الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بانيتا في العراق لتحديد مصير القوات الأميركية

بانيتا في العراق لتحديد مصير القوات الأميركية
11 يوليو 2011 00:30
بغداد (وكالات) - قال وزير الدفاع الأميركي الجديد ليون بانيتا، الذي وصل بغداد أمس في زيارة مفاجئة للعراق، إنه سيضغط على العراق كي يقرر إن كان سيطلب وجوداً عسكرياً أميركياً بعد 2011، ولملاحقة المتشددين الذين يهاجمون القوات الأميركية بصواريخ إيرانية. في حين تراجع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن تهديده بتفعيل “جيش المهدي” التابع له، مقرراً وقف ذلك حتى لو لم تنسحب القوات الأميركية من العراق بسبب “ازدياد المفاسد بين صفوفه”، معلناً براءته من “كل من يعمل سوءاً” من جيش المهدي. وقال الوزير الأميركي الذي تولى منصبه قبل نحو عشرة أيام، خلفاً لروبرت جيتس، والذي وصل بغداد عصر أمس آتياً من أفغانستان، إنه سيضغط على بغداد كي تقرر مصير الوجود العسكري الأميركي في العراق بعد نهاية عام 2011. وأضاف بانيتا أنه سيضغط أيضاً لملاحقة المتشددين الذين يهاجمون القوات الأميركية بصواريخ إيرانية. ومن المقرر أن تسحب الولايات المتحدة جميع قواتها البالغ عدد أفرادها 46 ألفاً من العراق بحلول نهاية العام الحالي، وذلك في إطار اتفاق أمني ثنائي على الرغم من مخاوف عسكرية أميركية وعراقية بشأن الفراغ الأمني المتوقع. وكان بانيتا القادم لتوه من أفغانستان قد أدلى بتعليقات متفائلة أمام الكونجرس الشهر الماضي، قال فيها إن الحكومة العراقية قد تطلب في نهاية المطاف بقاء بعض القوات الأميركية بعد نهاية عام 2011. لكنه التزم الحذر في تصريحاته للصحفيين في أفغانستان قبل مغادرته إلى العراق. ورداً على سؤال عما إذا كان سيشجع العراق على طلب بقاء بعض القوات الأميركية، قال بانيتا “سوف أشجعهم على اتخاذ قرار كي نعلم إلى أين نمضي”. وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع للصحفيين طلب عدم نشر اسمه “في الحقيقة لا شيء مستحيل تماماً، لكن الأمور تصبح أكثر كلفة وأكثر خطورة”، كلما اقتربت نهاية العام. وأضاف المسؤول “قد يطلبون ذلك من الجنرال أوستن كآخر عسكري أميركي في العراق منتصف ليلة 31 ديسمبر، لكن سيكون صعباً للغاية بالنسبة لنا أن نوافق”، في إشارة إلى الجنرال لويد أوستن قائد القوات الأميركية في العراق. وهناك قضية سياسية أخرى تزعج واشنطن، تتمثل في عجز بغداد حتى الآن عن تعيين وزير للدفاع، وهي قضية قال بانيتا إنه سيثيرها في محادثاته مع المالكي اليوم. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني أكد أمس الأول أن الأحزاب السياسية اتفقت على التباحث على مدى أسبوعين لتقرير موقفها من انسحاب أو بقاء القوات الأميركية. وخلال زيارته للعراق سيلتقي بانيتا أيضاً طالباني، ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني. ويكثف المسؤولون الأميركيون منذ أشهر المساعي لإقناع بغداد بالإبقاء على قوة أميركية رغم الاتفاق الموقع في نوفمبر بين واشنطن وبغداد على انسحاب آخر الجنود الأميركيين في نهاية 2011. إلا أن احتمال تمديد هذا الوجود العسكري الأميركي يواجه معارضة شعبية كبيرة. وفي شأن متصل، تراجع مقتدى الصدر عن تهديده السابق بتفعيل جيش المهدي لمواجهة الوجود الأميركي في حال بقاء القوات الأميركية بعد عام 2011، وأكد أنه لن يرفع تجميد جيش المهدي ولن يفعل نشاطه. وقال الصدر في بيان بثه على موقعه الإلكتروني “ما يزيدني حزناً وألماً وأسى أن أرى أن المفاسد قد زادت مرة أخرى بين صفوف من يدعون أنهم منتمون إلى جيش المهدي”. وأضاف “أجد أن السبب في ذلك هو ما قلته من رفع تجميد جيش المهدي إذا لم ينسحب الأميركيين”. وكان الصدر هدد في أبريل الماضي بإعادة تفعيل جيش المهدي، الجناح المسلح للتيار الصدري الذي خاض معارك ضارية ضد الأميركيين في 2004، إذا لم تنسحب القوات الأميركية في الموعد المحدد، وذلك بعد أن كان جمد أنشطة هذه الميليشيا الشيعية في أغسطس 2008 إثر مواجهات دامية مع قوات الأمن العراقية. وأضاف الصدر “بعد ذلك كله، أي ما صدر أو سيصدر من المنخرطين في صفوف جيش المهدي، أجعل العمل العسكري منحصراً بلواء اليوم الموعود، فقط في حال عدم انسحاب الأميركيين من أرض العراق”. وقد شكل الصدر عام 2008 لواء “اليوم الموعود” كقوة سرية منتخبة من عناصر جيش المهدي لمقاتلة القوات الأميركية. وشدد الصدر على أن “تجميد جيش المهدي سيبقى سارياً حتى في حال عدم انسحاب الأميركيين”. وكان الصدر يأمل أن يظهر عناصره بمظهر جديد، لكنه قال في البيان “لا آمل في الكثير من المنتمين له مع اعتزازي بالمخلصين والمؤمنين الشجعان” الآخرين. وأضاف مخاطباً أنصاره “لو أنكم أعنتموني بورع واجتهاد وعفة وسداد، لانتصرنا على العدو، ولكن فيكم من هم من الشيطان ينهلون ومن الشهوات يغرفون، فتباً لهم”. وتأتي تصريحات الصدر إثر اعتداء عناصر في جيش المهدي على إحدى العائلات في حي الأمين شرق بغداد، أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح. ووجه الصدر اعتذاراً إلى أهالي الضحايا وقال “أعلن براءتي من كل من يعمل سوءاً ويدعي الانتماء لي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©