الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

غاز القطب الشمالي الطبيعي المُسال يتجه نحو دول شرق آسيا

غاز القطب الشمالي الطبيعي المُسال يتجه نحو دول شرق آسيا
25 يوليو 2014 22:25
أعلنت شركات النقل البحري في كل من الصين واليابان، عن بدئها خدمة متواصلة لنقل الغاز الطبيعي من سيبيريا عبر القطب المتجمد الشمالي متجهاً صوب دول شرق آسيا، ما يؤكد مقدرة الطلب الآسيوي على تغيير مسار خطوط النقل الدولية. وكشف إعلان خطوط ميتسوي أو أس كي والصينية لتطوير النقل البحري، عن تفاصيل جديدة بشأن كيفية نقل الغاز الطبيعي من واحد من أكثر المواقع بعداً في العالم (منطقة يامال للغاز الطبيـعــي المُسال) الذي بلغت تكلفته نحو 27 مليـــار دولار في غرب سيبيريا، إلى المناطق المدنية في كل من الصــين واليــابان. وذكرت الشركة الصينية لتطوير النقل البحري أنها بالتعاون مع شريكتها ميتسوي أو أس كي، بصدد إنفاق نحو 932 مليون دولار لشراء ثلاث ناقلات للغاز مزودة بكسارات للجليد، تقوم بصناعتها شركة دايو لبناء السفن والهندسة البحرية من كوريا الجنوبية، مع توقعات ببدء الخدمة في 2018. المحيط المتجمد الشمالي وعندما كان المرور عبره مستحيلاً من الناحية النظرية في وقت من الأوقات، أصبح المحيط المتجمد الشمالي جاذباً الآن كمعبر للسفن نتيجة لانخفاض كميات الثلوج التي تغطي محيط القطب بفعل الاحتباس الحراري. وتمر المزيد من السفن الآن عبر المعبر الشمالي بين أوروبا وآسيا، الذي يساعد في تقصير المسافة بنسبة تصل إلى 40%، بالمقارنة مع الممر التقليدي عبر قناة السويس. وسلكت نحو 71 باخرة هذا الممر خلال العام الماضي بين أوروبا وآسيا، مقارنة مع أربع فقط في 2010، وفقاً للبيانات الواردة من وزارة النقل اليابانية. ووصفت ميتسوي خطها المقترح بأول خدمة منتظمة تربط بين أوروبا وآسيا عبر المحيط المتجمد الشمالي، رغم تشغيلها لهذا الخط خلال الشهور الدافئة في السنة. ويقول يو نجاتومي الخبير الاقتصادي في معهد اقتصاد الطاقة في طوكيو: «يصب قصر المسافة في صالح المشترين وذلك من خلال خفض تكاليف النقل والمخاطر الأخرى المرتبطة بعمليات الترحيل». وتملك شركة أو أيه أو نوفاتك الروسية، 60% من مشروع يامال للغاز الطبيعي المُسال، بينما تملك كل من توتال الفرنسية والوطنية للبترول الصينية حصة قدرها 20%. وأعلنت نوفاتك، عن خطة تقضي بإنتاج تصل سعته إلى 16,5 مليون طن سنوياً. وتُعد شركة جينادي تيمشينكو واحدة من أقوى حلفاء روسيا التي فرضت عليها أميركا حزمة من العقوبات في أعقاب ضم شبه جزيرة القرم. وتحاول روسيا تنويع عملاء الطاقة وزيادة التعاون التجاري مع آسيا. وبالإضافة إلى استثمارها في المشروع، تعتبر الوطنية للبترول، واحدة من أكبر عملاء الغاز السيبيري، حيث وقعت على عقد يتم بموجبه شراء 3 ملايين طن سنوياً لمدة 20 سنة. ومن أهم الأسباب التي تقف وراء الطلب الآسيوي للغاز الطبيعي، توجه اليابان بعيداً عن تبني الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما في 2011، بجانب سعي الصين لتقليل استخدام موارد الطاقة التي تسبب التلوث. وبتخطيطها لخفض استهلاك الفحم لما يخلفه من تلوث، حددت بكين هدفاً لزيادة استخدام الغاز الطبيعي إلى 10% من استهلاك الطاقة بحلول عام 2020، بزيادة على استهلاكها الحالي عند أقل من 5%. وعلاوة على دعم احتياطيها الخاص وتوقيع اتفاقيات جديدة مع دول مثل روسيا لاستيراد الغاز عبر خطوط الأنابيب، ظلت الصين تبحث عن المزيد من الغاز الطبيعي المُسال المُبرد. واستحوذت الشركات الصينية على حصص في مشاريع في بلدان مثل أستراليا وكندا، مقابل الحصول على تمويل لتطوير الاحتياطي. الطاقة النووية وفي غضون ذلك، زادت اليابان من وارداتها من الغاز الطبيعي والفحم لتحل محل مفاعلاتها النووية البالغ عددها 48 مفاعلاً، التي توقفت جميعها عن العمل في الوقت الراهن. وبينما من المتوقع عودة عدد قليل منها خلال العام الحالي، يرى الخبراء أن العديد منها أصبحت قديمة وأن تطويرها لتفي بمعايير السلامة الجديدة، أمر بالغ التكلفة. وعقدت السلطات اليابانية في مايو الماضي، أول اجتماع مع القطاع الخاص لمناقشة قضية استخدام ممر القطب المتجمد الشمالي. وتشير تقديرات الحكومة اليابانية إلى أن 22% من احتياطي الغاز العالمي يوجد في المناطق المحيطة بمنطقة يامال. ويقول ريو مينامين مدير قسم النفط والغاز في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية: «رغم أن الوقت ما زال مبكراً للغاية، إلا أن بحر القطب الشمالي الغني بالموارد، سيمثل أهمية كبيرة لليابان». وتشكل البواخر التي طلبتها ميتسوي أو أس كي والصينية لتطوير النقل البحري، جزءاً من أسطول متوقع قوامه 16 ناقلة مزودة بكسارات للجليد مخصصة لمشروع يامال للغاز الطبيعي المسال، الواقع عند مصب نهر أوبي المقابل للقطب والذي يغطيه الجليد لمدة تصل إلى تسعة أشهر في السنة. وتحاول شركات النقل البحري دراسة الطريقة التي تتعامل بها مع تغيرات الطقس في القطب الشمالي. ويقول كازويا هامازاكي، المدير العام لمشروع الغاز الطبيعي المُسال لشركة ميتسوي: «بينما الهدف هو الانتظام في خدمة القطب، ربما يبرز خيار اللجوء إلى المعابر البحرية التقليدية في حالة ظهور كثبان ثلجية غير متوقعة. ويكمن تحد آخر في كيفية إجلاء العاملين في الناقلات العملاقة في حالة الطوارئ، عندما يكون الجليد كثيفاً بالنسبة لقوارب الإنقاذ». نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©