الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ديربورن» الأميركية لا تعرف النوم في رمضان

«ديربورن» الأميركية لا تعرف النوم في رمضان
7 يوليو 2015 19:35
ديربرون (إينا) ديربورن مدينة تقع في مقاطعة وين- ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة، وتعد من ضواحي ديترويت عاصمة صناعة السيارات الأميركية، وفيها المقر العالمي لشركة فورد إضافة إلى أكبر جالية عربية في الولايات المتحدة من حيث العدد وأيضا من حيث نسبتهم إلى عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها العرب نحو 40 ألفاً، ونسبتهم تقارب 40 في المائة من إجمالي سكان المدينة. وصل أول العرب إليها من لبنان في أوائل القرن العشرين، وكانت غالبيتهم من المسيحيين الموارنة، ثم توالت الهجرات من أقطار الوطن العربي الأخرى مثل اليمن والعراق وفلسطين وسورية والسعودية ومصر. وغالبية سكانها العرب اليوم مسلمون أنشأوا فيها أكبر مسجد في أميركا هو المركز الإسلامي الأميركي(Islamic Center of America). رمضان في هذه المدينة الأميركية يحل مصحوبا باحتفالات ضخمة ومتنوعة مصحوبة بتقاليد جديدة توحد تجمعات المسلمين، حيث يتجسد ذلك في ديربورن فالمسلمون هنا يعبرون عن مشاعرهم في هذا الشهر الكريم من خلال عادات وتقاليد أميركية. وخلال السنوات الأربع الماضية كان شهر رمضان أكثر صعوبة في الصيام لأن ذلك كان يتزامن مع ساعات النهار الطويلة في الصيف، ومع ذلك تتحول المدينة ومرتفعاتها إلى مواقع لا تعرف النوم من خلال الاحتفالات الرمضانية. وأصبح من الشائع أمام مالكي المحال التجارية والعمال وغيرهم ضبط مواعيد العمل والبيع بما يمكن أن يساعد في تيسير الصوم على الصائمين وقد اضطرت محال ومطاعم كثيرة لإغلاق أبوابها حتى لا تجرح مشاعر الصائمين. ويقول دياب حمادي، صاحب مطعمي العجمي في ديربورن إن أرباحه تتضاعف خلال شهر رمضان، على الرغم من أن المطعمين يفقدان جزءا كبيرا من زبائنهما خلال معظم ساعات عملهما، إلا أن أعداد طعام الإفطار يعوض عن ذلك. ومطعما العجمي، مثلهما مثل عديد من المطاعم في ديربورن، يقدمان بوفيه مفتوحا لتناول الإفطار يتضمن التمر والسلطات والحساء، وخيارات المأكولات البحرية. ومع ذلك، فإن القائمة العادية للطلبات متاحة خلال الإفطار لمن يرغب. ويضيف حمادي أنه عاش في ولاية فرجينيا 32 عاماً ولكنه لم يشعر برمضان كما ينبغي أن يشعر به، قائلا «هنا في ديربورن تشعر بروح رمضان». وقد مددت المقاهي والمخابز في المدينة مواعيد العمل خلال شهر رمضان. والمحال التجارية مثل مخابز الياسمين والخبز الذهبي تفتح 24 ساعة .ولكن هذا تسبب في زيادة حركة المرور خلال ساعات الصباح في ديربورن ومرتفعاتها ، ففي حين تبدو المنازل في المدن في مختلف أنحاء ميشيغان في نوم عميق، فإن الجالية العربية الأميركية في حراك ونشاط إلى ما قبل شروق الشمس. وتناول وجبة السحور من الأهمية للصائم وقد شهدت إقبالاً وتناميا كبيرين في السنوات الأخيرة في المجتمع المحلي في ديربورن. وبالنسبة لصاحب المخبز الذهبي حسين حمود، فإن رمضان يعني مضاعفة الأعمال التجارية وبالتالي زيادة الأرباح. وعادة في رمضان يبقى المخبز مفتوحا على مدار الساعة، في حين أن المخبز الذهبي الثاني والموجود في مرتفعات ديربورن، يغلق فقط لبضع ساعات خلال النهار. وفي منتصف الليل، يصطف الزبائن لاختيار ما يريدونه من قائمة الوجبات مثل الجبن والزعتر، اللحوم، وكذلك السبانخ والفطائر والخبز الطازج. ويقول عديد من الزبائن إن هذه الطلبات تكفي حتى اليوم التالي. ويقول موظف بالمخبز الذهبي «إننا حقاً جد مشغولين أثناء الليل. هناك مجموعات من الشباب تأتي في جماعات هنا للأكل ولكن في عطلات نهاية الأسبوع فإننا أكثر انشغالاً لأن هناك أسرا وأطفالا يأتون إلينا في المخبز». وفي مرتفعات ديربورن يبدو مخبز ومطعم ساج كمعلم بارز للمجتمع المسلم الصغير المتنامي حيث تظهر صفوف الزبائن خلال الأيام الأولى من رمضان طويلة وممتدة إلى خارج أبواب المطعم. أما وجبة السحور فقد تحولت إلى مناسبة اجتماعية للعديد من المسلمين المقيمين في ديربورن. حيث السهر والسمر في المقاهي المفتوحة لدرجة أن أي شخص يعرف أين مقعده ومكانه. من جانبها، تقول أنجيلا جعفر، وهي شريكة في أحد المحال التجارية «أعمالنا التجارية مستمرة ولكنها بالليل إلى درجة الجنون؛ فالجو مثير للغاية وكثير من الناس يأتون إلينا ومحلنا يعج بالزبائن والعملاء». وتضيف «محلنا مثله ومثل المحال الأخرى يعمل لتلبية طلبات موظفيه الصائمين حيث إن الإدارة أوجدت نظاما يستجيب لاحتياجات مثل هؤلاء الموظفين». وتضيف «نسمح لهؤلاء الموظفين بالفطور أثناء العمل أنهم يفطرون في المطعم وهو ما يبدو جيدا جداً». وهناك ثلاثة مقاه مشهورة اعتاد الصائمون التردد عليها ومنها مقهى «BIggby»، وهو المقهى الوحيد الذي قام بجدولة عمله بتمديد فترة العمل حتى منتصف الليل. وتقول مالكة المقهى خلود داباجة «اجتمعنا كفريق عمل وناقشنا ما هو الوقت الأنسب لإغلاق المقهى وتوصلنا في النهاية إلى أن منتصف الليل هو الوقت الأفضل»، مضيفة «نصف موظفينا مسلمون وسيكونون صائمين ولذلك من الأفضل أن يقوم غير الصائمين بورديات العمل الصباحية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©