الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

125 سفينة جديدة تتجه إلى الغاز المسال

125 سفينة جديدة تتجه إلى الغاز المسال
26 سبتمبر 2018 00:36

أن تصبح صناعة الشحن العالمية سوقاً جديداً للغاز الطبيعي المسال، بفضل التغيير الجذري في القانون البحري الذي يهدف إلى الحد من تلوث الهواء. فقد طلبت كبرى شركات الرحلات البحرية وأكبر شركات الشحن في العالم 125 سفينة جديدة أن تعمل بالغاز الطبيعي المسال، ليضاف هذا العدد إلى 119 سفينة تعمل حاليا بالفعل بالغاز الطبيعي المسال، وفقا لأرقام شركة الاستشارات البحرية «دي إن في».
ويعود ذلك جزئياً إلى اللوائح الجديدة التي سيتم الالتزام بها بداية من عام 2020 بتقليل الحد الأقصى من الكبريت المسموح به في وقود السفن من 3.5% إلى 0.5%. والغاز الطبيعي المسال، غاز فائق البرودة حتى يتحول إلى سائل، وفي حين أن استخدامه كوقود شحن لا يزال محدوداً جداً بحيث لا يؤثر على أسعاره، إلا أن الإقبال المتوقع يدعم توقعات شركات مثل «شل» الهولندية، بنمو متواصل ومطرد للطلب على الغاز الطبيعي المسال.
وتستهلك صناعة الشحن حالياً نحو 5 ملايين برميل من النفط يومياً، ويتوقع أن تفي معظم هذه الصناعة بالالتزامات الجديدة، سواء بالانتقال إلى أنواع وقود منخفضة الكبريت إلا أنها أكثر تكلفة، أو تركيب «أجهزة تنقية» تعمل على تنظيف الكبريت من أدخنة العادم، إلا أن التغييرات في القواعد ستجعل الغاز الطبيعي المسال خيارا تنافسيا فيما يتعلق بالتكلفة بالنسبة لوقود الشحن.
ويقول المحللون إن مجرد تحويل 5% من الأسطول العالمي للعمل بالغاز المسال سيخلق سوقاً جديدة تعادل خامس أكبر سوق في العالم، والمستهلكون الرئيسيون هم اليابان والصين وكوريا والهند.
ويجري حاليا بناء سفينة سياحية ضخمة يطلق عليها اسم «أيدانوفا» لشركة «كارنيفال» لبناء السفن، في حوض بناء السفن في بابينبيرج بألمانيا. وعند إطلاق السفينة التي يبلغ طولها 1106 أقدام لاحقا هذا العام، ستكون أول سفينة سياحية تبحر بالكامل بواسط الغاز الطبيعي المسال. وتخطط «كارنيفال»، أكبر شركة رحلات بحرية في العالم، لاستلام 11 سفينة جديدة تعمل بالغاز الطبيعي المسال بداية من العام الجاري وحتى عام 2025.
وقال ستيف هيل نائب رئيس شركة «شل» في مقابلة أجريت في وقت سابق من هذا العام إن ركاب الرحلات البحرية سيكونون قادرين على الاستمتاع بدرجة أكبر بالرحلات على متن السفن التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال. وأوضح أنه «إذا كان العميل يقترح الاستلقاء على سطح السفينة والاستمتاع بالشمس، فمن الألطف ألا يكون هناك تلوث من زيت الوقود يتم نشره طوال اليوم عليهم».
و«كارنيفال» ليست الشركة الوحيدة التي أقدمت على ذلك، إذ قالت شركة «إم أس سي كروزس»، ومقرها سويسرا، في يونيو الماضي، إنها طلبت أن تعمل سفينتها الخامسة التي يتم بناؤها حاليا بالغاز الطبيعي المسال. وقالت «رويال كاريبيان» أيضا هذا العام إن لديها سفينتين سياحيتين تعملان بالغاز الطبيعي المسال.
وفي مجال الشحن، تبني شركة «سيم إنداستريز» ناقلات سيارات تعمل بالغاز الطبيعي المسال لصالح شركة «فولكسفاجن» الألمانية، كما طلبت شركة «سي إم إيه» الفرنسية توريد 9 سفن حاويات جديدة كبيرة تعمل بنوعية الغاز نفسه، ووقعت صفقة لتوريد الغاز الطبيعي المسال مدتها 10 سنوات مع شركة النفط الفرنسية «توتال». كما أن شركة «تيكاي»، وهي واحدة من أكبر ملاك السفن، وشركة «سوفوكومفلوت»، أكبر شركة شحن في روسيا، لديهما سفن تعمل بالغاز المسال.
وهناك من يشكك في حجم الانتشار المتوقع للسفن التي تعمل بهذا النوع من الوقود، وقال سول كافونيك محلل النفط والغاز في «كريدي سويس» إن شركات شحن عديدة ستلبي الالتزامات الجديدة المتعلقة بقواعد الانبعاثات من خلال أجهزة تنقية للعوادم المنبعثة. وأضاف أن شركة «كارنيفال» على سبيل المثال، ستستخدم أجهزة تنقية على 69 من سفنها الـ 103. وقال كافونيك «لن يتبنى سوى نسبة ضئيلة للغاية من أسطول النقل البحري الدولي الغاز الطبيعي المسال كوقود خلال السنوات الخمس المقبلة».
ومن المحتمل أن يكون النقص في وجود البنية الأساسية المطلوبة لتخزين الغاز الطبيعي المسال العقبة الأكبر في انتشار هذا النوع النظيف من الطاقة. ويتطلب الغاز الطبيعي المسال مرافق مخصصة لتخزين الوقود عند درجات الحرارة اللازمة للحفاظ على شكله السائل وتحميله على السفن. كما تستهلك خزانات الوقود للغاز الطبيعي المسال ضعف مساحة نظائرها من النفط ، ما يؤثر على تصميم السفن الجديدة. إضافة إلى أن السفن التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال أيضاً أكثر تكلفة من السفن التقليدية.
ويتطلب العمل بالغاز الطبيعي المسال أن تقوم الشركات بإعادة تدريب المهندسين وأطقم العمل والصيانة ليكونوا مؤهلين للتعامل مع المشكلات التي قد تطرآ على المحركات التي تعمل بهذا النوع من الوقود. كما أن شركات الشحن في أسواق النفط تعتمد العقود الآجلة ما يساعد مع أسواق التحوط في الحد من تذبذبات السوق.
على النقيض من ذلك، أصبحت مبيعات الغاز الطبيعي المسال قصيرة الأجل والمرنة أكثر شيوعا. وقد نمت نسبة شحنات الغاز الطبيعي المسال المباعة في الأسواق الفورية من 10% في عام 2010 إلى ما يقرب من 25% في عام 2017، وفقا لشركة «شل». وقال توم سترانغ، الذي كان يقود استراتيجية الغاز الطبيعي المسال لـ «كارنيفال»، إن «طبيعة سوق الغاز الطبيعي المسال تتطلب تعاقدات وتخطيط أطول أجلاً».
رغم ذلك، فإن منتجي الغاز الطبيعي المسال يتطلعون إلى الصناعة كمصدر جديد واعد للطلب. وقال هيل، نائب رئيس شركة «شل»، إن شركة الطاقة العملاقة تراهن على أن الغاز الطبيعي المسال سينمو بوتيرة أسرع من النفط. وتعمل «شل» مع «كارنيفال» على توفير المعدات والمرافق اللازمة لتزويد سفنها السياحية بالوقود.
وقال هيل «لقد كافح الغاز الطبيعي المسال تاريخيا للتنافس مع الوقود الثقيل الأرخص ثمنا»، «لكن في هذا العالم الجديد، حيث تكلفة البدائل أكثر تكلفة، سيكون الغاز الطبيعي المسال أكثر قدرة على المنافسة. لقد بدأنا نرى الكثير من الاهتمام والكثير من النشاط في هذا الاتجاه».

بقلم /‏‏‏‏ بول جارفي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©