الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سقوط «الإخوان»... فرصة لليبراليين المصريين

سقوط «الإخوان»... فرصة لليبراليين المصريين
8 يوليو 2013 21:57
ابيجيل هاوسلوهنر القاهرة تقـول الجماعـات الليبراليـة والعلمانيـة المصرية، التي ابتُليت طويلاً بالصراعات الداخلية، والتنظيم السيئ، أن عزل محمد مرسي، قد منحها نفساً متجدداً، وفرصة أخرى للتوحد. للمرة الثانية خلال عامين ونصف العام، أشعل النشطاء الليبراليون نيران حركة احتجاجية دفعت الجيش للتدخل، ونجحوا مرة ثانية في إجبار رئيس على الخروج من السلطة، واحتفلوا في ميدان التحرير، بالألعاب النارية والأناشيد الوطنية، والتمنيات بغد أفضل. لكن من غير الواضح ما إذا كانت القوى المضادة للإسلاميين، قد طورت استراتيجية تتجاوز «خريطة الطريق» التي وضعها القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، عندما أعلن عن عزل مرسي مساء الأربعاء الماضي. ومما يعقد مسار تلك الخريطة، فكرة قيام النشطاء الليبراليين والسياسيين الذين يدّعون الدفاع عن الديمقراطية، بدعم الإطاحة برئيس مصري منتخب. ولكن إذا ما كان سقوط الإخوان السريع قد جعل الليبراليين أكثر ثقة، إلا أن حماسهم ليس مستمداً من استراتيجية سياسية محددة بوضوح، بقدر ما هو مستمد من إحساسهم فقط بأن العدو قد هُزم. في المرة السابقة، التي قام فيها المحتجون بعزل رئيس، أهدر الليبراليون فرصة مهمة عندما انقسموا على أنفسهم، وتشظوا من قوة واحدة قوية وموحدة، تقف في وجه «مبارك»، إلى العشرات من الجماعات والأحزاب السياسية، التي أخفقت عندما استلزم الأمر حشد الناخبين، وافتقرت إلى رؤية موحدة واستراتيجية شعبية للتنافس مع الإخوان المسلمين الأكثر تنظيماً، والذين كانوا يتمتعون بخبرة في معارضة «مبارك»، ويمتلكون شبكة أعمال خيرية واسعة النطاق، تمتد في مختلف أنحاء مصر. هذه المرة يُقسم الليبراليون «على أن الوضع سيكون مختلفاً، وأن الدستور الجديد يجب أن يأتي أولا، كما يجب على الليبراليين أن يتوحدوا حول عدد أقل من القادة، وعدد أقل من الأحزاب» كما يقول عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق للجامعة العربية، الذي خاض انتخابات ضد مرسي وغيره في السباق الرئاسي. وموسى الذي يرأس حزب المؤتمر المصري الليبرالي يقول أيضاً إن الأمر «كان غاية في السهولة» بالنسبة للأخوان في الانتخابات الماضية حيث كان الجميع يتشاجرون ماعداهم». وبالنسبة للعديدين ممن شاركوا في الاحتجاجات من أجل إخراج مرسي وحلفائه الإسلاميين من السلطة، يعتبر سقوط «الإخوان المسلمين» بمثابة إرهاص بموت الإسلام السياسي في مصر. إسلام بدران، وهو محام مصري (23 عاماً) صوت لمرسي في الانتخابات الماضية، غير أنه أصبح من الساخطين عليه، وانضم للاحتجاجات التي تمت في ميدان التحرير، وأدت إلى إسقاطه يقول «لن يصوت المصريون للإخوان المسلمين مرة ثانية. بل أن أي شخص يرشح نفسه على قائمة حركة إسلامية لن ينُتخب». ويقول المحللون إنه يمكن أن تكون هناك عدة سيناريوهات مستقبلية للوضع الحالي في مصر. فشادي حامد مدير الأبحاث بمركز بروكينجز- الدوحة مثلا يقول «يمثل ما حدث فرصة لليبراليين للبدء مجدداً وإجراء التحول بطريقتهم». فبعد سقوط «الإخوان» ستتاح الفرصة للزعماء الليبراليين لصياغة دستور يوافق مصالحهم، وسيكون بإمكانهم خوض الانتخابات مجدداً ضد تجمع القوى الإسلامية الذي تعرض للإضعاف. ولكنهم سيضطرون إلى التنافس مع قوى سياسية أخرى على المسرح السياسي المعدل، منها الجنرالات الأقوياء الذين أثبتوا خلال الفترة التي تولوا فيها إدارة شؤون البلاد بعد سقوط مبارك ولغاية انتخاب مرسي أنهم قمعيون ومناوئون للعديد من المبادئ التي يقول الليبراليون أنهم يدافعون عنها. ويمضي «حامد» للقول إن الزعماء الليبراليين سوف يضطرون إلى التفاوض على صيغة الحكم مع الرئيس عدلي منصور، ومع أعضاء من نظام مبارك أثبتوا أنهم كانوا «في غاية الأهمية» في إجبار مرسي على الخروج من السلطة، والذين شأنهم في ذلك شأن المعارضة الليبرالية، يرون في سقوط الرئيس المصري السابق فرصة للانبعاث مجدداً. وقال عبد الله منصور، وهو أحد قيادات حركة «تمرد» التي نجحت في حشد ملايين في الشوارع الأسبوع الماضي إن المجموعة واثقة من أنها قد اكتسبت حق التأثير في تشكيل الحكومة الجديدة، بعد أن نجحت في جمع 22 مليون توقيع في تصويت بعدم الثقة ضد مرسي. ويقول قادة «تمرد» إنهم قد اختاروا محمد البرداعي الحاصل على جائزة نوبل والمدير السابق لوكالة الطاقة الذرية لتمثيلهم في الحكومة، ولكن البرادعي الذي وصف فيما سبق بالنخبوية من قبل أجهزة الإعلام الحكومية، والذي حاول جاهداً إيجاد مناصرين له من القاعدة الشعبية في أعقاب سقوط مبارك، سيواجه تحدياً شاقاً. فحزب النور وهو أكبر الأحزاب السلفية في مصر، والذي يتبنى رؤية طهورية وينادي بتطبيق الشريعة والذي تعامل بحذر شديد مع سقوط مرسي، عندما أعلن رئيس الحزب سحب تأييده لمرسي قبل سقوطه بأيام قلائل، ثم وقف مع السيسي جنباً إلى جنب مع القادة الليبراليين والزعماء الدينيين عندما كان السيسي يعلن عن إقالة مرسي، يمثل تحدياً للبرادعي وغيره حيث يظل الحزب واحداً من أفضل الأحزاب تنظيماً في مصر، لدرجة تدفع بعض المحللين يتنبأون بأنه سيحل محل «الإخوان» كمتصدر في أي انتخابات قادمة. يضيف حامد: «اعتقد أنك يجب أن تضع نصب عينيك أيضاً أن السياسة المصرية في الوقت الراهن في غاية السيولة. فالناس الذين يكرهون بعضهم بعضاً، يمكن أن تتحول مشاعرهم في بحر عام واحد فقط. وهكذا فإنه إذا بدا «الإخوان» الآن، وكأنهم في طريقهم للخروج من المشهد، فإن الوضع قد لا يكون كذلك بعد عام من الآن». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©