السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عيلبوني والحسن يستعيدان محطات من سيرة قائد ووطن

عيلبوني والحسن يستعيدان محطات من سيرة قائد ووطن
24 يوليو 2014 23:31
فاطمة عطفة (أبوظبي) نظم فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي ندوة بعنوان «الشيخ زايد- رجل السياسة والدولة» في الذكرى العاشرة لرحيله، وذلك ضمن أنشطة الاتحاد الرمضانية، شارك فيها كل من المفكر الدكتور يوسف الحسن مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية سابقا، والشاعر الإعلامي خليل عيلبوني، بحضور الشاعر حبيب الصايغ رئيس الاتحاد وعدد من الإعلاميين والمهتمين بالثقافة من جمهور الاتحاد. وقبل بدء الندوة جرى قص الشريط لافتتاح معرض الباحث الإماراتي عبدالله الكعبي الذي ضم مجموعة من مقتنياته الخاصة التي توثق الأعمال الفكرية والفنية والأدبية التي كتبت عن فقيد الأمة الشيخ زايد وعلاقته بالمواطن، وتتمثل هذه الأعمال بثلاثة مجلدات بعنوان: «شعر وفن» من منشورات جريدة «الاتحاد»، إلى جانب مجموعة أخرى من الكتب منها «قصائد في مفاخر زايد» شعر علي القحطاني، «زايد والإمارات» للدكتور عبدالناصر الفرا، «فيض الوجدان في الشيخ زايد بن سلطان»، «مآثر خالدة» شعر عبد الناصر بن دياب، وعدد من الوثائق والمؤلفات الأخرى، وجميع هذه الأعمال جمعت خلال ما يزيد عن 25 سنة من تاريخ الإمارات بقيادة الشيخ زايد وهي حافلة بالعطاء والإنجاز. بدأت الأمسية بقصيدة ألقاها الشاعر حبيب الصايغ، بعد أن رحب بضيوف الندوة وقدم لمحة موجزة عن سيرة كل منهم. تقول الأبيات الأولى منها: «من العشر بعد العشر تزهو وتزهرُ/ عقود بأعناق العقود وتبهرُ/ فلا الشكل كالشكل الذي كان قبله/ ولا جوهر إلا الذي هو جوهرُ/ وليس سوى ظل النجاة مسطرٌ/ وليس سوى ضوء الجهات مسيطرُ/ عقود من الأفراح لم تنقطع وإن/ تلاها الذي يتلو العباد ويقهرُ». وتحدث خليل عيلبوني الإعلامي من الرعيل الأول لإذاعة أبوظبي مع قيام الاتحاد مشيرا إلى تلك الفترة 1971 عند وصوله إلى مطار أبوظبي القديم، حيث مكتبه كان فيه، بعدها تعرف إلى الدكتور مانع سعيد العتيبة حيث كان نائب رئيس دائرة النفط. وتابع عيلبوني حديثه عن الشيخ زايد ومجلسه وكيف كان يستقبل الناس دون أن يسألهم أحد من أنتم، ويبادر إلى تلبية حاجات كل من له حاجة. وأشار عيلبوني إلى بعض المحطات التي شهدها قال: «في يوم جاءنا الشيخ زايد إلى الإذاعة» قال لي أنا رأيت برنامجك «الذهب الأسود» في التلفزيون، قلت أرجو أن يكون قد أعجبك؟ قال أعجبني، ولكن في الشارة يظهر الغاز يحترق. أليس الغاز جزءا من البترول؟ هذه ثروة تحترق. قلت في الحلقة المقبلة سوف نغير. قال القائد المؤسس زايد: «نحن من يجب أن يغير». وفعلا بدأ وأعطى أوامر، وبعد سنة احتفلنا في جزيرة ياس 1973 بوضع حجر أساس مصنع الغاز. قلت له: هل نغير الشارة؟ قال لا، إلى أن يعمل وتنطفئ الشعلة لحالها. وفي 1977 كان افتتاح المصنع وانطفأت الشعلة». وأكد المحاضر أن لديه أشرطة مسجلة من تلك المرحلة وغيرها من المراحل التي تحدث عن بعضها من خلال لقاءات الشيخ زايد مع الوفود الأجنبية وما كان يدور من أحاديث معهم حول اتفاقيات البترول والقضايا القومية، وخاصة قضية فلسطين. وكان موقفه يمتاز بالحكمة والتركيز على السلام وعلى الحياد في كل القضايا العالمية، مشيرا إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات وما زالت تقدمها وهذا ما عزز موقفها بين الأمم المتقدمة. وذكر عيلبوني عدة مشاهدات كان يرافق فيها المرحوم زايد كإعلامي ومنها «الموقف الشهير في قطع البترول عام 1973 التي كان له فيها سبق قومي لم يتجرأ أحد على ذلك من قبل، لكن زايد بحكمته وحسن تفكيره فرض على أمريكا وقتها ذلك الموقف بعدها تبعته السعودية بوقف 10%، وذلك إضافة إلى العمل الإنساني والمساعدات المالية التي اعتمدها زايد من بداية قيام الاتحاد، كما عمل على توحيد المنطقة وكان يحمل فلسفة إنسانية عادلة تركت تأثيرها على الداخل والخارج، وكان يؤمن بأن الثروة من الله ولا بد أن تستفيد منها الناس». وبدوره قدم د. يوسف الحسن لمحة تاريخية عن المرحلة التي عرف بها الشيخ زايد عن قرب والأعمال التي قدمها لبناء دولة الإمارات، مؤكدا بأنها معجزة لم يسطر التاريخ مثلها في ما وصلت إليه من تقدم في جميع المجالات، بحيث يعود ذلك لفكر وتأسيس زايد واستكمال ذلك من بعده. واعتبر د. الحسن أن تاريخ الإمارات لحد الآن لم يكتب، موضحا أن هذه مشكلة كبيرة، لأن كل من عمل في الإمارات تحتاج تجربته إلى تحويل هذه الأشياء إلى مادة مقروءة. وأضاف الحسن قائلا: «لا نستطيع أن نتحدث عن منظومة قيم متكاملة إلى أن نكتب هذه الروايات، ويجب أن تكتب بيد كاتب تاريخي، لأن الملحمة التاريخية لا يكتبها فرد، بل تحتاج إلى مؤسسة تكتب هذه الروايات والذين عملوا في مختلف المجالات». وتابع د. يوسف الحسن قائلا: «الدور الذي لعبه الشيخ زايد في إدارة الحكم وتعامله مع البشر ودائرة الحكم، والنهج الذي أسس عليه الدولة، العمل الإنساني والمساعدات المالية التي تجاوزت النسبة التي حددتها الأمم المتحدة من الدخل القومي لدولة الإمارات، وهي تقدم كلها بشكل هبات. زايد وحد المنطقة قائمة على القبلية، بعد أن كانت مغلقة بالحكم البريطاني، زايد لديه حكمة ورؤية استراتيجية بعيدة، كان يملك فلسفة التسامح والرحمة والمغفرة، بهذه الصفات أقام دولة معجزة بما فيها من إنجازات وبمدة زمنية لا تذكر بتاريخ الأمم. زايد كان يملك شجاعة الحكيم كما يقول المتنبي: «الرأي قبل شجاعة الشجعانِ - هو أول وهي المحل الثاني/ فإذا هما اجتمعا لنفس حرة - بلغت من العلياء كل مكان». وكان الشيخ زايد يحب المتنبي ويردد شعره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©