الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عشرات الآلاف من المصلين يستقبلون ليلة القدر في جامع الشيخ زايد

عشرات الآلاف من المصلين يستقبلون ليلة القدر في جامع الشيخ زايد
26 يوليو 2014 02:48
ابتهالات وتضرع ودعوات امتزجت بدموع الرجاء والخضوع إلى الله العلي القدير، تلك أبرز ملامح ليلة القدر أمس الأول في جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، الذي امتلأت أرجاؤه بعشرات الآلاف من المصلين القادمين من أنحاء العاصمة الإماراتية، ليقضوا ليلتهم بين جنبات الجامع متبتلين لله تعالى رغبة في الحصول على الأجر العظيم لليلة القدر، حيث توافدت جموع المصلين على ساحات الجامع مع حلول موعد صلاة العشاء ثم التراويح وبقي الكثير من المصلين في الجامع حتى حلول موعد صلاة التهجد بعد منتصف الليل، ليواصلوا رحلة الإيمان واغتنام ثواب تلك الليلة المباركة التي ينتظرها جموع المسلمين في العشر الأواخر من شهر رمضان من كل عام. مع انتهاء صوم يوم أمس وحلول موعد الإفطار وما يعقبه من صلوات العشاء والتراويح، انتشرت في ساحات المسجد مظاهر مختلفة تعكس الحفاوة التي استقبل بها جموع المصلين ليلة القدر، في ظل منظومة بالغة الرقي أشرفت عليها إدارة جامع الشيخ زايد الكبير من أجل تحقيق أقصى درجات الراحة والهدوء والخشوع لرواد الجامع، حتى يقوموا بممارسة شعائرهم الدينية في أجواء من الخشوع والجلال الذي يتناسب مع عظمة الشهر الكريم وما يحمله من نسائم الخيرات لزائري بيوت الله في كافة مدن العالم ومنها مدينة أبوظبي التي حرصت على أن يكون أيقونتها الدينية والسياحية الممثلة في جامع الشيخ زايد الكبير على أهبة الاستعداد وفي أبهى صورة طوال الشهر الفضيل، تأكيداً على الصورة المشرقة المعروفة عن الجامع والتي صار يعرفها العالم شرقه وغربه، حتى إنه تم اختيار الجامع الوجهة السياحية الثانية في العالم وفقاً لأحدث التقييمات العالمية الصادرة مؤخراً. جسد واحد يقول زياد المحرمي، من سكان أبوظبي، إن قضاء ليلة القدر في جامع الشيخ زايد الكبير، يجعله أكثر شعورا بروحانيات تلك الليلة المشهودة لدى المسلمين، خاصة حين يرى أطيافا وألوانا من المسلمين من كل العالم من المقيمين في أبوظبي إلى جوار أشقائهم الإماراتيين، فيترسخ لديه المعنى الحقيقي لوحدة المسلمين التي عبر عنها الرسول الكريم بأن المسلمين كالجسد الواحد، وهذا التلاحم والتواجد لأعداد كبيرة من المسلمين في جامع الشيخ زايد الكبير، بمثابة شهادة على الدور الكبير الذي تقوم به الدولة ومسؤولوها في ترسيخ التآلف والمحبة بين المسلمين من كل بلدان الأرض الذين تجد الكثير منهم في المسجد وساحاته وكذا الاهتمام بضيوف الرحمن عبر تجهيز الجامع بشكل مريح للجميع وانتشار أجهزة التكييف في الممرات والساحات الخارجية، حتى تشعر الأعداد الكبيرة من المصلين بالراحة ويستطيعون أن يؤدوا الفروض والنوافل في أجواء من الخشوع النفسي والبعد عن مشاعر الإرهاق والتعب التي ربما تكون نتيجة طبيعية لازدحام الآلاف في مكان واحد، ولكن هذا تم بفضل الله ثم بالجهد الكبير لمسؤولي الجامع الذي رأينا بعضهم يتحرك في ساحات وأرجاء الجامع للتأكد بأنفسهم من مدى توافر أقصى درجات الترتيب والتنظيم في هذه الليلة التي ينتظرها الجميع مرة واحدة كل عام. نية الاعتكاف شريف مقصود، يعمل مشرف عمال بإحدى شركات المقاولات، وهو من سكان بني ياس، أورد من جانبه أنه قام باستعدادات خاصة في هذا اليوم، حتى يستطيع أن يقوم بزيارة جامع الشيخ زايد وتأدية صلاة تراويح ليلة القدر فيه، بكثير من التركيز والخشوع، حيث جاء إلى الجامع مع حلول موعد آذان المغرب بنية الاعتكاف، وتناول الإفطار وصلى المغرب ثم ظل باقياً في الجامع بين ذكر وقراءة قرآن حتى موعد صلاة العشاء والتراويح، التي يعتبرها من أكثر الصلوات التي قضاها بإخلاص في حياته نتيجة الأجواء الروحانية الجميلة التي تشع من كل مكان في الجامع، بحسب تعبيره، مضيفاً أن أصوات مقرئي القرآن الذين أمّوا الناس في الصلوات داخل الجامع طوال أيام شهر رمضان، ومنها ليلة القدر جعلت المصلين يقبلون على زيارة الجامع للاستمتاع بسماع أصواتهم الندية وهم يتلون كتاب الله تعالى، وهو جهد مشكور وتقليد جميل تحرص عليه إدارة المساجد سنويا، فيقوم كثير من الناس بترتيب أوضاعهم حتى يستطيعوا ان يستفيدوا من هذه الوجبة الإيمانية التي يوفرها لهم جامع الشيخ زايد في شهر رمضان من كل عام. جهود المسؤولين بدوره، يذكر سليمان عبود، يعمل موظفاً بإحدى شركات حجز تذاكر الطيران بأبوظبي ويقيم في الإمارات منذ عامين، إنها المرة الأولى التي يزور فيها جامع الشيخ زايد، وكان ذلك بدعوة من أحد أصدقائه الذي اصطحبه معه في سيارته، وأدهشته المساحة الكبيرة المقام عليها المسجد، التي تشبه مساحة الجامع النبوي بالمدينة المنورة، الشديد الاتساع، وهو يعطي رهبة وهيبة للجامع حتى من قبل الدخول إليه ورؤية جمال العمارة الإسلامية الشديد الأناقة الموجود في كل مكان بالمسجد سواء في أعمدته أو الأسقف والأرضيات وانظمة الإنارة التي زادت الجامع بهاء على بهاء. أما صديقه خلف إبراهيم، والذي يعمل مسؤولا ماليا بإحدى شركات القطاع الخاص، فقد أشاد من جانبه بالجهود الكبيرة التي رآها من قبل مسؤولي الجامع وتمثلت في كثير من المشاهد، أبرزها عدم وجود مشكلة في مواقف السيارات رغم العدد الهائل من المصلين، وأيضا انتشار أفراد كثيرين من المتطوعين في ساحات المسجد ورجال الشرطة وغيرهم من الأفراد الذين بذلوا جهودا كبيرة حتى يقوم المصلون بتأدية شعائر تلك الليلة المباركة بأقصى درجات الخشوع والراحة، وهو بالفعل ما يشعر به ويشجعه على الذهاب إلى جامع الشيخ زايد الكبير في كثير من ايام وليالي رمضان برغم وجود كثير من المساجد العامرة برجال دين أفاضل في منطقة بني ياس التي يسكن بها منذ سبع سنوات تقريبا. قيمة كبيرة تحدث إلى «الاتحاد» أيوب حسين، «باكستاني»، جاء إلى الجامع بصحبة أسرته وأبنائه الثلاثة الذي يبلغ أكبرهم 11 سنة، وقال إن جامع الشيخ زايد له قيمة كبيرة عند الجميع، والصلاة به لها مذاق خاص، ولذا يحرص على اصطحاب أولاده معه إلى الجامع كلما تيسرت الفرصة، سواء في شهر رمضان أو باقي أيام السنة، غير أن قضاء ليلة القدر في جامع الشيخ زايد تجعله يشعر بأجواء إيمانية فريدة لوجود مسلمين من كل العالم يزورون الجامع، وبالتالي تصبح الصلاة في جامع الشيخ زايد الكبير وسط هذا العدد الكبير من المسلمين أشبه بيوم عيد لكل من حضر وشاهد هذه الجموع من المسلمين من كل مكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©