الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استفتاء اليونان يسرع وتيرة المفاوضات

استفتاء اليونان يسرع وتيرة المفاوضات
7 يوليو 2015 20:00
أغلقت صناديق الاستفتاء اليوناني وقرر اليونانيون التصويت ضد العرض المقترح من الاتحاد الأوروبي وضد الإجراءات التقشفية، الأمر الذي يزيد فرص خروج اليونان من منطقة اليورو. ومع ذلك، من الصعب خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي في وقت قد تسرع نتائج الاستفتاء وتيرة المفاوضات في الأيام المقبلة نظراً إلى حرص قادة الاتحاد الأوروبي على التوصل إلى اتفاق في وقت قريب. والأكثر إثارة للدهشة، تقديم وزير المالية اليوناني استقالته في وقت سابق، قائلاً إنه أنجز عمله وسيترك منصبه للسماح بإنجاز الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي واليونان. وبات الاستفتاء اليوناني يشكل عاملاً سلبياً لمنطقة اليورو بشكل عام، وحتى الآن، لم يعلن البنك المركزي الأوروبي عن أي بيان أو تصريح بشأن اليونان. وفي هذه الأثناء، قد يفتح الاستفتاء اليوناني الباب لمزيد من الاستفتاءات في الاتحاد الأوروبي، وربما يكون أولها في إسبانيا، التي تتمتع بأغلبية يسارية في البرلمان. ومع ذلك، مازال الوقت مبكراً للحديث عن ذلك. وذكر تقرير جديد اعده كبير استراتيجيي الأسواق في أي دي اس سيكيوريتيز ADS Securities نور الدين الحموري ان نتائج التصويت على الخطة الأوروبية كان من البدهي أن يكون بهذا الشكل، حيث إن المقترح الأوروبي كان يشير إلى المزيد من التقشف وخفض في الرواتب ورواتب التقاعد أيضاً. من منا سيصوت لصالح تخفيض راتبه مهما كانت الأسباب؟ ولهذا السبب أصرت الحكومة اليونانية على إجراء الاستفتاء؛ لأنها تعلم علم اليقين أن الجميع سيصوت لرفض هذه الخطة. التصويت اظهر اكثر من 65% من الشعب لا يريدون هذه الخطة، وفي ظل إغلاق البنوك، مع استمرار سقف السحب اليومي للفرد من البنك هو 60 يورو فقط. وقال التقرير، إن الحكومة اليسارية الحالية قد تكون محقة في ما فعلته مؤخراً، على الرغم من أنها ذكرت أن الحكومات الماضية هي سبب ما حصل في اليونان منذ اكثر من 5 سنوات، ومن الممكن أن تكون محقة بالفعل. خطة الإنقاذ الأولى والثانية لليونان وافقت عليها الحكومة اليونانية وهي تعلم بأن هذه الخطة لن تؤدي إلى نمو كافي لتستطيع اليونان ان تسدد هذه الديون، وهو ما حصل بالفعل ووصلت اليونان الآن الى نفس المأزق، حيث إن اليونان الآن تريد المزيد من الأموال فقط لسير الامور اليومية على الأقل. ورفض الحكومة الحالية للخطة يعتبر مهم جداً، حيث ان الخطة المقترحة من الدائنين ومن الاتحاد الاوروبي ستؤدي في النهاية الى نفس ما حصل في الخطة الاولى، أي ان اليونان لن تنموا بمعدل كافي يسمح لها ان تقوم بسداد الديون في موعدها، لذلك، الحكومة اليونانية الحالية تطالب بأن يتم اعادة جدولة الديون على فترة اكبر,، وهو ما سيعطيها مساحة اكبر لتقوم بمزيد من الاصلاحات والاستثمارات، وهو ما سيؤدي الى عودة النمو الكافي وبالتالي ستستطيع اليونان ان تسدد هذه الديون. في ما لو لم يتم ذلك، فيجب علينا ان نتوقع المزيد من المشكلات في اليونان خلال الخمس سنوات المقبلة. من الناحية النظرية، اليونان قد افلست بالفعل اكثر من مرة، والمرة الأخيرة كانت عندما قامت بالتخلف عن السداد في 30 يونيو الماضي عندما لم تقوم بتسديد مبلغ حوالي 1.7 مليار دولار لصندوق النقد الدولي. واضاف التقرير أن اغلاق البنوك لمدة اكثر من اسبوع وحتى الآن، وذلك خوفاً على الودائع من ان يتم سجبها من البنوك بمجرد ان تفتح البنوك ابوابها. البنك المركزي الاوروبي لم يقوم برفع سقف المساعدات العاجلة للبنوك اليونانية منذ 26 يوليو الماضي حتى الآن. وبين أن ارتفاع تكلفة الديون على الديون اليونانية لأجل 5 سنوات الى مستويات 4,392 نقطة اساس وهو مستوى تاريخي جديد بعد ان كان قد وصل الى مستويات 3,650 نقطة أساس خلال ازمة العام 2011. ونوه بأن التصويت برفض الخطة من قبل اليونان وتعنت الحكومة اليونانية في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي قد يؤدي الى تسريع التوصل الى حل قريب لعدة اسباب. اولاً اليونان اقتربت من الحافة وشارفت على الافلاس لعدم توافر السيولة الكافية على المستوى اليومي على الاقل. ثانياً، ألمانيا تعلم انه في ما لو خرجت اليونان من الاتحاد الاوروبي، فهذا يعني فشل لألمانيا وللاتحاد الاوروبي بشكل عام. ثالثاً، المشكلة لا تكمن في اليونان فقط، مشكلة الديون اليونانية هي حوالي 300 مليار يورو، فكيف سيتم حل المشكلات الاكبر مثل ايطاليا التي وصل الدين العام فيها الى 2.2 تريليون يورو. رابعا، فكرة الاتحاد الاوروبي اخذت من دول الاتحاد اكثر من 50 عام ليتم التوصل الى هذا الاتحاد، ولذلك، من الصعب جداً ان يتم انهاء هذا الاتحاد بهذا الشكل بسبب دولة وحيدة من الممكن احتواؤها. لذلك, في الغالب ستتوصل دول الاتحاد الاوروبي الى حل وسطي سيكون في اعادة جدولة الديون الى فترة اطول كما تريد اليونان وهو ما يعتبر منطقيا من الناحية العادية، لكن التغير الذي حصل في الاتحاد الاوروبي خلال العشر السنوات العشر الماضية حول الاتحاد من اتحاد اقتصادي الى اتحاد سياسي، بمعنى ان المنطق الاقتصادي يقول باعادة جدولة هذه الديون لفترة اطول لاتاحة الوقت لليونان كي تسدد الديون بعد عودتها للنمو, لكن من المنطق السياسي قد يكون هذا الحل غير مجد. لكن في النهاية، على الاتحاد الاوروبي احتواء المشكلة اليونانية بأسرع وقت ممكن وهو في الغالب ما سيحصل خلال الاسابيع القليلة المقبلة. اليورو لم يتأثر كثيراً اليورو مقابل الدولار الأميركي لم يتأثر كثيراً خلال الاسبوعين الماضيين، إذ كان يفتتح تداولات الاثنين على انخفاض ومن ثم ينهي تداولات الجلسة الأميركية على ارتفاع حاد، وهو الشيء الذي حصل تقريباً هذا الاسبوع ايضاً، حيث افتتح اليورو تداولات الاثنين منخفضاً بواقع 140 نقطة الى 1.0950 ليعود بعدها خلال الجلسة الأميركية الى اعتاب مستويات 1.11 أي قرب المستويات التي اغلقت عليها تداولات يوم الجمعة الماضي.السبب في هذه القوة وعدم انهياره على رغم كل ما يحصل في الاتحاد الاوروبي يعود الى العلاقة العكسية القوية ما بين الاسواق الاوروبية وخصوصاً مؤشر داكس الالماني واليورو، حيث إن الاسواق الاوروبية وبمجرد الافتتاح في يوم الاثنين، انخفضت الاسواق بشكل حاد على اثر رفض اليونان خطة التقشف وهو ما عاد ليدعم اليورو مقابل الدولار والعملات العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©