السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدوائر المحلية تفتح أحضانها لخريجي مركز دبي لذوي الاحتياجات

11 يوليو 2006 01:05
دبي-علي مرجان: بداخله يسكن 160 طالبا وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة·· منهم من عاش عمره بين جدرانه، ومنهم من تخرج فيه محققا إنجازات تمنحه وأقرانه مزيدا من المكانة في قلوب البشر· منهم من يبكيك ومنهم من يجعلك تعيد الحسابات في الحياة والواقع· وفي مركز دبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة·· عبرنا من الباب·· جلسنا إلى ساكنيه والقائمين عليه·· وبدأ التحقيق· بمجرد وصولنا إلى المكان، اكتشفنا أن أبواب المركز الخارجية مفتوحة ولا يوجد حارس عليها· عبرنا إلى الداخل وجلسنا أمام سليمان الخلصان مدير المركز والذي قال: تم إنشاء هذا المركز بفرعيه في دبي وأبوظبي منذ 25 سنة، ويخدم مركزنا في دبي جميع الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة بدءا من الإعاقة السمعية والجسدية والذهنية ومرورا بالمكفوفين ونهاية بوحدتي التأهيل المهني للذكور والإناث· وأشار مدير المركز إلى أن عمر الرابعة عشرة هو اللحظة الفاصلة بين مرحلتين، فهي السن التي يتخرج فيها طلاب المركز وبعدها تبدأ مرحلة تأهيلهم من خلال الوحدات المختلفة بالمركز، موضحا أن إلحاق الطلاب بتلك الوحدات يأتي بناء على مدى قدرتهم على اكتساب مهاراتها، حيث يتم التركيز على أن تكون وحدة الكمبيوتر للصم وأصحاب الإعاقات الجسدية· اتفاقيات للتوظيف ويؤكد جاسم الخلصان: نسعى لتوظيف الطلاب بعد الانتهاء من تأهيلهم مهنيا في الوحدات المختلفة بالمركز، وهذا اتجاه عام حرصنا عليه منذ عام 1995 من خلال القيام بتشغيل طلابنا بجهود شخصية وبالتعاون مع بعض المؤسسات والدوائر الحكومية· ويضيف: الآن تغلبنا على هذه المشكلة وصارت الدوائر الحكومية والشركات الخاصة تبادر بالتقدم لتعيين طلاب المركز لديها وخصوصا بعد القرار الذي أصدره معالي وزير العمل بمنح المؤسسات الخاصة التي تقوم بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة العديد من الامتيازات· واستطرد: خلال الشهور الماضية تم تعيين 10 طلاب معظمهم من الصم في إدارة النقليات في بلدية دبي وذلك بعد اجتيازهم لفترة تدريب استمرت 3 شهور وحصلوا خلالها على مكافآت شهرية، وأيضا تم تعيين 11 طالبا منذ أسابيع قليلة في جمعية الاتحاد التعاونية وكان أغلبهم من المتزوجين· مشيرا إلى أن هناك قانونا تم طرحه ليكون نصيب ذوي الاحتياجات الخاصة من نسبة التوطين في الوظائف 3% · وأرجع مدير مركز دبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة قلة أعداد المعينين على مدار 11 سنة والذين وصلت أعدادهم إلى 120 طالبا فقط إلى أن الكثير من الدوائر كانت تخشى تعيينهم لاقتناعها بأن هؤلاء ليسوا مؤهلين للعمل بالدرجة الكافية· ويؤكد ان نظرة المجتمع تغيرت في السنوات الأخيرة وأصبحت الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة هي صاحبة المبادرة· إشكالية لكن ما نوعية المناهج التي يتم تدريسها لطلاب المركز؟·· سؤال أجاب عنه مدير المركز: المناهج التي يتم تدريسها لطلاب الإعاقة الجسدية والمكفوفين هي نفسها مناهج وزارة التربية ونراعي أن يتم تقسيمها على عامين ، في حين لا يخضع طلاب الإعاقة الذهنية لمنهج دراسي محدد، بل يتعلمون عن طريق الخبرات الحياتية اليومية · ويضيف : عندما يصل الطالب في المركز إلى الصف الرابع يتم نقله إلى أي من المدارس الحكومية، وفي هذا الاتجاه قمنا بنقل العديد من الطلاب من المكفوفين وأصحاب الإعاقة الجسدية بناء على اتفاقية بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية والتي أبرمت بيننننا وبين وزارة التربية· ويؤكد جاسم : هناك متابعة أسبوعية من جانب المركز لهؤلاء الطلاب، مشيرا إلى أنه أحيانا ما يواجه بعض هؤلاء الطلاب صعوبات تتعلق بالدراسة ويقوم المركز بإيفاد إحدى المدرسات إلى المدرسة لبحث المسألة وإيجاد حلول لها· وبعيدا عن ذلك كان طلاب قسم الرعاية الخاصة لا يمكن تأهيلهم نظرا لشدة الإعاقة لديهم ، ومثلما يقول مدير المركز: هؤلاء هنا منذ إنشاء المركز ، وما علينا سوى رعايتهم· ساعة الرحيل ونظرا لأن جميع الطلاب يغادرون المركز في تمام الواحدة ظهرا، فإن هناك ''باصات'' تتولى توصيلهم·· وهنا يؤكد مدير المركز: تتولى المدرسات مهمة الإشراف على عملية خروج الطلاب من المركز، إلى جانب حضور بعض أولياء الأمور لاصطحاب أبنائهم · جولة مع المواهب وخلال جولة ''الاتحاد'' في المركز شعرنا بحجم الجهد المبذول من جانب العاملين به، وفي الوقت ذاته اكتشفنا العديد من الطلاب الذين يمتلكون مواهب متنوعة· ومن هؤلاء مروان أحمد الذي اقترب من عامه التاسع عشر ويجمع بين موهبة الرسم من ناحية وبين مهنة التنجيد والأثاث من ناحية أخرى ، وعنه يقول مصطفى فاخوري مدرس الرسم بالمركز: مروان أحد الموهوبين، وهو نموذج يؤكد على أن الموهبة لا تعترف بالإعاقة· ويضيف لدينا الطالبة المبدعة غالية يوسف والتي تخرجت في المركز·· وسنقوم بعرض لوحاتها في معرض خاص سنقوم بتنظيمه· ويؤكد أحمد مشغول مدرب في وحدة التنجيد أن عشق مروان للعمل هو ما جعله يقصدنا للتدريب إلى جانب موهبته في الرسم، مشيرا إلى أن الوحدة تتولى وبصفة عامة تدريب 5 طلاب لمدة 10 شهور يصبحون بعدها مؤهلين للاتجاه إلى سوق العمل· وتقول عائشة العوير وهي مدرسة في وحدة التأهيل المهني: عدد الطالبات في الوحدة وصل إلى 32 طالبة مقسمات إلى أربع مجموعات ، ومن بينهن رقية عيسى ومريم حسين اللتان سيشاركان خلال الصيف القادم في مسابقة دولية للرسم في فرنسا· وتحكي نورا سلطان المسؤولة عن ورشة التدبير المنزلي: أنا هنا منذ 25 سنة وتكمن سعادتي الحقيقية في البقاء إلى جوار هؤلاء البنات وتعليمهن أساسيات التدبير المنزلي، فمن خلال حصة دراسية يوميا نحاول تدريبهن على طرق إعداد وطهي العديد من الأكلات الشعبية القديمة منها والحديثة أملا في أن تكون لديهن القدرة على المشاركة في أعمال المنزل· هكذا رسم هؤلاء الطلاب ملامح حياتهم ، وما علينا إلا أن نفسح لهم الطريق ليستمروا، ولتستمر مسيرة العطاء من جانب القائمين على هذا العمل الإنساني الذي لا تمتلك إلا أن ترفع أمامه القبعة لمن يشارك في تلك الملحمة الرائعة في حب ذوي الاحتياجات الخاصة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©