هناء الحمادي (الشارقة)
«أحُن إلى خُبز أُمي».. قصيدة أطلقها محمود درويش، فصارت أغنيتنا جميعاً، بالفعل نحُن إلى خبز أمهاتنا الممزوج بنكهة الطيب والرائحة الشهية، لأن أشهى «الأرغفة» الشعبية التراثية تناولناها من أيدى أمهاتنا، فكانت سحوتها تلسع أيدينا ورائحتها تعاند فينا الانتظار، وعلى الرغم من ظهور الكثير من المخابر العالمية إلا أنها لا تضاهي طعمها، لأن الأمهات «عجّن الدقيق مع المحبة وخبزنه لأبنائهن» فكان سر النكهة يكمن في الأيادي التي صنعت الخبز.
خبز الميني خمير من أيدى الوالدة غريسة حميد أو كما تلقب «أم سيف»، الذي اعتاد أن يرقد في باطن كفها وملامسة سطح يديها تحمل عجين الخمير بحنان وتضعه على «التاوه» لينضج، ولم يختلف كثيراً في المذاق، بل أختلف في الحجم، فقد استطاعت أن تعد الكثير منه بحجم الميني بمذاقات ونكهات مختلفة يقبل على أكلها الصغير قبل الكبير طوال اليوم وفي جميع المناسبات السعيدة.
وتؤكد أم سيف أن خبز الخمير أحد الأكلات المحلية الإماراتية التراثية المعروفة والمحببة في الإمارات، حيث كانت النساء تصنعه قديما ولصنعه يحتاج إلى الطحين الأبيض والحليب الدافئ وعدد من البيض، وخميرة مذابة وسكر، يمزج الخليط مع بعضه البعض، ويترك ليتخمر لمدة ساعة إلى اثنتين، ثم تتشكل العجينة عل شكل أقراص مستديرة بحجم صغير ثم يحمر الزيت في المقلاة، وهكذا حتى ينضج، ثم يوضع في طبق يحافظ على درجة حرارة الطعام، ويقدم مع وجبة الإفطار، ويمكن أن يُدهن بالدبس أو العسل الطبيعي حسب الرغبة.
حب التغير دفع «أم سيف» إلى القيام بتقديم عدد من الحشوات المختلفة لميني خمير، حيث قدمت حشوة بالجبن تارة، والزعتر تارة أخرى، وبنكهة البيتزا، والنوتيلا والدجاج والبطاط الذي تنوع ما بين العادي إلى «خمير آلو» المحشو بالبطاط الحارة، وميني خمير الميشاوة، والسبانخ، واللبنة.
وبابتسامة رضا، تعترف أم سيف أنه ما تصنعه يديها من ميني خمير يختلف عن الآخرين فبالإضافة إلى الحشوات فان لها خلطة سرية خاصة في إعدادها بدءا من العجينة إلى أن يؤكل وهو ساخنا.
وحب هذه الهواية وإتقان صنع الخمير من أناملها دفع بها إلى فتح حساب عبر إنستغرام يحمل عنوان «Mini_5meer_shi» وصل عدد المتابعين إلى 9000 متابع من داخل وخارج الدولة، مما دفع بها ذلك إلى المشاركة بالكثير من المهرجانات الشعبية في الشارقة من أهمها أيام الشارقة التراثية، ومرشدات الشارقة، وفعالية حق الليلة.
عدد اليوم
