عدد اليوم
هالة الخياط (أبوظبي)
تنفذ بلدية مدينة أبوظبي، خلال العامين المقبلين، حزمة من المشاريع لتحسين السلامة المرورية على مستوى مدينة أبوظبي وضواحيها، تتضمن معالجة المناطق التي تم رصدها كمناطق سوداء، وتوفير نقاط عبور آمنة للمشاة، باعتبار أنها الفئة الأكثر تعرضاً للحوادث المرورية، وتوفير مسارات للجري وللدراجات الهوائية، بما يقلل من نسبة الحوادث المرورية.
وكشف صالح الجابري رئيس قسم خدمات المرور في البلدية، عن أنه تم تخصيص ميزانية مالية تقدر بمليوني درهم لمعالجة النقاط السوداء التي يتكرر وقوع الحوادث المرورية فيها، وعن أنه تم معالجة النقاط الساخنة في 38 موقعاً بمدينة أبوظبي، وسيتم خلال العامين المقبلين التعامل مع المناطق السوداء التي تم رصدها وعددها حتى اللحظة 130 موقعاً، وهي تتطلب أعمال صيانة بسيطة كعلامات أرضية غير موجودة وصيانة روتينية. وأفاد الجابري -في تصريحات للصحفيين على هامش فعاليات منتدى السلامة المرورية الذي انطلقت أعماله أمس في فندق رووز وود برعاية بلدية مدينة أبوظبي- بأن هناك ميزانية قيد الاعتماد من الجهات المعنية تقدر بـ 35 مليون درهم ستكون مرصودة لتنفيذ حزمة مشاريع السلامة المرورية خلال العاملين المقبلين، كما تم التواصل مع المقاولين المنفذين لمشاريع البنية التحتية، بحيث يتحمل تنفيذ الصيانة المبني على حسب مستوى الأداء، حيث أصبح المقاول ملزم برصد الخطأ في الطرق والبنية التحتية ومعالجته، مشيراً إلى أن المناطق الأكثر سخونة هي القريبة من الجسور وتقاطعات الطرق.
وقال: إن مشاريع السلامة المرورية التي ستنفذ خلال العامين المقبلين ستركز على الابتكارات الذكية واستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل الإضاءات التحذيرية والعلامات الأرضية لتكون أكثر أماناً لاستخدام الشارع من قبل المشاة.
وأكد أن البلدية تتولى مسؤولية رصد النقاط السوداء التي تتكرر فيها الحوادث المرورية ودراسة الأسباب الهندسية التي أدت لوقوع الحادث، وهو ما يساهم في تقليل نسب الوفيات والحوادث بصفة عامة، كما تقوم في التحقيق بالحوادث المرورية، خاصة إذا ترتب عنها وفاة أو إصابة بالغة، حيث يقوم الفريق المختص من البلدية بتحديد الجوانب الهندسية التي كانت سبباً في وقوع الحادث.
وبين أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت قفزات كبيرة على طريق التأسيس وبناء قواعد البنية التحتية الحديثة، إذ شهدت أبوظبي قفزة كبيرة في مشاريع التنمية والتطوير، خصوصاً فيما يتعلق بشبكات الطرق والجسور وعناصر البنية التحتية لتواكب النمو المستمر في عدد السكان والتوسع الجغرافي والنشاط الاقتصادي.
من جانبها، أوضحت المهندسة شمسة المحرمي مهندسة خدمة المرور في البلدية، خلال عرض تفصيلي قدمته عن عن دور بلدية مدينة أبوظبي في تحقيق استراتيجية سلامة الطرق في أبوظبي 2016- 2020، أن الإنجازات التي تحققت تتمثل في تقليل نسبة الوفيات بين المشاة في الطريق إلى 51% مقارنة بالعام 2010، وانخفاض حالات الوفاة الناجمة عن الحوادث إلى 6.5% لكل 100 ألف، مبينة أن أكثر فئة عمرية متسببة بالحوادث تتراوح بين 18- 30 سنة، و15% من الحوادث الجسيمة تقع أيام الخميس.
ويسعى منتدى السلامة المرورية إلى تعزيز قيم السلامة المرورية عبر توفير بنية تحتية ذكية مستدامة وآمنة من خلال الاستفادة من التجارب المطبقة عالمياً لتقليل الآثار السلبية الناجمة عن مشاريع الطرق والنقل البري على المجتمع والبيئة، ودعم أهداف استراتيجية السلامة المرورية لإمارة أبوظبي 2016- 2020 بالوصول إلى معدل (5.5) وفاة لكل (100.000) نسمة من السكان بحلول عام 2020 من خلال تسليط الأضواء على أفضل الممارسات العالمية المطبقة في عناصر السلامة المرورية بما في ذلك الأعمال الهندسية، والتعليم والتدريب والتوعية، والضبط المروري، والاستجابة في حالات الطوارئ، وسلامة المركبات، ومساندة توجه حكومة أبوظبي ورؤيتها في تحقيق الذكاء الاصطناعي في مجال المرور والسلامة المرورية على الطرق، عبر الاستفادة من الأفكار الذكية والحلول الابتكارية المطبقة عالمياً، بهدف توفير بنية تحتية متطورة، وأنظمة نقل ذكية تضمن سلامة مستخدمي الطريق، بما يحقق إسعاد الناس، وخفض الحوادث المرورية إلى مستوياتها المعتدلة عالمياً، وتعزيز الاتصال الفعال بين القطاعين العام والخاص من خلال السماح بالاستثمار وجذب الأنظار لإمارة أبوظبي كمنبر علمي دولي في مجال هندسة الطرق وسلامة المرور، وتأهيل الكفاءات الوطنية الشابة عبر إشراك المهندسين المواطنين كمتحدثين رسميين بالمؤتمر من خلال تقديمهم لأوراق عمل تستعرض مستجدات مشاريع ومبادرات بلدية مدينة أبوظبي في مجال السلامة المرورية.
ويشهد المنتدى الذي تختتم أعماله اليوم العديد من أوراق العمل، ومنها الابتكار في الطرق والسلامة المرورية أنظمة النقل الذكية والمدن الذكية، تخطيط الطرق والهندسة والتثقيف في مجال السلامة، وسلامة الطرق لسيارات النقل الكبيرة والشاحنات الثقيلة.
