الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغمورون.. يقتحمون عالم النجــومية في ملاعبنــا

مغمورون.. يقتحمون عالم النجــومية في ملاعبنــا
20 ديسمبر 2016 20:59
علي معالي- مراد المصري(دبي) بالفعل هذا هو سحر كرة القدم، إذا أعطيتها كل ما تستطيع، أعطتك هي أكثر مما تتوقع، هذه ما يُمكن قوله على اللاعبين المغمورين الذين يتألقون في ملاعبنا، وليس فقط هذا الموسم، بل في مواسم سابقة، حيث أتى إلى ملاعبنا الكثير من الأسماء التي لا يعرفها أحد، وإذا بها تُصبح الأبرز والأكثر نجومية في ملاعبنا، وهناك الكثير من الأمثلة الحية في الوقت الراهن أبرزها فابيو ليما وكايو كانيدو في نادي الوصل، وماخيتي ديوب وعمر خريبين في الظفرة، والمولدوفي لوفانور مهاجم نادي الشباب، والبرازيلي سياو لاعب اتحاد كلباء، وتيجالي في الوحدة. وربما لا يعلم الكثيرون أنه عندما تمت الاستعانة بالثنائي ليما (23 سنة) وكايو (26 سنة)، في موسم 2014/‏‏ 2015، قادمين من ناديي أتليتيكو جويانيينسي، وفيتوريا، كان سعرهما معاً لا يصل إلى 2 مليون دولار، وارتفع بالطبع سعرهما بعد الانتقال النهائي، ولكن إذا رغب الوصل حالياً في بيع أحدهما فلن يقل سعره عن 15 مليون دولار، على الرغم من أنهما كانا مجهولين تماماً قبل الانضمام لقلعة الفهود. أما لوفانور (26 سنة) الذي يلعب للموسم الثالث مع الجوارح، فهو استطاع أن يفرض وجوده في الموسم الأول بتسجيله 11 هدفاً، ثم في الموسم التالي 9 أهداف، وعلى الرغم من أنه لم يسجل في الموسم الحالي سوى هدف واحد، لكنه مهاجم له أسلوبه وطريقته المتميزة في الملعب، وقبل أن يضمه الشباب كان لاعباً بنادي شريف تيراسبول، واستطاع في موسم 2013/‏‏ 2014 أن يسجل 26 هدفاً. أما سياو فكان لاعباً في فريق (إيه أس إيه) أحد فرق دوري الدرجة الثالثة بالبرازيل، قبل أن ينتقل إلى نادي الشباب موسم 2010/‏‏ 2011، حيث كانت بداية التألق مع الجوارح، واستمر معهم حتى 2012/‏‏ 2013، ليبدأ مرحلة تألق جديدة مع فرسان الأهلي من موسم 2013/‏‏ 2014 حتى موسم 2015/‏‏ 2016، ولولا الإصابة لاستمر سياو مع القافلة الحمراء، لكنه ابتعد وعاد للبرازيل في صفوف نادي سيار(أحد أندية الدرجة الثانية)، حيث لعب 5 مباريات قبل أن يعود مجدداً لملاعبنا من خلال بوابة اتحاد كلباء. وفيما يخص تيجالي المتألق حالياً، فقد كان في نادٍ مغمورا بالأرجنتين قبل أن ينتقل للدوري التشيلي والكولومبي، ليبدأ مشوار التألق في مشواره الخليجي، حيث لعب مع الاتفاق السعودي موسمي 2010/‏‏ 2011، و2011/‏‏ 2012، وانتقل منه إلى نادي الشباب السعودي موسم 2012/‏‏2013، لينتقل بعدها إلى دورينا ضمن صفوف الوحدة موسم 2013/‏‏ 2014، وتفجرت موهبة النجم الأرجنتيني مع الوحدة في الموسم الأول عندما سجل 28 هدفاً تصدر بها قائمة الهدافين، ثم سجل 15 هدفاً في الموسم التالي، وفي الموسم الماضي سجل 25 هدفاً، وفي الموسم الجاري وصل رصيده إلى 11 هدفاً في 8 مباريات. كما أن البرازيلي فاندرلي الذي سيعود لقائمة النصر في الانتقالات الشتوية كان لاعباً مغموراً بالدوري القطري مع النادي العربي، حتى قام الشارقة بشرائه بمبلغ 700 ألف دولار، وفي العام التالي دفع الشارقة له مليون دولار، وقام الملك بعد ذلك ببيعه للنصر بـ3 ملايين دولار، وهذا اللاعب شارك مع عدة أندية برازيلية دون أن يلمع بالشكل الذي ظهر عليه في ملاعبنا. المفاجأة الكبرى هو السنغالي ماخيتي ديوب (28 سنة) والذي انتقل من نادي الكرامة السوري إلى صفوف الظفرة مقابل 100 ألف درهم، حيث يصول ويجول في ملاعبنا بأهدافه وموهبته الجميلة، كان مغموراً للغاية في صفوف نادي النجمة اللبناني، ومن قبلها كان يلعب في صفوف الوطن السعودي أحد أندية الدرجة الأولى، ويعتبر السوري عمر خريبين (22 سنة) لاعب الظفرة ايضا، من اللاعبين المغمورين الذين أثبتوا كفاءة عالية حتى الآن مع فارس الغربية. ويقول محسن صالح، مدرب منتخب مصر الأسبق والمحلل بقناة أبوظبي الرياضية، أن هناك العديد من العوامل التي تجعل اللاعب المغمور يتألق في سنوات قليلة، حيث حدد محسن صالح عدة أسباب لتألق اللاعبين المغمورين أبرزها: توافر حالة الاستقرار للاعب في ناديه، لأن راحة اللاعب النفسية مهمة جداً للاعب». وواصل محسن صالح: «أيضاً تعاون الزملاء مع اللاعب الجديد يساهم في نجاحه في التدريب والمباريات، ديوب مثلاً إلى جواره السوري عمر خريبين، عندما يتحرك خريبين يمنح ديوب المساحة المناسبة للتهديف وتهديد المرمى، ومن مهنا تأتي الخطورة الخاصة بديوب». والسبب الثالث من وجهة نظر محسن صالح يرتبط بالطقس، قائلاً: «حالة الطقس من الأمور المهمة، حيث نجد أن هؤلاء اللاعبين، خاصة الجدد والذين نطلق عليهم مغمورين، في بداية الموسم لا يظهرون بالشكل المناسب، ولكن مع اكتمال التأقلم يبدأ التحسن في المستوى والأداء بشكل واضح». ويرى محسن صالح: «أن طريقة اللعب التي يختارها المدرب وتوظيفه للاعب، تضع أعباءًا كثيرة على اللاعب الأجنبي، وعلى سبيل المثال البولندي أدريان لاعب الشارقة يضعه المدرب اليوناني دونيس بعيداً عن منطقة الجزاء، حيث يجعله يتحرك في الطرفين الأيمن والأيسر، ولذلك لا تظهر خطورته، ولكن في الفترات الأخيرة تغير الحال، وبدأنا نشاهد أدريان يلعب خلف ريفاس، وظهرت خطورته وبدأ يسجل ويساهم في التسجيل». ويواصل محسن صالح: «عندما يأتي هؤلاء اللاعبون المغمورون إلى ملاعبنا يكونون غير معروفين لدى المدربين الآخرين، ولذلك مثلاً في الدور الثاني من دوري الخليج العربي لن تجد الخطورة الكبيرة للثنائي ليما وكايو في الوصل كما هي الآن، فالوضع سيختلف وسيجدون صعوبة في الدور الثاني، من خلال قيام المدربين بتكليف لاعبيهم بفرض رقابة صارمة عليهما، وعدم معرفة بعض المدربين بقدرات المغمورين تساهم في تألقهم». جاسم السويدي: صغار السن الأنسب لملاعب الإمارات دبي (الاتحاد) يرى جاسم السويدي وكيل أعمال اللاعبين أن تألق المغمورين يعتبر نجاحاً لإدارات الأندية، في كيفية الاستفادة من المواهب الصغيرة، وأرى أنه من الأنسب أن نجلب نوعيات من اللاعبين صغار السن لدورينا، لكي يبرزوا ويتألقون بعد ذلك، وفي هذه الحالة ستكون الاستفادة كبيرة لملاعبنا وأنديتنا، ويمكن الاستثمار في هؤلاء اللاعبين مستقبلاً. وواصل: «هناك نجوم كبار يقدمون المردود الفعال والمؤثر منهم الثنائي الجزائري ماجد بوقرة وزميله حسان يبدا، فهما من العناصر الدولية التي مثلت الجزائر في كأس العالم، ورغم المبالغ الكبيرة التي حصلوا عليها لكنهما لم يضيفا أي جديد لفريق الفجيرة». وأضاف: «هذه النوعية من اللاعبين تأتي إلى دورينا بعد تحقيق الإكتفاء المادي، ونجد منهم من يأتي لملاعبنا من أجل المال، وهذا ما أكده المغربي أسامة السعيدي لاعب الأهلي السابق حيث صرح بأنه جاء لملاعبنا من أجل المال، وهذه مشكلة اللاعبين الكبار أنهم يأتون إلى ملاعبنا من أجل السياحة». وتابع: «90 في المئة من أنديتنا ليس لها عيون محلية داخل ملاعب الدولة من أجل البحث عن المواهب، فما بالك بالملاعب الخارجية التي لا يوجد بها أي عيون لأنديتنا لاكتشاف العناصر التي يمكن أن نستفيد منها». وختم جاسم السويدي: «في الوقت الحالي نجد مديري أعمال اللاعبين هم الذين يقومون بدور الكشافين، وبالطبع وكيل اللاعب يهدف تماماً إلى البحث عن كيفية الترويج للاعبه في المقام الأول». خالد إسماعيل: كشافو المواهب خيارنا عوضاً عن الوكلاء دبي(الاتحاد) أكد خالد إسماعيل، نجم منتخبنا الوطني ونادي النصر سابقاً، أن الأندية يجب أن تتعامل مع كشافي المواهب، ويجب أن تتعامل مع أي شخص متخصص في هذا المجال، ليقوم بمتابعة اللاعبين الأجانب على أرض الواقع وليس عبر «السي دي»، أو عبر الاستماع لوكلاء أعمال اللاعبين، الذين يقومون فقط بالبحث عن بيع اللاعب دون البحث لاحقاً عن نجاحه أو فشله. وأوضح إسماعيل، أن لاعبي كرة القدم لا يمكن الحكم عليهم من التلفاز، أو ما يتم عرضه من فيديوهات مدمجة، وغيرها من الوسائل طالما لا يوجد شخص متخصص يتابع اللاعب على أرض الواقع، ويتعرف على جوانب حياته، حيث إن عقلية اللاعب ترتبط بمهاراته أيضاً، وكلها عوامل تساهم بالوصول إلى انتقاء لاعب يناسب النادي بشكل خاص، وقال: اصطدمت أنديتنا بلاعبين كبار بعقلية مختلفة لم يساعدهم على التأقلم هنا، واعتبروا نفسهم في نزهة. وتابع: كشافو المواهب أمر أساسي في كافة أندية العالم، وهم أصحاب رأي فني وخبرة طويلة في هذا المجال، يمكنهم معرفة احتياجات كل فريق وانتقاء اللاعب الذي يناسب الإمكانيات المادية والفنية، لتجنب الارتباط بعقود ضخمة مع لاعبين انتهت صلاحيتهم أو دون المستوى. وأكد أن التعاقد مع لاعبين بمبالغ معقولة ومهارات مميزة أم يحسب لمن ينجح بذلك، لأن المسألة ليست سهلة في عالم كرة القدم، لكن النظرة المتخصصة تلعب دوراً هاماً في الأمر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©