الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من حلبجة إلى حلب

من حلبجة إلى حلب
20 ديسمبر 2016 23:08
ما يحدث في حلب هو نهاية الحضارة وإن لم تنته كوجود حي على سطح الأرض فهي انتهت بقيمتها الإنسانية، فوصف حلب بالمدينة ضرب من الجنون ووصفها بأي كلمة أخرى تحمل معاني علمية مفهومة أيضاً خارج عن المنطق، فحلب لا مرادف لها سوى أنها كومة كبيرة وواسعة من الدم والحجر والدخان، فما يحصل الآن وقبل الآن وبعد الآن في سوريا، وبالتحديد في حلب هو نموذج حي ومعاصر ومبتكر للانهيارات والانتكاسات والهزائم التي لا عناوين لها ولا يمكن احتواؤها فكرياً وفلسفياً. فهذه الكومة الغريبة العجيبة من الدم والحجر والدخان باتت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الرقم القياسي لانهيار الإنسانية رغم أنها انهارت قبل الآن وفي بقاع كثيرة من العالم، لكن دائماً يحبو الأمل نحو الأفق ويظهر فجر جديد بحلة جديدة تحمل صبغة الإنسانية، وما يحدث في حلب نسف هذا التصور، فالأحداث الدموية التي مرت بها الحضارة لا حصر لها لكن كل واحدة منها وقفت عند حد معين من الدموية، ولكن في حلب تخطت الدموية إلى ما لا نهاية مثلها مثل حلبجة الشهيدة وكوباني الثائرة والهجرة المليونية للأمة الكوردية عام 1991. فنظام بشار الأسد وصدام حسين وجهان للنظام الذي أسسه ميشيل عفلق، فكلاهما دمرا بلدهما وجعلا شعبيهما يرسمون الموت في صور أمنيات وأحلام كي يتخلصوا من البؤس والمعاناة والظلم، فالصورة الحالية في حلب عبارة عن مجموعة كبيرة من التناقضات ممزوجة بالاقتصاد والعقود التجارية والصفقات المشبوهة، فلا قيمة للإنسانية في حلب، فلقد احتلت مكانها مليارات الدولارات فكل من هب ودب يبيع الشعب السوري، وبالتالي هو الضحية الأولى والأخيرة بداية بالأطفال في المهد وصولاً إلى العجائز وهم يسيرون حفاة في طرقات الحرب. يجب على العالم أن يقف ضد هذا الموج الدموي الذي يكتسح الأرواح البريئة، فأي ذنب ارتكبته حلب كي تستفيق على صوت الصواريخ والقنابل لطالما كان هذا السؤال هاجساً يقلقني ويحيرني ويبكيني، نعم يبكيني، فعندما يتعلق الموضوع بإهانة الإنسان وتدمير وتحطيم كرامته وإرادته وشموخه بداية بحلبجة وكوباني والهجرة المليونية، وأي كارثة أخرى في أي وطن وأرض كانت حينها. أنا إنسان أممي ثائر يأبى أن تهان الإنسانية. إيفان علي عثمان الزيباري كوردستان العراق - دهوك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©