محمد نجيم (الرباط)
عرض الفنان والمصور الفوتوغرافي المغربي سعيد أوبرايم، في قاعة المتحف البلدي الأمازيغي في أكادير، صور رحلة قام بها إلى التبت والهند وعددها 36 صورة تؤرخ لحظات قوية تحمل كل معاني الشاعرية والدفء الإنساني، كما تؤرخ لأمكنة لها حميميتها وخصوصيتها وما تزال تحتفظ بكل النقاء والعفوية عكس ما نجده في المدن الكبرى.
ويتميز هذا المعرض في أنه يقدم صوراً عالية الجودة والدقة التقطتها عدسة مصور محترف عاشق للصورة خبير بأسرارها وسراديبها. والرحلة التي قام بها المصور والرحالة سعيد أوبرايم سنة 2010 إلى جبال الهملايا وأديرتها وأنهارها وهو الذي أحب تلك الأمكنة وعاشها وعايشها وأقترب من وجوه ناسها وما تختزله أمكنتها من علامات ورموز. صور تأخذك في رحلة إلى آفاق عابرة لخرائط الكائن والمكان والعقائد والطقوس التي سايرت الوضع الإنساني في مكان قصي.
يصف الشاعر حسن هبي معرض سعيد أوبرايم بقوله، في كتيب المعرض: «إن ما يصل إلينا حينما ندقق النظر في هذه الصور هي مقاطع من الحياة، جغرافية إنسانية، أوجه وأوضاع، أي ما يجعل الأشياء البسيطة قادرة على فعل المفاجأة»، مضيفاً أن زائر المعرض، وهو ينتقل من صورة لأخرى، قد يجد نفسه أمام حالة من عدم الإشباع أمام تدفق المشاهد والصور، لكونها تبعث اهتماماً متجدداً بهذا الكم الهائل من الأشكال القادمة من بعيد.
أما الفنان سعيد أوبرايم، فيقول عن أعماله «لا أستطيع أن أصف لكم الهدف من السفر والترحال، فالسفر هو الذي يأخذني إليه والأمكنة هي التي تسحرني وتدعوني إليها. في جبال التبت الشاهقة تلتقي السماء بالأرض في تزاوج ولقاء حميمي غريب وشاعري». ويضيف: «خلال رحلتي إلى تلك الأمكنة الساحرة والأسطورية اكتشفت أمكنة وطقوسا وعادات أجدها في بلادي منها أن رقصات الفرق الشعبية في مرتفعات التبت وأديرتها القديمة تشبه إلى حد ما رقصات بنات قرية تافراوت في الجنوب المغربي وهي رقصات جميلة تصاحبها أهازيج آسرة بكلمات تعكس معاني الحب والتغني بالجمال والطبيعة».
كما لاحظ أوبرايم أن مشهد رجل من التبت جاء ليؤدي طقوسه المعتادة، هو طقس يشبه ترانيم شبيهة بأغنية «أجماع» المعروفة لدى سكان مدينة تارودانت المغربية.
عدد اليوم
