الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحويل الأفلام إلى مسلسلات ظاهرة تؤكد إفلاس المؤلفين فكرياً

تحويل الأفلام إلى مسلسلات ظاهرة تؤكد إفلاس المؤلفين فكرياً
7 أكتوبر 2010 21:06
“سمارة” و”شفيقة ومتولي” و”الأرض” و”امبراطورية ميم” و”الشيماء” و”أبناء وقتلة” و”زقاق المدق” و”أمير الانتقام” و”رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة”، أفلام سينمائية حققت نجاحا كبيرا على الشاشة الكبيرة، ويجري حاليا تحويلها لدراما تليفزيونية للعرض على شاشة رمضان 2011 بما قد يعتبر استنساخاً للأفكار أو استغلالا للنجاح الفني للأفلام. معالجات جديدة التجارب السابقة في إعادة تقديم الأعمال السينمائية في مسلسلات تؤكد أن القليل منها حقق نجاحاً والكثير منها فشل. ويقول السيناريست مصطفى محرم الذي قدم في رمضان قبل الماضي مسلسل “الباطنية” المأخوذ عن نفس الفيلم إنه في رمضان القادم سوف يقدم مسلسل “سمارة” بطولة غادة عبدالرازق ومأخوذ عن الفيلم الذي يحمل نفس الاسم وقامت ببطولته الراحلة تحية كاريوكا. أكد أنه سيقدم معالجة جديدة لقصة “سمارة” وسيحتفظ بالفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث وهي فترة الأربعينيات وسيلعب على خط درامي لم يكن ظاهراً في الفيلم وهو علاقة “سمارة” بالطبقة الاستقراطية. وأضاف أن إعادة تقديم الأعمال الأدبية يكون في صالحها ويجعلها تستمر من خلال معالجات جديدة وبأكثر من وجهة نظر، وهناك أعمال أدبية كثيرة يحلم بإعادة تقديمها مثل ثلاثية نجيب محفوظ. ويرى مصطفى محرم أن إعادة تقديم عمل مثل “الأرض” يحتاج لمجهود كبير خاصة أن الفيلم عندما قدم في السبعينيات لم ينجح، أما “شفيقة ومتولي” فهو عمل رائع وليس ملك شخص لأنه من التراث الشعبي وكان يهمني تقديمه. استغلال نجاح الفيلم الكاتب لينين الرملي أوشك على الانتهاء من كتابة مسلسل “امبراطوية ميم” المأخوذ عن قصة فيلم بنفس الاسم بطولة فاتن حمامة. وتقوم ببطولة المسلسل رغدة. ويقول: لم أستغل نجاح الفيلم، وأي عمل سينمائي يمكن طرحه بأكثر من زاوية وهو ما سأفعله مع المسلسل، فالفيلم مر على إنتاجه أربعون عاما تقريبا ولا يجدي في ظل تغير كل الظروف المحيطة بنا أن استنسخ قصة الفيلم في مسلسلي، فالظروف الحياتية كانت مختلفة وأيضا الظروف السياسية والاقتصادية وشكل الحياة، والفيلم وقع تقريبا في ساعتين والمسلسل سيكون 30 حلقة وهناك تفاصيل عديدة سيتم تناولها من خلال المسلسل. وأكد المؤلف والسيناريست عبدالرحيم كمال أنه سيتعامل مع النص الادبي لرواية “الأرض” للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي، والمسلسل سيتضمن معالجة مختلفة عن الفيلم ويعتمد على الرواية الأصلية وهي عمل ضخم ولن يستغل نجاح الفيلم الذي تم إنتاجه في عام 1969، وقام ببطولته محمود المليجي وعزت العلايلي وأخرجه يوسف شاهين مؤكدا أن المسلسل سيحمل رؤية جديدة ومعاصرة. الحق الأدبي ويقول المنتج جمال العدل: لابد أن نفرق بين أن نستغل نجاح فيلم سينمائيا ونعيد تقديمه في مسلسل تليفزيوني وأن نشتري رواية أدبية ونحولها لعمل درامي بصياغة جديدة حتى ولو سبق تقديمها في السينما أو المسرح، فعندما وقع اختيارنا على رواية “الأرض” للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي وقررنا تحويلها لمسلسل تليفزيوني فإننا هنا لا نستغل نجاح فيلم “الأرض” وإنما نعيد صياغة عمل أدبي وهذا موجود في كل الدنيا، وقد تعاقدنا مع ورثة عبدالرحمن الشرقاوي واشترينا الحق الأدبي للرواية وقررنا تقديمها في رمضان 2011، حتى تأخذ الرواية وقتها في الكتابة وتظهر بشكل يليق بعمل أدبي وكاتب بحجم عبدالرحمن الشرقاوي، وحاليا يعكف السيناريست عبدالرحيم كمال على إعداد السيناريو والحوار للشكل الجديد الذي ستظهر به الرواية. موضة مرفوضة وأكد المنتج أحمد الجابري أنه كان يفكر في مشروع مسلسل “شفيقة ومتولي”، منذ أكثر من عامين لكن انشغاله بمسلسل “شيخ العرب همام” جعله يؤجل المشروع، وأشار إلى أنه سيبدأ خلال أيام التحضير للمسلسل حتى يكون جاهزا لرمضان القادم. ويرى الجابري أن نجاح الأعمال التليفزيونية المأخوذة عن أفلام سينمائية يرتبط بالتناول الجديد للموضوع. ويقول: عندما وقع اختياري على “شفيقة ومتولي” وهي قصة من التراث الشعبي لفت نظري العلاقة بين الأخ والأخت والحب الأخوي الذي نادرا ما يتم التطرق له في الدراما، وأعتقد أن هذا العمل يتحمل قضايا وموضوعات سيتم تناولها في 30 حلقة خاصة أن المساحة الدرامية في المسلسل التليفزيوني تكون أوسع من الفيلم. أيضا هناك مسلسل آخر بعنوان “أمين الانتقام” على غرار فيلم “أمير الانتقام” بطولة هاني رمزي وإخراج أشرف سالم الذي أكد أن أي تشابه هو في الاسم فقط، لكن في إطار ومحتوى مختلف تماما لأن هذا الفيلم يعد من كلاسيكيات السينما المصرية، أما المسلسل فهو كوميدي يستعرض قصة شاب ثري يعود من الخارج ليكتشف استيلاء شركاء أبيه على أمواله ليحاول استرجاع حقه في رحلة مليئة بالمواقف الكوميدية. ويضيف: أنا غير متجاوب مع هذه الموضة من الأعمال لارتباط الأعمال الأصلية في أذهاننا بصورتها وأحداثها وأبطالها، ويجب أن يكون السيناريست محترفا لأنه سيضطر إلى إضافة تفاصيل، وقد يخرج عن الإطار الذي شاهدناه في الفيلم وأنا أحب ما شاهدته من قبل واعتدت عليه، وعلى العمل الجديد أن يكون مكتوبا بحنكة لإجباري على متابعته بشغف، لكن هناك أعمالا درامية قد لا تأخذ الفيلم الأساسي بحذافيره، وتكتفي بخط درامي واحد أساسي وتضيف إليه بعد ذلك. الشريف وهيفاء وفيلم “رمضان مبروك ابوالعلمين حمودة” الذي كتبه يوسف معاطي وبطولة محمد هنيدي وحقق نجاحا كبيرا عند عرضه سيتم تحويله لمسلسل في رمضان القادم. ويقول هنيدي: لن نستغل نجاح الفيلم ولكن اكتشفنا ان هناك احداثا مهمة كان يجب اضافتها للفيلم ولكن ارتباطنا بمدة عرض الفيلم وهي ساعتان جعلنا نتخلى عنها لذلك سيضم المسلسل أحداثا جديدة لم تكن موجودة في الفيلم. أما فيلم “ الشيماء” الذي لعبت بطولته سميرة أحمد وأحمد مظهر وأخرجه حسام الدين مصطفى، فقد قام المؤلف محيي الدين مرعي بتحويله الى مسلسل يبدأ تصويره قريباً ويشارك في بطولته عشرات الفنانين العرب من بينهم صابرين وقمر خلف وغسان مسعود ويوسف شعبان ومجدي كامل ومادلين طبر ويخرجه عصام شعبان. ويتكرر الأمر مع قصة حياة المناضل الليبي “عمر المختار” التي قدمت في فيلم عالمي قام ببطولته انتوني كوين حيث تحولت القصة على يد المؤلف طارق البدوي الى مسلسل رشح لبطولته عمر الشريف ويخرجه التونسي شوقي الماجري. كما تحول فيلم “أبناء وقتلة” الذي قام ببطولته محمود عبد العزيز ونبيلة عبيد عن قصة لاسماعيل ولي الدين وإخراج عاطف الطيب الى مسلسل رشح لبطولته خالد الصاوي. ورشحت هيفاء وهبي لبطولة مسلسل “زقاق المدق” عن رواية نجيب محفوظ التي قدمت في الستينيات من القرن الماضي في فيلم من بطولة شادية وصلاح قابيل ويوسف شعبان واخراج حسن الامام. وتجسد هيفاء الشخصية التي قدمتها شادية في الفيلم. إفلاس فكري ويقول السيناريست محمد صفاء عامر: لا يجوز التعميم فهناك تجارب سبق وأن حققت نجاحا في هذه الظاهرة وعندما أعيد فيلم “نحن لا نزرع الشوك” في مسلسل تليفزيوني حقق نجاحا كبيرا، وكذلك مسلسل “رد قلبي” وفي الحالتين نجح المؤلفان في فرض الأفكار العصرية على الحدث دون الإخلال بالقصة الرئيسية. ولا يرى المؤلف مجدي صابر عيباً في إعادة إنتاج الفيلم في مسلسل ما دامت قصته مبتكرة وجيدة. وقال: أعمال شكسبير تقدم حتى الآن في جميع دول العالم رغم أنه مات منذ أكثر من 200 عام، ورغم أن أعمال شكسبير في الأساس مسرحية ولكنها قدمت في السينما والفيديو. أما الكاتب بشير الديك فيرى أن هذا الاتجاه يعتبر إفلاسا فكريا واستغلالا لنجاح عمل ونقصا في الموضوعات، رغم أن مصر بها العديد من الموضوعات والقضايا التي تصلح كمواد درامية ومعظم هذه الأعمال يتنبأ لها بالفشل، وهذا الاقتباس من القديم يؤكد عدم رؤية الواقع المعاصر، وقد تكون هذه الأعمال عرضة للمط والتطويل للشخصيات والأحداث. وقال المخرج مجدي أحمد علي ان هذا الاتجاه يعبر عن افلاس ويعني أننا لا نجد موضوعات لنقدمها، لذلك نبحث في الدفاتر القديمة التي سبق أن نجحت لنستغلها وهذا يعبر عن استهلاكية بشعة، حيث نقبل بأي مادة قديمة لتقديمها. في حدود ضيقة ويقول المخرج سعيد حامد: لا أؤيد أن يصبح هذا اتجاها للاقتباس الكامل من الأفلام وتحويلها إلى مسلسلات لأن الأحداث في الفيلم تكون جرعة كاملة مكثفة لمدة ساعتين، لكن تحويلها لمسلسل في 22 ساعة وإضافة تفاصيل إلى الفكرة الأساسية تجعلنا نبتعد عنها في بعض الأحيان، كما أن الأفلام الأساسية شاهدها الناس كثيرا وحفظوا تفاصيلها. وتعارض الناقدة ماجدة موريس فكرة تحويل العمل السينمائي إلى تليفزيوني مبرره هذا بأن الفيلم الذي يقع في 120 دقيقة لا يصلح لأن يتحول إلى مسلسل عدد حلقاته 30 حلقة أو حتى 15 إلا بالمط والتطويل واستشهدت بفشل الافلام التي تحولت إلى دراما تليفزيونية مثل “الباطنية” الذي كان فشله متعلقا بالفشل في طرح جديد. أما الناقد لويس جريس فقال إن جمهور الشاشة الصغيرة أوسع من جمهور السينما، لذا فالعمل السينمائي حينما يتحول إلى تليفزيوني ربما يحقق نجاحا أكبر إذا حمل رؤية ولمسات من المؤلف وفريق العمل ككل. أما الناقد د. رفيق الصبان فرأيه أنها أصبحت موضة وتشبه ما يحدث للتاجر الذي تبور تجارته فيعود لتجارته العتيقة ويبحث في دفاتره القديمة. وقال إن أميركا قامت بهذا من قبل، لكن في حدود ضيقة جدا وفشل بعضها. كسل واستسهال وأكدت نادية الجندي أن المؤلفين الآن يلجأون إلى أقصر الطرق للنجاح ويحاولون بناء نجاحهم على أكتاف سابقيهم من عظماء الفنانين، وتلك مهزلة لا ينبغي الصمت عليها واستشهدت بمسلسل “الباطنية” الذي فشل ولم يحقق أي نجاح يذكر مقارنة بالفيلم الذي قامت ببطولته لأن الأصل هو الأصدق. سميحة أيوب التي قدمت شخصية “سمارة” في مسلسل إذاعي ترى أن إعادة تقديم الأفلام السينمائية في مسلسلات تليفزيونية يعتبر نوعاً من الكسل والاستسهال في البحث عن فكرة جديدة، والتجارب التي اعيدت لم تنجح لأن العمل الأول يظل عالقا بأذهان الناس. وتقول: عندما قدمت شخصية “سمارة” في مسلسل إذاعي ثم تم تحويله لفيلم سينمائي حمل نفس الاسم لم ينجح وظلت “سمارة” في الإذاعة هي التي ارتبط بها الناس حتى عندما قررت تقديم أكثر من جزء من مسلسل “سمارة” سواء “عودة سمارة” أو “أمارة بنت سمارة” لم ينجحا بنفس الشكل وإعادة تقديم الفيلم لن يضيف جديداً خاصة أن قضية المخدرات وهي القضية الأساسية في الفيلم أصبحت متداولة أكثر من اللازم. سبب الظاهرة أما المؤلف محمد علي عرابي فيرى أن السبب في هذه الظاهرة يعود الى الكسل والاستسهال من جانب المؤلفين والمنتجين، الى جانب النجوم الذين يوافقون على تجسيد أدوار قدمت من قبل وارتبطت في ذهن ووجدان المشاهد بصورتها السينمائية التي رآها عليها، وهذه الظاهرة تعد نوعاً من أنواع الإفلاس في الأفكار والموضوعات وعدم اعتناء من جهات الانتاج بالبحث عن أفكار جديدة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©