الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكذب كله فجور وحرام

24 يوليو 2014 20:45
حرص الإسلام على ألا يتصف المسلم بأي صفة من الصفات الرديئة التي تعمل على تدمير المجتمع، وأن يتحلى جميع أفراد المجتمع بالصفات الفاضلة التي تسهم في إنماء المجتمع، ومن هنا جاء تحريم الإسلام لآفة الكذب. وتقول الدكتورة إلهام شاهين - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: جاء في السنة النبوية أكثر من حديث يحرم الكذب ويدعو المسلم إلى اجتنابه، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم «أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم، قيل: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، قيل: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا»، فالكذب ليس من صفات المسلم، ومن المؤكد أن آفة الكذب إذا انتشرت في مجتمع فإنها ستعمل على تقويض أركانه، وهدم أساس استقراره، وتبدل اطمئنان أفراده قلقاً، وسعادتهم شقاءً، فالحياة في مجتمع يمارس أفراده الكذب حياة تعيسة، فعند انتشار الكذب تنعدم الثقة بين أفراد المجتمع، ولا يكون هناك اطمئنان في التعامل مع الأهل والجيران، ولا في البيع والشراء، ولا في العمل، ولا يمكن أن يكون المجتمع مثمراً، ولا يشعر أفراده بالسعادة والهدوء النفسي. البركة مقرونة بالصدق وتشير د. إلهام إلى أن تقدم المجتمع ورفاهيته، وسلامته واطمئنان أفراده، مرهونة بشيوع الصدق بين أفراده، وانتشار الثقة بينهم، واضمحلال الكذب إلى أقصى حد ممكن، في عباداتهم وتعاملاتهم، وفي سائر حياتهم، موضحة أن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم حثنا على الصدق، فهو مقدمة الأخلاق والداعي إليها، وعلامة على رفعة المتصف به، وبالصدق يصل العبد إلى منازل الأبرار، وتحصل النجاة من جميع الشرور، كما أن البركة مقرونة بالصدق، فقد ثبت في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما». كما جاء في حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً»، وهناك حديث آخر يقول «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً وهو لك مصدق وأنت له كاذب». وتضيف: ومن المؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم نجح في دعوته لأنه تحلى بالصدق والأمانة، ومن ثم لا يحل لمسلم أياً كان أن يتخذ من الكذب وسيلة للوصول إلى أي مغنم، والذي يفعل ذلك يتصف بصفة لا يقرها الإسلام وهي إحدى الصفات الأساسية في المنافق. الأمانة مغنم وقالت: ومما يؤسف له أن البعض يتخذ من الكذب أسلوباً للحياة فيكذب في كل نواحي حياته، وهو بهذا لا يفهم أن الكذب صفة دميمة لا يقرها الإسلام، حيث جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال أمتي بخير ما لم تر الأمانة مغنماً والصدق مغرماً»، فنحن أحوج ما نكون الآن إلى أن نصدق مع الله أولاً وأن نصدق مع الناس ثانياً، بالإضافة إلى أن نصدق في كل تصرفاتنا بحيث تكون كلمة الصدق هي المنهج لكل فرد في المجتمع. وتوضح أن شيوع آفة الكذب لا تخدم المجتمع المسلم، حيث يجعل عامة الناس لا يثقون بأي إنسان، ما يؤدي إلى تفرق المجتمع وزعزعة الثقة بين أفراده الذين لا يلتزمون بتحري الصدق وإعطاء كل ذي حق حقه، فالأمة تحتاج إلى أن تتخذ من الصراحة والصدق منهجاً لها في حياتها، رغم تحذير النبي لأمته في أحاديثه من الكذب، فإننا نجد المجتمع المسلم الذي من المفترض أن يتخلق بشمائل الصدق والأمانة تخلى عن هاتين الصفتين، فقد أصبح الكذب في الوقت الحالي فتنة وداء وشراً يتعاطاه من يتعاطاه دون أدنى خوف من الله عز وجل أو أدنى استحياء. وتؤكد أن الكذب كله حرام، فلا يوجد شيء يسمى كذب أبيض وكذب أسود إلا في حالات يسمى كذباً على سبيل المجاز مثل الكذب في الإصلاح بين الناس، بحيث لا يكون معناه قلب الحقائق أو الإخبار بغير الواقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©