الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المصدرون السويسريون يدفعون ثمن قفزات الفرنك

المصدرون السويسريون يدفعون ثمن قفزات الفرنك
10 يوليو 2011 22:49
شهد الفرنك السويسري خلال يونيو الماضي قفزات قياسية الواحدة تلو الأخرى، فيما يعتبر دليلاً على ثقة المستثمرين في إدارة الاقتصاد السويسري، ولكن الوجه الآخر من العملة هو معاناة المصدرين السويسريين على نحو غير مسبوق. ففي الأسبوع الأخير من شهر يونيو تراجع اليورو مقابل الفرنك إلى 1,16 فرنك سويسري، وانخفض الدولار إلى 0,83 فرنك سويسري. وخلال الـ18 شهراً الماضية، ارتفع الفرنك بنحو 20% مقابل اليورو والدولار. وجلبت قوة الفرنك السويسري فوائد للاقتصاد السويسري، إذ لم يزد التضخم السويسري عن 0,6% في الوقت الذي بلغ تضخم “منطقة اليورو” 2,7%. كما ساهمت قوة الفرنك في تجنب تضرر الاقتصاد السويسري الآثار السلبية لارتفاع أسعار المواد الأولية المقيمة بالدولار وخصوصاً النفط، غير أن الفرنك أضحى كابوساً للمصدرين السويسريين. فبالنسبة شركة “سواتش”، أكبر مصنع ساعات في العالم من حيث المبيعات، كان كل هبوط سنت واحد في قيمة الدولار يؤدي إلى تقليص المبيعات بقيمة إجمالية تساوي 34 مليون فرنك سويسري (41 مليون دولار). وهو ما جعل رئيسة “سواتش” تصف الوضع بأنه مؤلم. وطالب أخوها نيك حايك رئيس تنفيذي الشركة البنك الوطني السويسري بالعودة إلى التدخل في أسعار الفرنك السويسري مثلما جرى العام الماضي رغم ما أثاره من جدل. وتشكل صناعة الساعات، التي يعمل بها نحو 42 ألف شخص، قرابة 3% من إجمالي الناتج المحلي السويسري مما يجعل لصوتها أهمية وتأثيراً. وقال هانز هيس رئيس اتحاد الآلات والأجهزة الكهربية والمعادن في سويسرا: “اضطرت معظم الشركات الى خفض الأسعار حفاظاً على تنافسيتها، وقد أثر ذلك على هوامش ربح كثير من المنتجات”. وفي استطلاع، قال 48% من أصحاب الشركات إن هوامش أرباح تشغيلهم هبطت بنسبة 6% كحد أدنى، وقال ثلث المشاركين في الاستبيان إنهم يخسرون على المستوى التشغيلي. وتوظف الشركات الأعضاء في اتحاد الآلات نحو 330 ألف فرد وتصدر بضائع تبلغ قيمتها 67 مليار فرنك سويسري وتشكل نحو 9% من الناتج الإجمالي المحلي السويسري، حيث يباع قرابة 80% من الإنتاج خارج سويسرا يصدر 65% منه إلى منطقة اليورو و20 في المئة لعملاء يدفعون بالدولار.وحتى الآن تتجنب الشركات السويسرية تسريح موظفيها على نطاق كبير. ويقول ايفو ريمرمان، رئيس الاتصالات في الاتحاد: “تقلصت هوامش الربح وأعيد النظر في العمليات وتمت مواءمتها على نحو يقلل التكاليف ويخفض الأسعار، كما تمت مراجعة الاستثمارات المخططة داخل سويسرا لصالح بدائل أجنبية”. فعلى سبيل المثال، قامت شركة “الو منزيكن”، التي تصنع منتجات الألمنيوم.بإلغاء عملية توسع محلية لصالح رومانيا فيما قررت شركة موباك المتخصصة في تصنيع معدات التعبئة خفض الأجور بنسبة 10% وربطت الأجور المقبلة باليورو. ويرجع عدم تسبب صعود الفرنك السويسري في مزيد من الأضرار الى أن الطلب المحلي تزايد وخصوصاً الاستهلاك الخاص وفي قطاع التشييد. ويتوقع البنك الوطني السويسري نمواً نسبته 2% هذا العام رغم الضغوط الواقعة على المصدرين. وتتميز كبرى الشركات السويسرية مثل “نستله” و”نوفارتيس” بأن لديها حلولاً جاهزة تكفل لها تحويل الإنتاج الى مناطق مختلفة في أنحاء العالم. وهناك شركات أخرى مثل “إيه بي بي” تجري حساباتها الدفترية بالدولار، الأمر الذي يكفل شيئاً من الاطمئنان في الدفاتر على الأقل. ورغم ذلك صرحت “نستله” التي لا تزاول غير نسبة صغيرة من أعمالها في سويسرا ولكنها تصدر تقاريرها المالية بالفرنك بأن قوة الفرنك ستضر بخطوط الشركة وأن ذلك سيظهر في الحصيلة النصف سنوية التي ستعلن في 10 أغسطس. وبالنسبة لبعض المصدرين خفت حدة تأثير قوة الفرنك نتيجة الخبرة. إذ عمد العديد من المصنعين السويسريين المعتادين على قوة العملة إلى البعد تدريجياً عن الأصناف المسلعنة والتوجه نحو منتجات تخصصية ذات قيمة مضافة أعلى والتي تقل فيها حدة التنافسية ويقل فيها اعتماد الطلب على الأسعار. كما أن التنوع الجغرافي أفاد الكثيرين في هذا الشأن، فطالما تطلع المصنعون السويسريون بصفتهم رواد أعمال محترفين ولديهم سوق محلية محدودة الى أسواق خارجية مثل آسيا وخصوصاً الصين. وفي ذات الوقت ساعدت ألمانيا على حل المشكلة إذ أن تعافيها المتسارع عمل على زيادة الطلب على المنتجات السويسرية. ويعتبر صناع الساعات السويسريون في مأمن نسبي من تقلبات العملات عموماً، فالساعات السويسرية تحتكر حصة السوق الفاخرة نظراً لشبه انعدام ما يهددها من خارج سويسرا. وقد زادت صادرات الساعات السويسرية بشكل حاد هذا العام في ظل تعافي الطلب العالمي واشتداده من الصين خصوصاً. حيث قفزت مبيعات الساعات خارج سويسرا في شهر مايو الماضي بنسبة 31.6 في المئة عن سنة سابقة في زيادة قياسية، الأمر الذي يعزز توقعات أن يشهد عام 2011 ذروة قياسية أخرى في مجال صناعة الساعات حتى إن تقلصت هوامش الربح. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©