الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تشجيع الابتكار والأفكار الإبداعية التحويلية

20 ديسمبر 2016 20:44
أصبح العالم أكثر تنافسية وتكاملاً مقارنة بالحقب التاريخية السابقة، ويرجع ذلك إلى التغيرات الهائلة والمتسارعة في التجارة ووسائل النقل والاتصال وسط توقعات بأن يتضاعف النمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات الـ 25 المقبلة. ونتيجة لهذا التحول العالمي الواسع النطاق برزت ضرورة فهم الابتكار ومقوماته وكيفية تشجيعه وتحفيزه في بلداننا وشركاتنا ومؤسساتنا الاجتماعية. ومن المؤكد أن الأمم التي تحرص على تحفيز الابتكار ودعم مقوماته ستحصد فوائد هائلة ستمكنها من تحقيق التميز والريادة من خلال تعزيز النمو الاقتصادي والأمن وتوليد المزيد من الفرص الاقتصادية وتوفير فرص عمل مستدامة في القطاعات الرئيسة. وأظهر تقرير التنافسية العالمية لعام 2016 والذي صدر خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، أن الابتكار سيكون عنصراً حاسماً ومحركاً أساسياً للنمو في السنوات المقبلة. والسؤال اليوم يكمن في كيفية تمكن قادة الحكومات والقطاعات الاقتصادية والمجتمع بصورة عامة من تشجيع التقنيات التحويلية والأفكار الخلاقة التي تؤدي إلى الابتكار وتدعم دورة النمو في دولهم. ونرى أن وجود ثلاثة عناصر أساسية يمكن أن تساعد الدول وتمنحها الأسبقية والتميز في مجالات الابتكار. ويتمثل العنصر الأول في وضع سياسات سليمة وواضحة ترسخ الدعائم الأساسية للاستثمار الثابت والمستدام. وتتميز الدول شديدة التنافسية بوجود تشريعات ضريبية واضحة ومحددة وبيئة تنظيمية قابلة للتنبؤ، فضلاً عن الالتزام بالشفافية والممارسات التجارية الأخلاقية وإرساء نظام تشريعي يركز على حماية حقوق الملكية الفكرية، وتوفير بنية تحتية حديثة لتسهيل التجارة. أما العامل الثاني الذي يحدد مقومات القدرة التنافسية لأي دولة، فهو مدى دعم هذه الدولة لجهود البحث والتطوير وريادة الأعمال. فمن خلال البرامج التي تشجّع البحث العلمي وتحفز الشركات الصغيرة والمتوسطة على الابتكار، يمكن تحقيق نتائج هائلة وإحراز إنجازات تحويلية. ويمكن تسريع دفة الابتكار من خلال الجمع بين هذه البرامج وحرية تبادل الأفكار والمعلومات. ويمكن للقطاع الخاص وفي ظل هذا المناخ المناسب والمشجع للابتكار أن يضطلع بدور أساسي في توسيع نطاق انتشار الشركات المحلية على الصعيد العالمي. على سبيل المثال، تعاونت «لوكهيد مارتن» مع شركة التكنولوجيا السويدية «إكستشون» في مشروع مشترك مع شركة «إنجاز الوطنية» الإماراتية لإنشاء شركة جديدة تحمل اسم «إكستشون إنتربرايزز أل أل سي» وهي عبارة عن مركز هندسة وتصنيع يعمل حالياً على تطوير أداة متطورة لتشغيل روبوتات مصنوعة من ألياف الكربون، والتي تستخدم في مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك الطيران والدفاع والسيارات. وتتعاون «إكستشون إنتربرايزز أل أل سي» أيضاً مع الصناعات المحلية والمؤسسات الأكاديمية لترسيخ موقع دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها المورد الرئيسي لهذه التكنولوجيا المتقدمة للتصنيع الآلي. ويشكّل هذا التعاون مثالاً ساطعاً يُبرز الدور الذي نضطلع به في تسهيل تحقيق فوائد اقتصادية مجزية ومستدامة. ويسلط هذا التعاون الضوء أيضاً على العنصر الثالث من عناصر الابتكار، وهو العنصر البشري. فمن دون براعة وذكاء مواردها البشرية، لن تستطيع الدول ابتكار هذا النوع من التكنولوجيات التحويلية القادرة على دفع عجلة النمو. ووحدها الدول التي تجهز مواطنيها بالمعرفة والمهارات اللازمة لتأسيس الأعمال التجارية أو التنافس على الوظائف في مجالات التقنية العالية القادرة على تحقيق الازدهار والنمو والمنافسة في اقتصاد عالمي قائم على المعرفة. ومن أجل إرساء دعائم المستقبل، علينا أن نؤهل المزيد من الكفاءات والمواهب المستقبلية الراغبة في متابعة الدراسة والتخصص والعمل في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات . فالطلبة المتخصصون في هذه المواد اليوم هم مبتكرو الغد وهم نواة التغيير، والذين سيتمكنون من خلال تطوير تكنولوجيات ثورية من إحداث نقلة نوعية تغير عالمنا وتمهد لغد أفضل. وعلينا أن نركز على ضرورة دخول المرأة إلى المجتمع العلمي، حيث تشير الأمم المتحدة إلى أنّ 28% فقط من الباحثين العلميين على مستوى العالم هم من النساء وهو إحصاء مثير للقلق وينبغي أن تحفز القطاعين العام والخاص لاتخاذ الإجراءات اللازمة ودمج الشبان والشابات في المسارات المهنية المتعلقة بمواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ونحن قادرون على صناعة الفرق بالتعاون معاً ووضع سياسات مناسبة تشجع الاستثمار وتحفز الابتكار. ويمكننا فتح آفاق المستقبل وتوفير الفرص الواعدة للأجيال القادمة من المبدعين. ومن خلال استثمار نقاط القوة المشتركة لدى القطاعين العام والخاص، يمكننا أن نتعاون بشكل فعال في استحداث حلول استراتيجية ومبتكرة لمستقبل أفضل، أكثر إشراقاً وأكثر استدامة. الرئيسة التنفيذية لشركة لوكهيد مارتن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©