الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اغتيال ممثل «الحوثيين» في مؤتمر الحوار اليمني

اغتيال ممثل «الحوثيين» في مؤتمر الحوار اليمني
22 يناير 2014 14:25
عقيل الحـلالي (صنعاء)- اغتال مسلحون مجهولون أمس الثلاثاء في العاصمة اليمنية صنعاء ممثلاً بارزاً لجماعة «الحوثيين» المسلحة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أقر أمس بحضور الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الوثيقة النهائية لمخرجات عشرة شهور من المفاوضات التي انطلقت في 18 مارس كأهم خطوة في اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشأن انتقال السلطة. وقال شهود ومسؤولون أمنيون لـ (الاتحاد) إن مسلحين مجهولين كانوا على متن سيارة فتحوا نيران أسلحتهم على عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة «الحوثيين»، أحمد شرف الدين، عندما كان يقود سيارته الخاصة صباح أمس في طريقه إلى مؤتمر الحوار. وأوضحوا أن الهجوم الذي وقع في شارع الدائري، شمال غرب صنعاء، أسفر عن مقتل شرف الدين، الأكاديمي البارز في جامعة صنعاء، والرجل الثاني في جماعة «الحوثيين» داخل مؤتمر الحوار الوطني. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، مقتل شرف الدين برصاص مسلحين «كانوا على متن سيارة هايلوكس»، مشيرة إلى أن المهاجمين لاذوا بالفرار فيما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في الحادثة «لمعرفة هوية الجناة وتقديمهم للعدالة». وهذه ثاني حادثة اغتيال تستهدف أعضاء في مؤتمر الحوار الوطني بعد مقتل العضو عن جماعة «الحوثيين» والنائب البرلماني عبدالكريم جدبان، أواخر نوفمبر، وسط العاصمة صنعاء. وأعلن ممثلو جماعة الحوثي في الحوار الوطني، وعددهم 35 من أصل 565 عضوا، الانسحاب من مفاوضات الحوار بسبب التدهور الأمني في البلاد. وقال ممثل «الحوثيين» في المؤتمر، عبدالكريم الخيواني، في بيان تلاه أمام أعضاء الحوار الوطني بحضور الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي: «احتراماً لحق الحياة والعيش الآمن نُعلن نحن مكون أنصار الله (الحوثيين) انسحابنا جميعنا مع الحوار حتى يكون هناك أمان»، متهماً الحكومة الانتقالية بالفشل والعجز عن القيام بمسؤوليتها في الحد الاضطرابات وأعمال العنف المتصاعدة وقال الخيواني إن شرف الدين كان يرفض المصادقة على التقرير النهائي للجنة الخاصة التي كلفت بمراجعة وتعديل مشروعي البيان الختامي والوثيقة النهائية لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وانتقد الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي انسحاب ممثلي «الحوثيين» من المؤتمر الذي يختتم فعالياته رسميا يوم السبت المقبل في مراسم احتفالية من المتوقع أن تحضرها شخصيات عربية ودولية. وقال هادي في كلمة نقلها التلفزيون اليمني الرسمي في بث حي: «الذين ينسحبون هم الذين يسمحون لقوى الشر أن تنتصر.. لا تخرجوا.. اثبتوا ولا تكونوا جبناء»، مضيفا: «لن نخرج وسيستمر الحوار وستفشل قوى الشر» ما دفع أعضاء مؤتمر الحوار الوطني إلى التصفيق والهتاف «بالروح بالدم نفديك يا يمن». وشدد هادي على ضرورة إنجاح مؤتمر الحوار الوطني حتى «لو يُقتَل الرئيس» وكل معاونيه في رئاسة المؤتمر، حسب تعبيره، مؤكداً أن دور أعضاء مؤتمر الحوار لن ينتهي بانعقاد الجلسة الختامية الأخيرة يوم السبت المقبل «بل إن دوركم سيتواصل خلال الفترة القادمة (..) لتكونوا رعاة التنفيذ والتطبيق العملي للوثيقة النهائية إلى جانب مؤسسات الدولة القائمة». وذكر أن الوثيقة النهائية للمؤتمر- التي تفضي إلى صياغة دستور جديد للبلاد وتشرع إقامة نظام اتحادي متعدد الأقاليم –وضعت معالجات ضرورية للمشكلات الرئيسية في اليمن، وذكر منها «احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإدارية»، والتي قال إنها «السبب الأساسي» وراء تفاقم الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب منذ مارس 2007، واندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السابق بداية 2011. وأقر أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، أمس، الوثيقة النهائية للمؤتمر التي تقر تمديد ولاية الرئيس عبدربه منصور هادي، المنتهية في 21 فبراير المقبل، لحين «تنصيب الرئيس المنتخب وفقا للدستور الجديد». كما تنص الوثيقة على تمديد هو الثالث لولاية البرلمان الحالي إضافة إلى «إحداث تغيير» في الحكومة الانتقالية الحالية التي يقودها ائتلاف «اللقاء المشترك» بهدف ضمان «الشراكة الوطنية والكفاءة». ووصف حزب «المؤتمر الشعبي»، الذي يرأسه الرئيس السابق، حادثة اغتيال عضو مؤتمر الحوار الوطني شرف الدين «جريمة إرهابية» تهدف إلى «خلط الأوراق من قبل قوى الشر والظلام التي لا يروق لها إلا العيش وسط حمامات الدماء، ومشاهد القتل وترويع الآمنين». وحذر في بيان من «النتائج الكارثية لاستمرار حالة الانفلات الأمني وعجز الحكومة ووزارة الداخلية عن القيام بواجباتها الدستورية في حماية أمن واستقرار المجتمع»، محملا الأجهزة الأمنية مسؤولية اغتيال شرف الدين. بدوره، ندد حزب «الإصلاح» الإسلامي السني، وهو خصم سياسي كبير لجماعة «الحوثيين» ويتولى حقيبة وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية، بحادثة اغتيال شرف الدين واعتبرها «استهدافاً خطيراً لليمن ومحاولة مكشوفة لعرقلة اختتام مؤتمر الحوار الوطني». وطالب الحزب، وهو شريك رئيسي في الحكومة الانتقالية، الجهات الأمنية بـ»سرعة فتح تحقيق استثنائي وعلني وشفاف في جريمة الاغتيال وإعلان نتائجه للرأي العام أولاً بأول»، . وأصيب نجل أمين عام حزب «الإصلاح»، عبدالوهاب الآنسي، بانفجار استهدف سيارته في شارع رئيسي وسط العاصمة صنعاء، وذلك بعد ساعات من اغتيال ممثل «الحوثيين» في الحوار الوطني أمس. وذكر حزب «الإصلاح» عبر موقعه الالكتروني، أن عامر عبدالوهاب الآنسي نجا من محاولة اغتيال بوساطة عبوة ناسفة استهدفت سيارته في أحد شوارع العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن الانفجار الذي وقع بالقرب من مركز تجاري أمين عام الحزب أسفر عن إصابة نجل الآنسي بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى. وعلى صعيد متصل، قُتل مسؤول محلي عندما انفجرت عبوة ناسفة زرعت في سيارته أمس الثلاثاء في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج في جنوب البلاد حيث يتصاعد العنف منذ أواخر ديسمبر على خلفية احتجاجات شعبية مطالبة بالانفصال عن الشمال. وذكر مسؤولون محليون لـ(الاتحاد) أن عبوة ناسفة انفجرت صباح الثلاثاء بسيارة مستشار محافظ لحج لشؤون الإسكان، محمود باراس، ما أدى إلى إصابة الأخير بجروح بالغة قبل أن يفارق الحياة أثناء تلقيه العلاج في مستشفى «بن خلدون» في الحوطة. وأشاروا إلى أن محافظ لحج، أحمد المجيدي، عقد لاحقا اجتماعا موسعا مع القيادات العسكرية والأمنية في المحافظة حضره قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء محمد الصببيحي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©