«سبيشل ون».. قصير النظر!

عمرو عبيد (القاهرة) حفر البرتغالي جوزيه مورينيو اسمه في قائمة أفضل مدربي العالم عبر 18 عاماً، درب خلالها 6 فرق عالمية وحصد 25 بطولة محلية وقارية متنوعة، لكن غروره الشديد الذي دفعه لإطلاق لقب «سبيشل ون» على نفسه لم يغير من حقيقة مهمة ظلت مرتبطة بمسيرته التدريبية، وهي قصر نظره وعدم تقدير قيمة وموهبة عدد من النجوم، الذين تجاهلهم أو انتقدهم أو حاربهم خلال تلك السنوات، لتدور الأيام ويتألق هؤلاء النجوم بشدة لدرجة أن مورينو اعترف بخطأ تقديره ورؤيته، بل إنه قام بالتعاقد معهم مجدداً في حقبة تدريبية لاحقة! ويلمع اسم المصري محمد صلاح، في قائمة ضحايا البرتغالي، بعدما أبعده مورينيو عن مباريات تشيلسي في فترته التدريبية الثانية مع البلوز، وظل صلاح حبيس مقاعد البدلاء عامين تقريباً، حيث لعب 19 مباراة فقط خلال موسمين، ولم يحرز سوى هدفين في موسمه الأول، ما دفعه إلى الرحيل معاراً إلى فيورنتينا ليشارك في 26 مباراة سجل خلالها 9 أهداف، ثم كان انتقاله إلى روما على سبيل الإعارة في البداية من خلال صفقة بلغت قيمتها 15 مليون يورو، وتوهج الفرعون المصري بشدة مع «الذئاب» ليحرز 34 هدفاً في موسمين مع أداء رائع لافت أجبر ليفربول على الإسراع بالتعاقد معه في الصيف الماضي مقابل 42 مليون يورو، ليبهر الجميع في إنجلترا بعدما سجل 24 هدفاً خلال 30 مباراة، منها 18 هدفاً وضعته في المرتبة الثانية ضمن هدافي البريميرليج، بعد هاري كين نجم السبيرز، وتناولت العديد من التقارير في الآونة الأخيرة رغبة ريال مدريد في الحصول على خدمات الفرعون. روميلو لوكاكو، اسم آخر ارتبط بسوء تقدير «سبيشل ون» في ذات الفترة تقريباً، حيث لم ينجح في الحصول على ثقة البرتغالي أثناء قيادته للبلوز رغم أن ابن الـ18 وقتها جاء من صفوف أندرلخت هدافاً مميزاً ويافعاً قوياً، إلا أن مورينيو فرط فيه بالإعارة أولاً إلى وست بروميتش، ورغم تألق البلجيكي وتسجيله 17 هدفاً في موسم واحد فإن هذا لم يشفع له ليرحل مجدداً إلى إيفرتون بالإعارة أيضاً، قبل أن يتألق بالانضمام إلى التوفيز ويصبح الهداف الأول للفريق طوال 3 سنوات، ليعترف مورينيو بخطئه بالتعاقد مع المهاجم البلجيكي لينتقل إلى يونايتد بصفقة قُدِّرَت بـ85 مليون يورو جاءت في المرتبة التاسعة ضمن أغلى 100 صفقة في تاريخ الانتقالات. ويبدو أن مورينيو كان خارج تركيزه تماماً في ولايته الثانية في تشيلسي، حيث كرر ذات الخطأ مع كيفن دي بروين الذي لم يرتدِ قميص البلوز سوى 3 مرات فقط تحت قيادة البرتغالي، الذي وصفه بأنه لاعب غير مفيد داخل الميدان، مما دفعه لطلب الرحيل بعد إعارته أولاِ إلى فيردر بريمن في موسم 2012/‏ 2013، الذي سجل فيه البلجيكي 10 أهداف، ثم وافق مورينيو على انتقاله إلى فولفسبورج مقابل 22 مليون يورو ليتألق بشدة ويحرز 13 هدفاً، مع تقديم أداء كشف به عن قوته ومهارته التي كانت حافزاً لمانشستر سيتي ليتعاقد معه بصفقة كلفت السيتي 75 مليون يورو. ولا يختلف اثنان على أن دي بروين يعتبر هو النجم الأبرز في صفوف البلومون، الذي وصفه بيب جوارديولا بأنه ساحر، وهو أفضل صانع ألعاب في البريميرليج حالياً! بونوتشي دليل إدانة القاهرة (الاتحاد) قد يقول البعض إن فترة قيادته الأخيرة للبلوز لم تكن مناسبة لاكتشاف هؤلاء النجوم ومنحهم الفرصة كاملة، لكن حقيقة البرتغالي تظهر من خلال تاريخه السابق أيضاً، فمن يتخيل أن ليوناردو بونوتشي الذي يُصَنَّف ضمن صفوة المدافعين في العالم لم يحصل على أي فرصة للعب تحت قيادة مورينيو في إنترميلان، بل إنه تجاهله تماماً ليلعب معاراً لتريفيزو وآي سي بيزا قبل أن ينتقل إلى جنوه في عام 2009 بعد استغناء سبيشل ون عنه بسهولة. وبالطبع أثبت بونوتشي خطأ مورينيو بعدما انتقل إلى صفوف اليوفي، ليخوض 227 مباراة بقميص «السيدة العجوز» ويحصد 12 بطولة محلية إيطالية وقاد «البيانكونيري» إلى نهائي دوري الأبطال مرتين في موسمي 2014/‏ 2015 و2016/‏ 2017، وظهرت بعض التقارير مؤخراً تشير إلى رغبة مورينيو في التعاقد مع الإيطالي ليلعب تحت قيادته في اليونايتد! موراتا رفض يونايتد بسبب مورينيو القاهرة (الاتحاد) قبل هؤلاء النجوم الكبار كان هناك الهولندي الطائر الرائع آرين روبن، الذي فرط فيه مورينيو عام 2007 قبل رحيله هو الآخر عن تدريب تشيلسي، ورغم نجاح روبن مع مورينيو في المواسم الأولى وحصد 6 بطولات إنجليزية، فقد وافق على انتقاله إلى صفوف ريال مدريد بسهولة، ليرحل الهولندي بعدها سريعاً إلى بايرن ميونيخ ويحقق أعظم إنجازاته التاريخية بالتتويج بـ13 لقباً، منها دوري أبطال أوروبا في موسم 2012/‏ 2013 وكأس السوبر 2013. وتعرض ألفارو موراتا لظلم بين في حقبة مورينيو ولم يحصل على فرصة حقيقية، حيث شارك في 18 مباراة فقط خلال 3 مواسم مع الريال، والغريب أن البرتغالي حارب بكل قوة للتعاقد مع موراتا في بداية الموسم الحالي، لكن الأخير فضّل تشيلسي على أن يلعب مجدداً تحت قيادة سبيشل ون.