الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلامة الطلاب في الحافلات

14 يوليو 2006 00:41
جاءت العطلة الصيفية، وجاء الصيف بحلله القشيبة وثيابه البهيجة، وانتهت أوقات الدراسة، لتحل محلها أوقات الراحة للطلاب، وأوقات التكتيك والتفكير لعام دراسي أفضل لدى وزارة التربية والتعليم، فوقت الصيف ومثلما دائماً يقال هو وقت الراحة، ولكنه وقت التفكير والتخطيط لمستقبل أفضل، يحاول الجميع في الوزارة أن يمحو أخطاء العام الماضي، ويجدد للحاضر القريب، من أجل أن يستقبل فلذات أكبادنا العام المستقبلي بكل حفاوة وسعادة·· لعلني اليوم أتحدث بلغة ولي الأمر، وابتعد قليلاً عن لغة الكاتب أو الناقد وغيره، لأشير إلى ملاحظة لاحظتها كولية أمر، ومواطنة غيورة على وطنها، علها تلقى آذانا صاغية، وعلها تلقى الاهتمام المعهود من قبل وزارة التربية والتعليم· كلنا يعرف بأن بعضاً من الأسر لا تستطيع توفير وسائل مواصلات لأبنائها فتضطر إلى اقتناء وسيلة الحافلات المدرسية لنقل الطلاب من وإلى المدارس الحكومية، هذه الحافلات التي شكلت لدى العديد من الأسر مصدر قلق شديد، فالبعض منها لا تسمى باصات، بل تسمى ''تنور'' أو ''ميكروويف'' متحركاً، بسبب درجات الحرارة العالية التي لا يحتملها أي شخص، فما بالك بطلاب وأطفال صغار يذهبون إلى المدرسة بملابس نظيفة، ويصلون إلى المدارس بملابس مبتلة نتيجة الحرارة المخيفة في الباصات، ولطالما ترجى البعض من أبنائنا أولياء أمورهم بالذهاب إلى المدرسة بالسيارة، لماذا يا ابني تريد أن تذهب بالسيارة؟ يجيب الابن أو الابنة بكل براءة: ماما، بابا لا نريد ركوب الباصات، فهي حارة جداً وتكاد تقتلنا من الحر! علاوة على مشكلة المكيفات التي عانى منها الكثيرون، هنالك معاناة أخرى وهي: عم تواجد مرافق/ مرافقة باص مع طلاب المدارس، ودعوني أكون دقيقة بعض الشيء في هذا المجال: الفئة العمرية من بين 5-12 سنة هم طلاب في ريعان الزهور، ولا زالوا أطفالاً صغارا، يهوون اللعب وروحهم تتميز بالشقاوة ''والشطانة'' واللهو وعدم الجلوس في مكان واحد، فمن سيهتم بهم إذا لم يوجد في الباص مرافق يحرص على الاهتمام بهم يرشدهم ويمنعهم من إحداث العبث والفوضى؟ هل على سائق الباض تحمل مسؤوليتهم، أم أن من مهامه الوظيفية الانتباه على الطريق وتحمل سلامة الأطفال من شرور الحوادث؟ كم من قصة سمعنا عنها، بطلها أطفال اشقياء يضربون أقرانهم ويمزقون كتبهم، ويثيرون المشاكل الدموية التي قد تصل إلى اصابة الطلاب بسوء؟ ناهيك طبعاً عن القصص التي تتحدث عن جوانب أخرى، وهي اختلاء سائق الباص ببعض الطلبة من البنات الصغار، والجرائم التي طالت هؤلاء، ليدفع أولياء أمورهم ثمن الاهمال في الباص، وثمن النفس الأمارة بالسوء على الأطفال؟ أعتقد يا جماعة بأننا بحاجة إلى وقفة سريعة على أطلال مشاكل الحافلات التي لا تقف عند هذا الحد، بل لها تفرعات ليس لها أول ولها ثان، فمثل هذه المشاكل قابلة للزيادة لا للنقصان إذا لم يكن هنالك تحرك جاد حيالهم، لوضع خطط واستراتيجيات واضحة المعالم، لا تتلخص فقط في الأقوال، ولكن في الأفعال وفي سرعة التطبيق وتعميم الأمن والأمان والراحة لابنائنا الطلاب! أرفع قلمي وصوتي ورأيي إلى معالي وزير التربية والتعليم الدكتور حنيف حسن لأشاطره المشكلة واشاطره الحلول الدائمة، والحل كما ذكرت يكمن في التحرك السريع في انقاذ ما تبقى من أرواح بريئة تريد العلم لا البهدلة في حافلات المدارس، واناشد معاليه في امكانية دراسة فكرة وضع مرافق في باصات المدارس الحكومية، فذلك سيخفف من قلق أولياء الأمور على أبنائهم، وسيحد من مشاكل كثيرة حاصلة في الحافلات، وستعم الفائدة بإذن الله على الجميع، وستخف المشاكل والهموم المدرسية التي نحن بالفعل في غنى عن ذكرها!! اقتراح متواضع من ولية أمر تصيبها الحرقة والألم عندما ترى الطلاب والطالبات وهم يذوقون الويل جراء هذه الحافلات المهلكة، ولسنا نبالغ أبداً، ولسنا نتكلم من فراغ، فالواقع مر، وما نحن عليه أمر، ونأمل من الوزارة أن تنظر إلى شكواي بنظرة الاقتناع بالرأي، وبنظرة العطف والحنية على أبناء الوطن، وكلنا ثقة في قرارات الوزارة وبتحرك الوزير الجدي حيال هذه المشاكل·· ريا المحمودي- رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©