الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إيطاليا سارقة الفرح في ألمانيا 2006

إيطاليا سارقة الفرح في ألمانيا 2006
11 يوليو 2006 01:50
رسالة برلين: يكتبها ويصورها- أكـــرم يوســــف : عندما خرج مونديال 2006 عن السيناريو الذي رسمه العالم قبل البداية لم يكن غريبا أن تصنع الدراما أحداث الفصل الأخير أمس الأول باستاد برلين الأولمبي وتسرق إيطاليا الفرح من زيدان في ليلة الوداع وتفوز بالكأس للمرة الرابعة في تاريخها ليسدل الستار على أحداث مونديال بدأ صاخبا وانتهى مؤثرا ودرامياً· ومابين البداية والنهاية استمتع العالم بأهداف ومباريات ونجوم بين 32 دولة في 64 مباراة على مدى 30 يوما، اختفت فيها الأسماء الكبيرة وتراجعت الأهداف وتألق نجوم الوسط وظهرت بصمات المدربين، ورسمت ''أخطاء الحكام'' العنوان الأبرز للمونديال لأنها فرضت نفسها في كل مباراة تقريبا ولكن· عندما تحرك قطار المونديال من محطته الأولى في مدينة ميونيخ مساء يوم 9 يونيو الماضي كان منتخب البرازيل هو فارس الرهان الأول ويحتل كل مساحات الإعجاب في البطولة ، فهو حامل اللقب عام 2002 وبطل القارات عام 2005 يضم صفوة نجوم الكرة في العالم رونالدينيو ورونالدو وأدريانو وكافو وروبرتو كارلوس وكاكا وجوانينيو وروبينيو، وكان الجميع يتعامل مع فوز الفريق بالمونديال السادس على أنها مسألة وقت ليس إلا، وعندما نستعرض أسماء المنتخبات المشاركة وحالتها الفنية ومستوى لاعبيها في ذلك الوقت من الصعب على أي منها إيقاف البرازيل، ورغم الفوز بصعوبة على كرواتيا في أول مباراة بهدف كاكا، لم يفقد أحد الثقة في قدرات السامبا على الوصول إلى منصة التتويج في النهاية، وحقق الفريق الفوز على استراليا 2- صفر واليابان 4-1 وغانا 3- صفر إلا أنه لم يكن مقنعا، وانتظرنا ذلك الإقناع في ربع النهائي أمام فرنسا ''منتخب العواجيز'' الذي لايراهن عليه احد، بل البعض أشفق على زيدان وبقية زملائه مما سيحدث لهم أمام البرازيل، ولكن ماحدث في فرانكفورت أفسد كل سيناريوهات البطولة وحسابات الخبراء، وتوقعات الجماهير ورقصت فرنسا السامبا وفازت على البرازيل بهدف هنري وأخرجتها من البطولة، بعد أن تلاعب زيدان وهنري وريبري ومالودا وفييرا وميكاليلي وتورام بنجوم الصفوة، ودعت البرازيل البطولة قبل أن تلعب كرة القدم التي يحب أن يشاهدها العالم من هؤلاء النجوم لدرجة أننا حتى الآن لا نعرف هل شارك رونالدينيو أحسن لاعب في العالم آخر سنتين مع الفريق أم لا؟ مونديال الوسط خرجت البرازيل ومن قبلها الأرجنتين أمام ألمانيا في ربع النهائي بركلات الترجيح ولم يعد هناك في دور نصف النهائي سوى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال لأن إنجلترا خرجت مبكرا مع هولندا أسبانيا من الدور الثاني· وفرض الحذر نفسه على المباريات واختفت المهارات الفردية أمام الالتزام التكتيكي من المدربين، وانتهت البطولة دون أن يبهرنا مهاجم نشيد بقدراته وإبداعاته ومحاولاته، فقط نجوم الوسط هم الذين سحبوا البساط من تحت أقدام الجميع، وأصبحنا نتحدث طويلا عن زين الدين زيدان وباتريك فييرا وميكاليلي وأندريه بيرلو، وجاتوزو وكامورانيزي، وتورستن فرينجز وشفان شتايجر ومانيش، حتى خطوط الدفاع أفرزت نجوما استحقوا الإعجاب في مقدمتهم كانافارو وتورام وجالاس وماتارازي وفليب لام، ولمعت أسماء الكثير من حراس المرمى مثل بوفون وريكاردو البرتغالي، ولكن على مستوى خط الهجوم لم يظهر لاعب يتفق الجميع على موهبته، وهداف البطولة ميروسلاف كلوزه أحرز خمسة أهداف يليه كريسبو ورونالدو بثلاثة أهداف، وهى بالطبع أرقام تبدو متواضعة للغاية· ولكن إصرار المدربين على اللعب بحذر خاصة في المحطات الأخيرة هو الأمر الذي ساهم في تراجع دور المهاجمين، حيث لعبت معظم المنتخبات بمهاجم واحد، وكان دائما يواجه بمفرده ثلاثة أو أربعة لاعبين من الوسط والدفاع مما يجعل مهمته صعبة في الاختراق دون مساندة معه من نفس الخط، وفي المقابل تحولت البطولة إلى نجوم الوسط الذين قاموا بكل شيء في هذا المونديال مابين الدفاع والهجوم· ولعبت ثلاثة من أربعة منتخبات في الدور نصف النهائي بطريقة 4-2-3-1 وهى إيطاليا وفرنسا والبرتغال، بينما لعب المنتخب الألماني بطريقة 4-4-2 ولذلك كان من أكثر فرق البطولة إحرازا للأهداف وسجل 13 هدفا في 7 مباريات بمعدل هدفين في المباراة حطم يورجن كلينسمان التقاليد ولعب كرة هجومية ممتعة، واحتل المركز الثالث بعد خسارته أمام إيطاليا قبل النهائي· حتى البرازيل التي شاهدناها أمام الفريق الضعيفة تلعب بطريقة 4-2-2-2 غيرت طريقتها إلى 4-2-3-1 أمام فرنسا في ربع النهائي ولعب المدرب كارلوس البرتو بيريرا بمهاجم واحد وهو رونالدو ووضع ادريانو وروبينيو بجواره على مقاعد البدلاء ورغم كل هذا الحذر خسر المباراة· ورغم خروج المرشحين واحدا وراء الآخر مثل الأرجنتين والبرازيل وألمانيا وانجلترا إلا أن النهاية كانت تقليدية بين اثنين من اقوى المنتخبات في العالم فرنسا وإيطاليا· نهاية زيدان وكان أداء المنتخب الإيطالي في استاد برلين الأولمبي مفاجأة ولم يصدق أحد أن هذا هو الفريق الذي بهر العالم وقدم أجمل مباريات البطولة أمام ألمانيا وفاز عليها 2- صفر، وفعلت فرنسا كل شيء في هذا النهائي وبدأت بالتسجيل بعد 7 دقائق ، وسيطرت تماما على المباراة باستثناء العشر دقائق التي أعقبت هدف زيدان وأحرزوا التعادل برأسية ماتارازي في الدقيقة 19 وكانت فرنسا الأكثر حيوية ورغبة وسيطرة في الشوط الثاني، لدرجة أن مارشيلو ليبي أخرج ثلاثي الوسط توتي وبيروتا وكاموانيزي بعد أن تعطلت قدراتهم وشلت حركتهم تماما لبراعة فييرا وميكاليلي وزيدان ومالودا وبالتالي عجزوا عن تقديم المساندة الهجومية لرأس الحربة الوحيد لوكا توني الذي بدا معزولا طوال الوقت لا تمريرات من الوسط ولا عرضيات من الأطراف لعدم تقدم زامبروتا الظهير الأيمن ولا فابيو جروس الظهير الأيسر· فالجهد الذي بذله المنتخب الإيطالي أمام ألمانيا في قبل النهائي أثر كثيرا على مستوى لاعبيه ، وشاهدنا جاتوزو وديعا مسالما هادئا طوال الوقت، بالإضافة إلى أن طريقة لعب المنتخب الفرنسي تختلف كثيرا عن المنتخب الألماني وبالتالي لم تكن هناك مساحات يمارس فيها المنتخب الإيطالي هوايته في اللعب على الأطراف أو الهجوم من العمق لأن الضغط الفرنسي أفسد كل حسابات ليبي ولم يمنح كلود ميكاليلي الفرصة لتوتي مهندس الهجوم لاستلام الكرة وضغط عليه في كل مكان في الملعب، ولم يتقدم كاموارنيزي ولا بيروتا لأنهما انشغلا طوال الوقت بتحركات وسرعة وحيوية الثنائي الفرنسي مالودا وريبري· واتسمت المحاولات الفرنسية بالخطورة، وكان يبدو لدى الفريق إصرار على تحقيق الفوز وقام بـ15 محاولة تسديد طوال المباراة منها 5 على المرمى مقابل5 محاولات فقط لإيطاليا منها3 على المرمى، وكنا نشاهد الكرات العرضية تمر من أمام مرمى بوفون ولاتجد من يسدد في المرمى، ومرر المنتخب الفرنسي 32 كرة عرضية بنسبة نجاح 13% مقابل 16 عرضية لإيطاليا بنسبة نجاح 19%· فالمنتخب الفرنسي كانت ثقته بنفسه تزداد من مباراة لأخرى بعد أن تجاوز خصوما اقوى من الذين تجاوزهم المنتخب الإيطالي بدءا من الدور الثاني حيث فازت فرنسا على أسبانيا والبرازيل والبرتغال، بينما فازت إيطاليا على استراليا وأوكرانيا وألمانيا، وبالتالي وصل المنتخب الفرنسي إلى قمة التركيز والثقة والإصرار في النهائي· وكانت واقعة طرد زين الدين زيدان من أكثر اللحظات تأثرا في المباراة وكان ذلك في بداية الشوط الإضافي الرابع لأنه ضرب ماركو ماتيراتزي بدون كرة فأخرج له الحكم الأرجنتيني البطاقة الحمراء ليسدل الستار على حياة لاعب كبير بهذا المشهد الدرامي، ولتكتمل فصول المأساة ويهدر تريزيجه ركلة الترجيح لتفوز إيطاليا بالمونديال للمرة الرابعة وبعد غياب 24 عاما رغم أنها قدمت أسوأ مباراة لها في المونديال لتسرق الفرح من فرنسا كما فعلت في نصف النهائي أمام ألمانيا في آخر 60 ثانية لتتربع فوق قمة العالم لأربع سنوات قادمة· بدون مفاجآت ولم يشهد المونديال مفاجآت من العيار الثقيل وكما يقول روجيه ميلا نجم المنتخب الكاميروني في كاس العالم 1990 الذي شهد النهائي أمس الأول أن المفاجأة الوحيدة في المونديال أن نشاهد استراليا في النهائي، ولكن عندما تتأهل فرنسا وإيطاليا لاتوجد مفاجآت· كل المنتخبات الآسيوية والأفريقية ودعت من الدور الأول باستثناء غانا التي صعدت للدور الثاني في أول مشاركة لها واصطدمت بالبرازيل وخسرت 3- صفر، بينما لم تترك المنتخبات العربية أية بصمات تذكر وخرجت تونس والسعودية بنقطة وحيدة لكل منهما بعد أن تعادلا سويا 1-1 في المجموعة الثامنة 2-2 وخسرا بقية مبارياتهما أمام أسبانيا وأوكرانيا وكان أداء المنتخب التونسي الأفضل وقدم عرضا رائعا أمام أسبانيا وتقدم بهدف ثم خسر بصعوبة 3-1 في اللحظات الأخيرة · ولم يختلف التحكيم العربي كثيرا عن أداء المنتخبات حيث أدار عصام عبد الفتاح الحكم المصري والعربي الوحيد مباراة استراليا واليابان وتحول إلى حكم رابع بعد ذلك حيث تم استبعاده بسبب اتهامه لجنة التحكيم في البطولة بالعنصرية في حوار تليفزيوني بقناة النيل· وأداء الحكام كان أسوأ مافي المونديال ولم تمر مباراة دون ان تقع فيها كارثة، وما أكثر كوارث حكام المونديال، الحكم الإنجليزي جرهام بول أخرج البطاقة الصفراء ثلاث مرات للاعب واحد ثلاث مرات ثم طرده وهو الكرواتي سيمونيتش أمام استراليا ووصفته صحيفة صن الإنجليزية بالحكم الغبي، كما سجل الحكم الروسي إيفانوف فالنتين رقما قياسيا في مباراة البرتغال وهولندا بالدور الثاني عندما أخرج البطاقة الصفراء 16 مرة والحمراء أربع مرات، والأسباني ميدينا كونتاليخا احتسب ركلة جزاء غير صحيحة فازت بها إيطاليا على استراليا وصعدت للدور ربع النهائي، بالإضافة إلى الأهداف التي تجاوزت خط المرمى ولم تحتسب، وكان بالفعل التحكيم في 2006 هو الأسوأ ربما في تاريخ كأس العالم· وعاد دييجو مارادونا للأضواء بقوة في ألمانيا بعد أن حضر للتعليق على مباريات أسبانيا لقناة كواترو، وارتدي فانلة الأرجنتين وجلس يشجع بحماس منتخب بلاده في المدرجات حتى خسرت من ألمانيا في ربع النهائي بركلات الترجيح ليختفي مرة أخرى· ومابين البداية والنهاية شهد المونديال الكثير من الأحداث ونجحت ألمانيا في تنظيم بطولة رائعة مرت أحداثها بسلام وأعادت البطولة توحيد الشعب الألماني بصورة رائعة ولكن على المستوى الفني تبقى بطولة 2006 عادية لم نشاهد فيها مفاجأة كبيرة أو مواهب استثنائية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©