأطفال باعتبارهم النواة الأولى التي تبنى من خلالها شخصية الطالب. كما دعا المشاركون في المجلس الرمضاني إلى ضرورة مواصلة تطوير طرق وأساليب التدريس، وتطبيق أحدث الطرق والممارسات العلمية في تدريس مواد الرياضيات والعلوم بصفة خاصة باعتبارها العمود الفقري الذي يرتكز عليه إبداع الطالب وفقاً لمتطلبات اقتصاد المعرفة. وفي بداية المجلس أشادت أمل العفيفي برعاية قيادتنا الرشيدة والمتمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، لمسيرة التعليم وحرص سموهم على تدشين منظومة حديثة لتعليم يواكب العصر . كما أشادت بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء الجائزة بأن تكون جائزة خليفة التربوية في صدارة الجوائز المتخصصة في التعليم على مستوى المنطقة والعالم، من خلال ما تطرحه من رؤى ابداعية تستهدف النهوض بهذا القطاع الحيوي بجميع عناصره، ومن هنا فقط ارتأت الجائزة اختيار هذا العنوان لمجلسها الرمضاني السنوي بحيث يكون محصلة هذا النقاش من جانب الأكاديميين والخبراء، معززاً لتوجهات القيادة الرشيدة نحو الدخول في عصر الفضاء، ودراسة علومه وتوظيفها لخدمة البشرية، وذلك من خلال مسبار الأمل. ومن جانبه قدم الدكتور المهندس ناصر محمد الأحبابي نبذة شاملة حول نشأة وكالة الإمارات للفضاء ورسالتها وأهدافها قال فيها: «إن الوكالة وضعت خطة طموحة لدعم مسيرة الابتكار في الدولة، وذلك من خلال مجموعة مبادرات وبرامج تساهم في ترسيخ دور قطاع الفضاء الوطني نحو تحقيق جهود الدولة ورؤية قيادتها الرشيدة». واستعرض مجموعة من المبادرات وخطط العمل الوطنية القائمة في الوقت الراهن، وأبرزها تشكيل فريق عمل مشترك بين وكالة الإمارات للفضاء ووزارة التربية والتعليم ومسؤولي التربية للفئات التعليمية، لمراجعة المناهج العلمية، ودراسة جدوى المناهج المتعلقة بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، للتوعية بدور الوكالة ودورها الفاعل في دعم استراتيجية الابتكار والاقتصاد الوطنين. وقال الدكتور الأحبابي: «إن قطاع الفضاء بات جزءاً رئيسياً من استراتيجية الابتكار الوطنية، التي يعتبر محورها الأساسي هو المواطن الإماراتي الذي سيكون محرك الدفع والتطور لهذا القطاع، وما يتطلبه من توظيف وتطوير مهارات من المتخصصين الوطنيين في الفترة المقبلة». وأضاف أن تكنولوجيا الفضاء تعتبر ركيزة أساسية من ركائز اقتصاد وأمن الدولة، حيث يؤسس قطاع الفضاء لقاعدة صناعية ستساهم بدورها في دعم الأبحاث والتطوير بين الشركات وخلق فرص عمل جديدة ومهارات تقنية للقوى العاملة. ومن جانبه قال الدكتور عبد اللطيف الشامسي أن مشروع مسبار الأمل يعد مصدر فخر لكل أبناء دولة الإمارات، التي أضحت اليوم عنواناً للتميز والريادة في شتى المجالات، مشيراً إلى أن التعليم في الدول المتقدمة يمثل أحد المرتكزات الأساسية للمصلحة الوطنية لأنه وبلا شك يعني التقدم في كل مسارات الحياة، فقضية التعليم قضية وطنية، وإن قرار التعليم لا يخص التربويين وحدهم وإنما يهم شرائح المجتمع كافة، وينعكس بشكل مباشر على أدائهم. وأضاف الشامسي أن في التجربة الأميركية نجد أن مشاريع التربية هي مشاريع وطنية، فعلى سبيل المثال، عندما أطلق السوفييت سنة 1957 قمرهم الصناعي سبوتنيك، علَت صرخة الرئيس الأميركي دويت إيزنهاور وقال: «إن الخلل في التعليم، أصلحوا نظام التعليم وسوف نطلق قمرنا»، فقد قام بتشريع قانون الدفاع الوطني التعليمي (National Defense Education Act) عام 1958 بتمويل قدره مليار دولار أميركي لدعم برامج المنح الدراسية للتخصصات العلمية وتزويد المدارس الحكومية والخاصة بالمعدات والتجهيزات العلمية مع التركيز على تخصصات العلوم والرياضيات. وبعده بعام، ازداد عدد الطلبة المسجلين في الجامعات بنسبة 25% على مستوى الولايات المتحدة الأميركية. وفي كلمتها خلال المجلس قال أمل الكوس: «نعمل في وزارة التربية والتعليم تحت قيادة مبدعة هي معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم الذي يحرص علي تدشين مبادرات تعزز من كفاءة وقدرة «المدرسة الإماراتية» في التعليم المرتكز علي الإبداع . وقال الكوس: «إن نجاحنا يتوقف على تضافر جميع الجهود، وأن الوزارة تعمل جاهدة للوصول بنظامنا التعليمي ليكون نظاماً من الطراز الأول، يحتضن إبداعات الطلبة ومواهبهم في بيئة مدرسية محفزة على الابتكار، وذلك مواكبة لتوجهات الدولة المستقبلية، خاصة ما يتصل منها بعلوم الفضاء، وغيره من العلوم المتخصصة، التي تحرص التربية على تمكين أبناء الإمارات من أدواتها ومن مهارات القرن 21». وأشارت إلى أن نجاح الوزارة في مهمتها يتوقف على تضافر جميع الجهود، والاصطفاف خلف تطلعات الدولة التي لا حدود لها . وتطرقت الدكتور نجوى الحوسني إلي جهود مجلس أبوظبي للتعليم في مراجعة المناهج العلمية لدراسة جدوى المناهج المتعلقة بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات التي من شأنها تعزيز مفهوم ا?بتكار والإبداع ، وما أعلنه المجلس مؤخراً عن إعادة هيكلة نظام التعليم الثانوي (الحلقة الثالثة)، التي سيبدأ تنفيذها بدءاً من شهر أغسطس المقبل، في الصفين العاشر والحادي عشر. وسيطبق خلالها المجلس منهجاً دراسياً جديداً ومبتكراً، يركز على ربط التعليم بواقع سوق العمل ومنح الطلبة مهارات القرن 21، ويحقق متطلبات مجتمع اقتصاد المعرفة، تماشياً مع رؤية المجلس التي تقضي بتقديم فرص تعليمية متميزة لجميع الطلبة، وسعياً نحو الارتقاء بأداء الطلبة ليضاهي أعلى المعايير الدولية، واستجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، الخاصة بضرورة توجيه طلبة التعليم الثانوي إلى المجال العلمي، وإعدادهم للمستقبل. وقال الدكتور أحمد العور: «نحن كتربويين نشيد بالفكر السامي لقيادتنا الرشيدة، والتي نعتبرها المحرك الأساسي للحركة التربوية. ومشروع مسبار الأمل هو أحد هذه الأهداف، والتي في ظاهرها عمل تقني وبحثي بالدرجة الأولى. أما الأهداف غير الواضحة للجميع فهي كثيرة، مع أنها مباشرة في صميم التعليم والاقتصاد. حتى نتمكن من إنجاز مشروع مسبار الأمل، فإن الدولة بكل قطاعاتها ستعمل على وتيرة واحدة وهدف مشترك». كادر 3 خليفة التربوية الظاهري: نبشركم التعليم بخير قال محمد سالم الظاهري: نبشركم التعليم بخير، ومادامت هذه الرعاية من قيادتنا الرشيدة للتعليم، ومادام هذا الاهتمام وتلك الرؤية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم فإنني أؤكد - من جديد - أننا نمضي من تميز لآخر، ومادامت رؤية «الشيخ محمد بن زايد.. التعليم أولا» فإن التطوير في تزايد، ومعدلات التميز في مدارسنا عالية، ونفخر كل يوم بما نحققه. وأشار الظاهري إلى أن هذا المجلس وغيره لو امتد بهم الحديث لعام كامل حول التعليم فلن يفرغ الكلام، لأن التعليم هو مستقبل الوطن، وفي كل يوم هناك جديد، ومن يمضي يومه في الميدان التربوي مثل حالتي يجد مدارس حديثة بمواصفات عالمية، ومرافق متطورة، وبيئة تعليم محفزة على الإبداع، ومواطنين ومواطنات نفخر بعطائهم في الميدان، وعلى فكرة اليوم في مجلس أبوظبي للتعليم راتب المعلم حديث التخرج 27 ألف درهم، ورواتب مديرات المدارس ارتفعت وتتجاوز بعضها 60 ألف درهم، ليس هذا فحسب بل إن المدرسة بصورتها التقليدية تغيرت تماما، وعلى الرغم من ذلك سنظل ننشد التميز والعلا، وهذا منهجنا الذي تعلمناه من شيوخنا، الله يحفظهم. كادر 2/ خليفة التربوية تدني الرواتب قال المهندس سهيل العبري بشركة أدنوك: قضية عزوف الطلبة عن الالتحاق بكليات التربية ينبغي مواجهتها بزيادة رواتب المعلمين وإقرار كادر خاص بالمعلم يحفظ له مكانته في المجتمع، ويفتح الباب أمام استقطاب المتميزين للعمل في التدريس. وطرحت د. الحوسني في هذا السياق تجارب من فنلندا حول مكانة المعلم، وضرورة الاهتمام به علميا وتدريبا، ومواصلته للدراسات العليا في تخصصه، وكذلك الحصول على رخصة معلم. كادر 1/ خليفة التربوية كيف نغرس الإبداع في مدارسنا؟ أدار الدكتور خالد العبري الحوار في المجلس مستعرضاً دور جائزة خليفة التربوية في تحفيز العاملين في الميدان التعليمي على إطلاق مبادرات تعزز من النهضة التي يشهدها قطاع التعليم بمختلف مراحله بالدولة، وقالت أمل العفيفي: إن الإبداع هو الشغل الشاغل للجائزة، والتحدي الذي نسعى دائما للتفاعل معه هو كيفية ترسيخ ثقافة الإبداع في الميدان التربوي في الدولة والمنطقة، فالتعليم المتطور هو بوابة المستقبل الواسعة، التي تطل منها الأمم والشعوب على الحضارة والنهضة. ولفتت إلى أن الجائزة وجدت الكثير من المعلمين المبدعين خلال فحص ملفات «فئة المعلم الواعد» التي طرحتها الجائزة في دورته السابقة، وفي الحقيقة هناك نماذج مبدعة في الميدان، وهي في حاجة دائما إلى الرعاية والعناية، وهؤلاء الذين لم يمض على التحاقهم بالعمل أكثر من عامين وجدنا منهم من يفوق في تميزه بعض الذين قضوا في الميدان عقودا، ولكن ليست لديهم مهارات حديثة وابداعية مثل بعض الخريجين الجدد. وقال ناصر الاحبابي: نعتزم خلال الفترة المقبلة تدشين مركز للعلوم مع جامعة الإمارات، ويمثل هذا المركز نقلة نوعية على صعيد إعداد كوادر وطنية متخصصة في صناعة الفضاء، كما نقدم منحا دراسية وبعثات للطلاب والطالبات للالتحاق بالتخصصات العلمية التي نريدها. ومن جانبه، أكد عبد اللطيف الشامسي أن حال بعض المعلمين في المدارس في حاجة إلى تطوير، وهؤلاء لا يمكن لبعضهم تفهم واستيعاب مفاهيم الابداع، وتطبيقها في مدارسنا التي أصبح الطالب فيها أكثر «ابداعا» من معلمه بسبب توظيفه لتقنيات متطورة في الحياة اليومية، وبالتالي لا نزال متأخرين في التعليم. وقالت الدكتورة نجوى الحوسني: كيف يتحقق الابداع و79 في المئة من الطلبة المواطنين في المرحلة الثانوية بأبوظبي يتجهون لدراسة الآداب، كما أن المناهج الحالية «فقيرة» في بعض المفاهيم العلمية، ومن هنا جاءت جهود مجلس أبوظبي لتطوير المناهج، وسيتم تدريس مساقات العام المقبل، منها مساق الأرض وغيرها من المساقات والموضوعات التي تفتح آفاق الابداع أمام الطالب. ومن جانبه، قال الإعلامي الدكتور سليمان الهتلان: نشعر بالألم عندما ننظم دورات للمعلمين على التقنيات المتطورة، ونصعق عندما نكتشف التدني الشديد في مهاراتهم بشأن التقنيات الحديثة، فإذا كان بعض المعلمين على هذه الحالة فالطالب ينظر إليه على أنه «جاهل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©