السماوة - وكالات الأنباء: في احتفال رسمي وشعبي كبير قاده رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وسط إجراءات أمنية مشددة، تولت القوات العراقية رسميا أمس مسؤولية الأمن في السماوة عاصمة محافظة المثنى جنوب البلاد جنوبي العراق بعد لتصبح أول محافظة خارج إقليم كرستان شمالي البلاد تنتقل إلى السيادة الوطنية العراقية منذ الغزو الأميركي عام 3002· ووصف المالكي تسلم الملف الأمني من القوات الأسترالية واليابانية المنتشرة هناك تحت قيادة بريطانيا بأنه ''خطوة تاريخية كبيرة ومتقدمة على طريق تسلم الملف الأمني في جميع مدن العراق''· ودعا الأهالي والسلطات المحلية إلى إنجاحها، محذرا من أن المتمردين سيحاولون إفشالها بكل ما في وسعهم·
وقال المالكي مخاطبا حشدا شعبيا ضم العشرات من شيوخ العشائر في ملعب كرة القدم بالمدينة ''إنه يوم من حق أهل السماوة أن يفتخروا به وأن يسجل في تاريخهم أنهم المدينة الاولى التي استطاعت أن تحقق الامن وتكون الخطوة الاولى في تاريخ العراق باستلام الملف الامني''· وأضاف ''هذا اليوم هو حصيلة ''جهد وعمل وتماسك وصفاء وانسجام بين أهل المدينة والحكومة المحلية''· وتابع ''إن هذه الخطوة هي أمانة في أعناقكم· وأمانة الشعب العراقي عندكم كونها الأولى على الطريق· إذا وفقتم بحمايتها وإنجاحها ستكون سلسلة البناءات والخطوات الاخرى متتالية متكاملة وسريعة وإذا حصل تفريط في هذه التجربة وفشلت، اعتقد أن هذا سيؤدي إلى انتكاسة كبيرة وخيبة أمل ربما تؤثر على كل المسيرة من أجل استكمال استلام الملف الامني وتحقيق كامل السيادة''·
ودعا المالكي أهالي السماوة إلى ''التماسك وحفظ العلاقة القوية بين مختلف الأجهزة الامنية بين الشرطة والجيش والامن وبما يؤدي إلى حفظ الامن ودفع الضرر''· وأوضح ''نريد أقصى درجات الانسجام والتعاون بين المسؤولين ومؤسسات المجتمع المدني ورؤساء العشائر ورجال الدين وكل شرائح المجتمع من أجل إيجاد أجواء تؤدي إلى احتضان هذه التجربة وإنجاحها''· وأضاف ''أحذركم من أن الإرهابيين الذين يريدون أن يحولوا دون استلام الملف الأمني ودون نجاح التجربة السياسية وحكومة الوحدة الوطنية ويخططون لافساد هذه الفرحة بالعمليات الارهابية ولن يدخروا جهدا في تخريب هذه الخطوة حتى لا تأتي الخطوات اللاحقة وعلى اجهزتنا الامنية ان تعطي للحالة الامنية اهتماما كبيرا''· وتابع، مستدركا ''لكن بإرادتكم وتماسككم وصبركم ستنجح التجربة''· ونعاهدكم بأن نقف الى جواركم بكل ما يمكن من جهد ودعم واسنا لإنجاح التجربة حتى تنعكس إيجابيا على تطوير برنامج المصالحة الوطنية وتقديم الخدمات''·
وجرى بعد ذلك استعراض عسكري لقطع من الجيش والشرطة ومواكب العشائر تخلله إلقاء كلمات وقصائد وأهازيج ابتهاجا بهذه المناسبة· وقال قائد ''قوة عمل المثنى'' البريطانية الكولونيل جايلز فوسبر براون إن قواته ستبقى في المدينة كقوة رد سريع لتعزيز القوات العراقية وستكون مستعدة لمواجهة أي أزمة أمنية·
ووقع وقائد قوات التحالف الغربي في الجنوب البريطاني الجنرال جون كوبر اتفاقية نقل السلطة في المثنى· وقال ''لقد وجدنا ان كل الشروط متوافرة في المثنى لنقل المسؤوليات فقمنا بهذه الخطوة بالفعل وهناك محافظات اخرى في الجنوب تحرز تقدما ولكننا ما زلنا بحاجة الى مزيد من العمل بالطبع في البصرة وخاصة مع قوات الشرطة''· واكد السفير الاميركي زلماي خليل وقائد القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق الجنرال جورج كيسي في بيان مشترك ''ان عدة محافظات اخرى اقتربت من الاستجابة للمعايير اللازمة لكي تستقل أمنيا''·
وفي لندن، وصف وزير الدفاع البريطاني ديس براون الخطوة بأنها ''تطور'' لسكان المحافظة وللشعب العراقي· وقال ''هذا يوم فخر لقوات الامن العراقية والحكومة العراقية·إنهم عملوا بجد وأظهروا عزما قويا ليحققوا ذلك واقتربوا به خطوة من تحمل مسؤولية أمنهم بشكل كامل وإرساء مستقبل ديمقراطي مستقل لبلادهم''
عدد اليوم
