الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلمان الفارسي.. ابن الإسلام

7 يوليو 2015 19:35
محمد أحمد (القاهرة) سلمان الفارسي.. صحابي جليل، هو الزهد والورع عملا وقولًا، ولد في قرية «جي» في مدينة أصفهان غرب بلاد فارس، أبوه «الدهقان» أي العمدة فكان يتولى حكم القرية، تمنى أن يجعله كاهنا، وهم يدينون بالمجوسية. يعرف باسم سلمان الفارسي، أو سلمان ابن الإسلام، أو سلمان الخير ويكنى أبا عبدالله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يعتز به فنسبه إلى آل بيته، وقال: «سلمان منا آل البيت»، وقال: «سلمان سابق الفرس». أما الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكان يلقبه بـ «لقمان الحكيم» لأنه كان عالما، وقال فيه: «أوتي العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر وكان بحراً لا ينفد». أوكل الدهقان إلى ابنه سلمان الإشراف على تغذية النار التي يعبدونها بالوقود لاستمرار اشتعالها، وذات يوم هطلت الأمطار فسقط سقف معبد النار وانطفأت، تعجب سلمان وتساءل عن هذا الإله الذي أطفأته المياه، فلا بد أن يكون للكون إله غير النار. فخرج ووصل إلى كنيسة قريبة فقضى بها وقتاً طويلاً وشغف بالمسيحية، فحبسه أبوه، ولكنه استطاع الهرب، وعاش فترة في الكنيسة، لكنه لاحظ أن الأسقف لا يوزع أموال الصدقات على الفقراء ويأخذها لنفسه ومات الأسقف وجاء بعده آخر سار على نفس نهج سابقه، فغادر سلمان الكنيسة بحثاً عن الدين الحق. تنقل بين فارس والعراق والشام وفي كنيسة عمورية «إحدى مدن الأناضول» حضرت الوفاة أسقفها وسأله سلمان إلى أين يتجه من بعده ليجد الدين الذي يبحث عنه، فقال له: ستجده حين تلتقي بالنبي الذي أظلنا زمانه، كما في التوراة والإنجيل في أرض الحجاز ويخرج من بلده إلى مهجره في أرض ذات نخل يدعو إلى الحنيفية، دعوة خليل الله إبراهيم عليه السلام، سأله سلمان: كيف أعرفه؟ قال: لا يأكل الصدقة ويقبل الهدية، بين كتفيه خاتم النبوة، إذا عرفته فصدقه وآمن بدعوته. التقى سلمان بقافلة تجارة متجهة من الشام إلى الحجاز فاتفق معهم على أن يصحبوه مقابل بقرتين وعندما اقتربت القافلة من يثرب خانوا عهدهم معه فباعوه إلى رجل يهودي من بني قريظة. رأى سلمان أشجار النخيل تحيط بالمدينة فعرف أنه لا شك أن هذا المكان هو الذي يعنيه الأسقف، وسمع ذات يوم حديثاً من بعض رجال يثرب عن مقدم النبي بدين جديد يدعو لعبادة الله ونبذ الأصنام. كان النبي في ذلك الوقت قد بلغ في رحلة هجرته إلى قباء، فجمع سلمان بعض رطب وأسرع إلى الرسول وكان مع أصحابه فقدم لهم الرطب لأنهم غرباء فهي صدقة، فشكره الرسول وطلب من أصحابه أن يأكلوا ولاحظ سلمان أنه لم يأكل معهم، فكانت تلك أولى العلامات. ودخل الرسول وأصحابه يثرب، فجمع سلمان مرة أخرى الرطب وذهب إلى النبي وأصحابه وقدمها له، باعتبارها هدية من أجر عمله فشكره الرسول وأكل منها، فأدرك سلمان العلامة الثانية، ثم رأى العلامة الثالثة وهي خاتم النبوة عندما كان الرسول يشارك في دفن أحد أصحابه فانزلق رداؤه وبدا خاتم النبوة بين كتفيه. أسلم سلمان وشارك في غزوة الخندق وقدم للنبي مشورة أفادت جيش المسلمين، فقد كان جيش الأحزاب يزيد على اثني عشر ألف مقاتل على رأسهم أبو سفيان بن حرب وكبار سادة مكة إضافة إلى جيش اليهود، وأحاطوا بالمسلمين من كل جانب. تقدم سلمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأشار عليه بحفر خندق عميق حول المدينة يمنع دخول الأعداء ووافق النبي لما استحسن هذا الرأي، وعجز الأعداء عن أن يجتازوا الخندق. في عهد الخليفة عمر بن الخطاب فتح المسلمون بلاد فارس واستولوا على عاصمتهم المدائن وولاه عمر عليها ولم يكن سلمان راغبا في الولاية. توفي سلمان في المدائن ودفن سنة 35 هـ في خلافة عثمان بن عفان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©