دبي - مصطفى عبد العظيم:
قال خبراء ماليون ان سوق الخدمات المالية التقليدية في الخليج سيشهد تحولات ضخمة خلال السنوات المقبلة في ظل تزايد الطلب على المنتجات المصرفية التي تقدمها المصارف الاسلامية في المنطقة واستحواذها على نسبة كبيرة من العملاء·
واوضح الخبراء ان تحول كثير من العملاء الى البنوك الاسلامية الاخذة في التزايد دفع البنوك التقليدية التجارية الى اما البحث عن التحول الى ''اسلامية''بالكامل او على الاقل الى فتح نوافذ لتقديم المنتجات المتوافقة مع احكام الشريعة·
واشار الخبراء الى وجود أكثر من 310 بنوك تقليدية تقدم عمليات مصرفية إسلامية بحجم أعمال يصل إلى أكثر من 200 مليار دولار وبذلك يقدر إجمالي حجم الأعمال المصرفية الإسلامية عالميا بما يزيد على 461 مليار دولار منها 261 مليار دولار للمصارف الاسلامية مجتمعة على مستوى العالم·
وتوقعت الخطة الاستراتيجية العشرية لصناعة الخدمات المالية الإسلامية أن عمليات التحول من العمل المالي التقليدي إلى العمل المالي الإسلامي في الخليج ستستمر لتشمل جزءاً كبيراً من صناعة الخدمات المالية التقليدية بحلول عام ·2015
وكشفت الخطة التي وضعها المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، أنه من المتوقع أن تشمل عمليات التحول ما بين 15 و25 في المائة من العمل المالي التقليدي في دول منظمة المؤتمر الإسلامي الواقعة في جنوب آسيا، في حين أن هذه النسبة لن تتعدى 2 في المائة في باقي الدول الأعضاء في المنظمة باستثناء الخليج·
أما في المجتمعات الغربية فقد توقعت الخطة أن يتواصل نمو الخدمات المالية الإسلامية غير المصرفية شريطة أن يظل العملاء مقتنعين بموثوقية البدائل الإسلامية، مع أخذ الجهات الإشرافية بعين الاعتبار مبدأ المسؤولية الاجتماعية في صناعة الخدمات المالية الإسلامية·
وأكدت مصادر مصرفية، أن الطلب المتنامي على الخدمات المالية الإسلامية جعل الصناعة تنمو بمعدلات نمو متسارعة، مشيرة إلى أن متوسط النمو في حجم الودائع في الخليج قد بلغ - وفقاً لقاعدة بيانات المجلس العام - نحو 5,19 في المائة خلال الفترة من 2001 إلى ،2004 مما يعني ازدياداً في قاعدة عملاء الصناعة المالية الإسلامية في المنطقة، كما أن متوسط معدل نمو الأصول في المنطقة بلغ 96,18 في المائة خلال الفترة تفسها·
وتماشيا مع هذه التوقعات يعمل مركز دبي المالي العالمي على التركيز في المرحلة المقبلةعلى خلق مالية مثالية والارتقاء بقطاع الخدمات المالية خاصة في مجالات التمويل الاسلامي التي تجاوزت 400 مليار دولا ،لاسيما وان المركز كان قد شهد منذ فترة طرح صكوك اسلامية بقيمة 3,5 مليار دولار من خلال بورصة دبي العالمية بالاشتراك مع بنك دبي الاسلامي باركليز،وهو الاصدارالذي جمع نحو 11 مليار دولار·
و يتطلع المركز وفقا لتصريحات المسئولين به لان يكون محورا لعمليات قطاع الخدمات المالية الاسلامية في العالم ، خاصة في ظل الازدهار الذي تشهده حاليا ،وذلك عن طريق تقديم خدمات ومنتجات تتوافق مع الشريعة تخدم العميل بغض النظر عن الديانة·
ويظهر تقرير مصرفي حديث أن موجودات المصارف الإسلامية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية البالغ عددها حوالي 17 مصرفا تجاوز 47 مليار دولار أميركي·وأشار التقرير إلى أن الإمارات تأتي في المرتبة الثانية خليجيا من حيث عدد المصارف الإسلامية بها بواقع 4 مصارف ، في حين جاءت البحرين في المرتبة الأولى بواقع 5 مصارف ،كما في نهاية 2004 تلتها الكويت والمملكة العربية السعودية بواقع 3 مصارف إسلامية في كل منهما ثم قطر بواقع مصرفين إسلاميين وذلك باستثناء شركات التمويل والمؤسسات الاستثمارية والترخيص متعدد الأغراض في البحرين·
ووفقا لآخر الإحصاءات الصادرة عن المجلس العام للبنوك والمؤسسات الإسلامية لعام 2004 التي وردت بالتقرير فقد بلغ عدد المؤسسات الإسلامية على مستوى العالم 284 مصرفا إسلاميا بحجم أعمال يزيد على 261 مليار دولار
ويرى الخبراء الماليون ان سباق النمو المتصاعد في مجال الصيرفة الاسلامية لن يقتصر على منطقة الخليج فحسب ،بل تتسارع وتيرته ايضا لتشمل بلدانا اسيوية واوربية عدة·
عدد اليوم
