«يا من كنت حبيبي» على شاشة تلفزيون دبي دراما اجتماعية تستقطب مشاهدة كبيرة منافسة شديدة شهدها «ماراثون» دراما رمضان هذا العام، سواء من القنوات التلفزيونية، أو نجوم الدراما أنفسهم، الذين اختاروا أفضل الأعمال وأهم الأدوار لكي يسحبوا البساط في رمضان من بين زخم المسلسلات التي عرضت على الشاشات في الشهر الكريم، وما بين الدراما والكوميديا والتراجيديا والحب والرومانسية وكذلك الأكشن، تنوعت مسلسلات رمضان على حسب الفكرة والنص والإخراج والأبطال، وفي ظل هذه المنافسة الشرسة، تحاول القنوات التلفزيونية أن تثبت بأنها الأفضل في الاختيارات والإنتاجات، من خلال طرق عدة لقياس نسب مشاهدة الجمهور لأعمال رمضان.
مع اقتراب نهاية الموسم الدرامي الرمضاني ، رصدت «الاتحاد» أكثر المسلسلات الخليجية والعربية مشاهدة وأهم الأعمال التي قدمت في رمضان هذا العام، على بعض الشاشات المحلية، التي استطاعت إنتاج العديد من الأعمال الدرامية المحلية والخليجية، كما خطفت بعض الأعمال الفنية العربية لعرضها على شاشتها حصرياً أو عرض أول، والتي حصدت نسبة مشاهدة عالية من قبل الجمهور، وكانت بمثابة «حكايا» الناس في أيام الشهر الكريم.
«حبة رمل»
استطاع المسلسل الإماراتي التراثي «حبة رمل» أن يشد المشاهد وينجذب لمتابعة حلقاته واحدة تلو الأخرى، وينتظرها أمام شاشة «أبوظبي الإمارات» يوماً بعد يوم، وذلك من خلال محتواه المتميز، وأفكاره التي لم تقدم سابقاً، إضافة أداء الممثلين في العمل وطريقة إخراجه وعرض مشاهده، حيث أعلنت «أبوظبي» للإعلام أن «حبة رمل» أهم المسلسلات التي استقطبت أكبر عدد للمشاهدين الإماراتيين، ضمن قائمة الأعمال الدرامية المحلية والعربية التي عرضت على شاشتها، وذلك حسب نتائج قيـاس المشاهدة الذي تشرف عليه شركة الإمارات للقياس الإعلامي «تي فيو» - «T – View» في الدولة.
ومع دخول وسائل التواصل الاجتماعي على خط تقييم الأعمال الدرامية لقياس مدى نجاح عمل ما، وحصوله على أعلى نسبة متابعة ومشاهدة، فقد جاء النجاح الكبير الذي حققه «حبة رمل» في أول حلقة عرضت له على «أبوظبي الإمارات»، من خلال التعليقات والتغريدات الإيجابية على فكرة العمل وأبطاله المتميزين، حيث شارك في بطولته نخبة من نجوم الدراما الإماراتيين والخليجيين، مثل بلال عبد الله وعبد الله زيد ورزيقة الطارش، وهدى الغانم، ومروة راتب ونيفين ماضي.
الحياة قبل النفط
وقام بتأليف المسلسل الإماراتي جمال سالم الذي كتب قصة العمل التراثي الكوميدي في حقبة زمنية مهمة جداً هي فترة الستينيات، التي تعتبر محض اهتمام كل كبير وصغير، وذلك من أجل معرفة عادات وتقاليد الإماراتيين وأهل الفريج، وكيف كانت حياتهم في فترة ما قبل النفط وحتى الآن، والانتقال من مرحلة إلى أخرى، في فترة ظهور البترول وبناء المطار وعلاقات الأسر ببعضها بعضاً في تلك الفترة الزمنية، وتميز أبطال العمل بتقمص شخصياتهم بكل براعة، وعلى رأسهم بطل المسلسل عبد الله زيد الذي جسد شخصية «يعروف» وبلال عبد الله الذي جسد شخصية «مبارك»، التي أعادته إلى الكوميديا في رمضان هذا العام.
وأهم ما ميز «حبة رمل» عن غيره من المسلسلات التراثية الأخرى، كما صرح من قبل بعض أبطال عمل أنه توثيق لحياة الإمارات ما قبل الاتحاد، وهذه الفترة بالتحديد يهتم بها الناس كثيراً، فحقبة الستينيات تناولها المسلسل بأفضل صورة ولامس شريحة كبيرة من المهتمين، حيث أبرز أسلوب الحياة القديمة من خلال شكل البيوت والسيارات والملابس، وكذلك بناء قرية تراثية كاملة في جزيرة الحديريات في أبوظبي، لتصوير حلقات المسلسل بها، إضافة إلى بناء مطار قديم أعطى صورة حقيقة عبرت عن الحياة في الماضي، وبرز العادات والتقاليد الإماراتية بصورة كاملة ودقيقة، طابقت تماماً لما كان يجري في فترة الستينيات من القرن الماضي.
«الإكسلانس»
«الإكسلانس» في قالب أكشن، بعد أن قدم مسلسل «أدهم» في رمضان منذ 6 سنوات، عاد الفنان المصري أحمد عز للدراما الرمضانية من جديد، من خلال مسلسل «الإكسلانس»، الذي استطاع أن يعود من خلاله أكثر قوة، لاسيما أنه دراما في قالب أكشن، شارك في بطولة العمل الذي عرض على قناة «دبي» مجموعة من نجوم الدراما المصرية، أبرزهم صلاح عبد الله وأحمد رزق ونور وانتصار.
تمكن «الإكسلانس» لأحمد عز من أن يحقق نجاحاً كبيراً وملحوظاً خصوصاً في الفترة الأخيرة، حيث حقق نسبة مشاهدة عالية جداً في «يوتيوب»، إضافة إلى تعليقات وردود الأفعال الإيجابية على حلقاته في مواقع التواصل الاجتماعي.
قصة العمل التي كتبها السيناريست أيمن سلامة من وحي خياله، كانت قريبة جداً من أرض الواقع، الذي كان يحدث في مصر مع رجال الأعمال في فترة الأزمة التي مرت بها، لذلك كانت قصته قريبة إلى آلام الناس وأوجاعهم في تلك الفترة، هذا إضافة إلى تكنيك التصوير العالي للمسلسل الذي تولى إخراجه وائل عبد الله، وأظهر العمل ككل، وكأنه فيلم سينمائي أكشن طويل الحلقات.
حقق المسلسل الخليجي «يا من كنت حبيبي» الذي عرض على شاشة تلفزيون دبي، وشارك في بطولته جاسم النبهان وغازي حسين وهيا عبدالسلام وحسين المهدي وأمل العوضي، أعلى نسبة مشاهدة عبر خدمة (DMI On Demand) بعدد (18083) مشاهدة، بعد أسبوع واحد من عرضه، ويرجع سبب نجاحه إلى أنه دراما اجتماعية مشتركة تناولت فيض المشاعر بشكل عميق وتفاصيل دقيقة، من خلال قصص إنسانية متشابكة دارت حول شخصيات العمل الرئيسية وهي «منيرة وريان وطلال ومحمد»، حيث تعمل «منيرة» في محل لبيع الورود وتعيش مع والديها وأخوتها الصغار في بيت بسيط متواضع، و«طلال» في أستوديو تصوير، فيما يملك «محمد» شركة دعاية وإعلان، و«يان» لديها مشروعها الخاص في مجال تصميم وعروض الأزياء، ويحاولون الأربع أبطال الصمود أمام من يريد أن يحطم المشاعر النبيلة التي تجمعهم.
«كسر الخواطر»
حصل مسلسل «كسر الخواطر» على مراتب متقدمة من خلال نسب المشاهدة على شاشة «أبوظبي الإمارات»، إذ نال نسبة أعلى نسب مشاهدة من الإماراتيين، ضمن الإحصائية التي أعلنت نتائجها الرصد الإعلامي «تي فيو»، وحصل المركز الثاني بعد المسلسل التراثي «حبة رمل»، الجدة «روز» التي تلعب دورها أسمهان توفيق، امرأة في منتصف الستينيات، قوية وحكيمة، تعيش وسط أسرة كبيرة تبدو في ظاهرها متماسكة، بينما في الداخل هشة ومفككة، تضم الأسرة الابن الأكبر لروز، «عيسى» الذي يلعب دوره عبد العزيز جاسم، وهو رجل ضعيف الشخصية تحكمه زوجته «شريفة» التي تلعب دورها سلمى سالم، فهو أسير حبها، حيث يتحمل تقلب مزاجها الدائم الناتج عن كونها ابنة متبناة لإحدى الأسر الغنية، تجهل هويتها، ويبدو أن الأسرة الغنية، سارعت بتزويجها لعيسى، الموظف البسيط الذي يعمل لديها، للتخلص منها ودون أخذ رأيها، لأن ابن تلك الأسرة الغنية «منصور» الذي يلعب دوره حسين المنصور، يحبها ويريد الارتباط بها.
وبسبب هذا القهر تفقد شريفة قدرتها على الحب، حتى حب أبنائها الخمسة الذين جاؤوا إلى الحياة ثمرة هذا الارتباط القسري غير المتكافئ،
«سجن النساء»
في الحلقات الأولى من مسلسل «سجن النسا» لنيللي كريم وروبي ودرة التونسية، شن بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حملة يطالبون فيها بوقف عرض المسلسل، لما يضم من مشاهد إغراء ورقص وإيحاءات خادشة لا تتناسب مع حرمة الشهر الفضيل، لكن مع تسلسل الأحداث، احتل «سجن النسا» مراكز متقدمه في أعلى المشاهدات عبر التلفزيون أو الـ «يوتيوب» لما يحمله من قصص أليمة وواقعية، لامست هموم المجتمع المصري، وما يحدث فيه داخل المناطق النائية والشعبية.
ودارت أحداث العمل في قالب إنساني تشويقي حول قصة ثلاث سجينات تعرضن للظلم، ويتعرفن على بعضهن داخل أسوار السجن، ليكتشفن أن ارتكاب العديد من النساء للجرائم، يعود إلى فساد وديكتاتورية مجتمعاتهن فكرياً واجتماعياً وليس نتيجة انحرافهن، أو سوء تربيتهن، فخلف جدران السجن حكايات، أبطالها نساء سجينات، بداية من حارسة السجن «غالية» التي جسدت شخصيتها نيللي كريم، والتي ورثت تلك المهنة عن والدتها رغماً عنها لتحافظ على منزل والدتها الذي تركته لها بعد وفاتها، إلا أن طيبة قلبها تجعلها ترضى بتهريب «رضا» إحدى السجينات المسؤولة عنهن، كما تقع في غرام «صابر» الذي يعزبها ويظلمها ويخفي عنها قصة زواجها بامرأة أخرى.
أما المسلسل الأضخم في تاريخ الدراما المصرية هو «سرايا عابدين» لأبطاله يسرا وقصي خولي وغادة عادل ونيللي كريم، فرغم أنه نال انتقاداً كبيراً على أنه النسخة العربية للمسلسل التركي «حريم السلطان»، ووافق على هذا الأمر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، سواء في طريقة الملابس أو التصوير أو الديكورات، إلى جانب احتوائه على العديد من الأخطاء التاريخية الموجودة ضمن أحداثه، من بينها كلمة «جلالة الخديوي» التي كان أطلقها أبطال العمل على الممثل قصي خولي الذي يجسد دور الخديوي في المسلسل، لكن في هذا الوقت كان يلقب الخديوي إسماعيل بـ «عظمة الخديوي»، إضافة إلى ظهور الملك فؤاد في الحلقة الأولى من العمل والتي تدور أحداثها في عام 1860، علماً أن الملك فؤاد ولد عام 1868، أي بعد أحداث الحلقة الأولى بـ 8 سنوات، إضافة إلى العديد من لأخطاء الأخرى التي وصفها المؤرخون بالـ «كارثية»، إلا أنه حقق نجاحاً كبيراً جداً من خلال نسبة مشاهدة الحلقات على «يوتيوب» أو تعليقات رواد موقع التواصل الاجتماعي.
المحتوى التفاعلي المتنوع يجعل «أبوظبي للإعلام» الأفضل في رمضان
أعلنت أبوظبي للإعلام، إحدى أكبر المجموعات الإعلامية وأكثرها تنوعاً، عن تصدر قناة «أبوظبي الإمارات» المرتبة الأولى ضمن قائمة القنوات المفضلة لدى الإماراتيين طوال شهر يونيو، وشهر رمضان المبارك، كما أتى ترتيب قناة «أبوظبي الأولى» في المرتبة الخامسة من حيث استقطاب عدد المشاهدين الإماراتيين والعرب المقيمين في الدولة في أول أسبوعين من عرض أعمالها في شهر رمضان، وذلك وفقاً لنتائج قياس المشاهدة الذي تشرف عليه شركة الإمارات للقياس الإعلامي «تي فيو T – view» في الدولة.
و في تعليقه على ذلك, قال عبد الهادي الشيخ المدير التنفيذي لتلفزيون أبوظبي: تصدرت قنواتنا قائمة القنوات المفضلة لدى الإماراتيين والمقيمين العرب، وذلك بفضل المحتوى التفاعلي المتنوع الذي تقدمه شاشاتنا, والذي يخاطب مختلف شرائح جمهورنا الواسع، نحن حريصون بعرض أفضل الإنتاجات والمسلسلات المحلية الضخمة والموجهة إلى الشباب الإماراتي التي من شأنها أن تعزز مكانة القناة كخيار رئيس لمشاهدينا في الإمارات ومنطقة الخليج.
وحصد «حبة رمل» الذي عرض على قناة أبوظبي الإمارات خلال شهر رمضان أعلى نسبة مشاهدة لدى الإماراتيين، يليه المسلسل الخليجي «كسر الخواطر»، أما المسلسل الكرتوني المفضل «خوصة بوصة» وبرنامج المسابقات التراثي الشهير «الشارة» حظيا برضا المشاهدين الإماراتيين خلال أيام الشهر الفضيل.
تعتبر «تي فيو» المشروع الأول من نوعه في الخليج العربي الذي يعمل على تعزيز أداء قطاع الإعلام المرئي من خلال توفير معلومات وبيانات شفافة وموثوقة حول نسبة مشاهدي التلفزيون، وإجمالي وقت المشاهدة والبرامج الأكثر جماهيرية وشعبية لدى فئات المجتمع الإماراتي المختلفة، بحيث تستطيع محطات البث والمعلنون والشركات الإعلامية الاستفادة منه وتحسين نوعية البرامج التلفزيونية والمواد الإعلانية المقدمة للجمهور، ويمتاز النظام بتقديم بيانات دقيقة حول نسبة المشاهدين على مدار الساعة، وتتضمن البيانات معلومات حول المشاهدين الذين تزيد أعمارهم على 4 سنوات وتشمل الجنسية، والجنس، والموقع، والعمر، والوضع الاجتماعي والاقتصادي.
عدد اليوم
