الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ذكريات رمضان»..رسالة تربوية للأجيال الجديدة

«ذكريات رمضان»..رسالة تربوية للأجيال الجديدة
6 يوليو 2015 20:10
لكبيرة التونسي (أبوظبي) لا ترتبط أجواء الشهر الكريم بممارسة الألعاب الشعبية، أو سماع أغاني رمضان، أو المساعدة في تجهيز بعض الأكلات، أو توزيع الأطباق على الجيران فحسب، بل ترتبط بنكهات وروائح البيئة وطبيعة البيوت الشعبية وسط ملامح للحياة تكاد تندثر في ذاكرة أطفال اليوم، نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أدت إلى تراجع التفاعل المباشر بين الأفراد والأسر. وحول كيفية استعادة هذا الموروث، واستغلال الشهر الكريم لترسيخ القيم والمبادئ من خلال صناعة الذكريات الجميلة عند هذا الجيل، يقول فيصل الحمودي إن رمضان ارتبط في ذاكرته بالألعاب الشعبية التي كانوا يصنعونها بأيديهم، ويلعبون بها خلال ساعات الإفطار، مؤكداً أن هذه الأوقات هي المحببة لأولاد الفريج في اللعب، بينما ترى سعاد محمد أن ذكريات رمضان ارتبط في ذهنها بالأغاني الرمضانية، وصوت المسحراتي والفوانيس التي تزين الشوارع والبيوت، وأبدت أسفها على هذا الجيل من الأطفال الذين يفتقدون هذه الأجواء. تخطيط المدن وأوضح عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث أن الحياة العصرية أثرت بشكل كبير في حياة الأطفال وعلى الحياة الاجتماعية بصفة عامة، وعلى ذكرياتهم التي تستمر معهم بقية العمر، لافتاً إلى أن تخطيط المدينة القديمة كان يسمح للناس بالتجمع والتآلف، كما كانت تشكل بيئة غنية لصناعة الذكريات، لكن تغير تخطيط المدن في الدول العربية، فقد كان الجامع الكبير في الوسط، وبقربه بيت الحاكم، ثم «العرسة» والسوق ثم البيوت، حيث تميزت هذه المدن بتواجد فضاءات للعب والتجمع، وكانت هذه الفضاءات تنشط خلال شهر رمضان، ورغم خصوصية كل بيت في هذه المدينة فإنها لم تكن تشكل حواجز بالنسبة لباقي السكان، فكان الجار يعرف جاره، يشاركه أفراحه وأحزانه، بينما كان يشكل رمضان فرصة للتزاور وصلة الأرحام وتبادل الأطباق، والإفطار الجماعي، بينما شكل فرصة للأطفال لممارسة العديد من الألعاب الشعبية التي يصنعونها بأيديهم ويشترك الأولاد والبنات في ممارستها. وقال: كان لرمضان نكهات خاصة وروائح، أما اليوم فإن المدينة أصبحت تؤدي إلى حواجز بين الناس، كما بات المجتمع يقيم الناس بناء على مقتنياتهم، وفقدت البيوت روحها الجميلة من تجمع وتعاون مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي تسببت في إضعاف الروابط الأسرية، وأسهمت في اندثار هذه الذكريات الجميلة من حياة هذه الأجيال». ألعاب شعبية وعن ذكرياته في رمضان لفت إلى أن الفترة المحببة للأطفال هي ما قبل الإفطار حيث الشوارع فسيحة وخالية من السيارات والمارة، فيتخذها الأطفال ساحة للمبارزة واللعب، ويضيف: «قبل الإفطار بساعات كنا نجهز زوايا الأماكن ليفطر فيه كبار السن ويتجمعون على مائدة واحدة، كما كنا نوزع الأطباق ونتسابق على ذلك، وأحياناً كنا نفطر في المسجد ونصلي، ثم نعود إلى لبيت لتناول الطعام، وعندما نفرغ من هذه الالتزامات نبدأ في اللعب، ونستغل الفضاء المفتوح»، ومن الألعاب التي مارسها المسلم في صغره والمفضلة لديه هي لعبة «عنبر»، «السيوف» المصنوعة من الخشب، «الهول» لعبة الدراجات الهوائية وغيرها من الألعاب الأخرى. رسالة تربوية أما الدكتورة إيمان صديق المدربة والخبيرة في التنمية المهنية، فترى أن رمضان أجمل الأيام لصناعة الذكريات في حياة الأبناء، مؤكدة رسالته التربوية والروحية والاقتصادية أيضاً، وتضيف: «على مدار الأسابيع الماضية تابعت باهتمام وشغف على وسائل التواصل الاجتماعي تداول صور وفيديوهات لذكريات طفولتنا الجميلة في رمضان، وسرد العديد من متابعي هذه المواقع ذكرياتهم الجميلة وعاداتهم وتقاليدهم التي ما زالوا يحملوها في طيات الذاكرة، مظهرين سعادتهم الغامرة بهذه الذكريات، التي تحمل معها دعوات مخلصة من القلب للوالدين والأجداد وتمنى عودة تلك الأيام». مواقف مؤثرة وربطت صديق ذكريات رمضان بالجانب الروحي والتربوي وتتساءل في هذا الإطار: «قد تبادر إلى ذهني سؤال مهم لكل مربٍ». لكل أب وأم، هل خططنا لذكريات أبنائنا؟ هل زرعنا في ذاكرتهم أحداثا ومواقف مؤثرة عن حياتهم؟ كيف تريد أن يتذكرك أبناؤك؟ وما هي الذكريات التي سيحملها عنك أطفالك عندما يكبرون؟ فالذكريات واحدة من أساليب التعليم الشعبي غير الرسمي، وهو نوع من أنواع التربية الاجتماعية للإنسان، يكتسبه في مختلف مراحل حياته من الطفولة حتى الكهولة من حياته الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع المحيط. وقالت: في كل منزل حياة يعيشها الوالدان مع أبنائهما، يشكلان ذكرياتهم بالمواقف والأحداث اليومية بكل ما تحمله من مشاعر وأحاسيس إيجابية كانت أو سلبية، كما يلجأ الوالدان إلى سرد ذكرياتهما الشخصية لأبنائهما حاملين معها قصصا وعبرا تبعث في نفوس أبنائهم المثابرة على الحياة والكفاح من أجله، موضحة أن ذكريات الوالدين أحد مكونات التعليم الاجتماعي للطفل، وتلعب دورا مهما في بناء شخصيته، فهي إما تعمل على بناء ذلك الطفل بناءً إيجابياً باختيار الذكريات البناءة لتكون نبراسًا له، أو تكون هدامة في بنية شعوره وتفكيره، ومما لا شك فيه أن ذكريات الأمهات والآباء تسهم بشكل كبير في بناء شخصية الأبناء وتترك لهم إرثا من الذكريات أشد أثراً من أرث المال، وكما يأمل كل منا أن يكون جزءاً من حاضر أبنائه فيجب أن نعمل جاهدين على أن نكون شخصيات رئيسة في شريط ذكرياتهم في المستقبل. كادر/// 12 نصيحة من وحي أجواء رمضان، ترى الدكتورة إيمان صديق المدربة والخبيرة في التنمية المهنية أن رمضان فرصة مواتية لربط الصغار بذكريات الشهر الفضيل واستغلاله كرسالة تربوية واقتصادية وروحية من خلال: 1اجعَل رسول الله صلى الله عليه وسلم الشخص الأهم في حياة أبنائك. 2استعد للشهر الفضيل واستقبله بفرحة وسعادة واشعر ابنك بمدى شوقك وفرحك بهذا الشهر. 3اسمع الأناشيد الرمضانية في المنزل وشارك ابنك في إعداد وتعليق بعض الزينة البسيطة. 4اصطحب ابنك لشِراء أغراض رمضان، واحرص على تعليمه أصول الاقتصاد والتوفير. 5شجع ابنك على جمع ما زاد عن احتياجه من ملابس وكتب وألعاب وتوزيعها على المحتاجين. 6شارك ابنك في أي عمل تطوعي كتوزيع وجبات الإفطار عند الإشارات وأماكن تجمُّع العِمالة. 7شجع ابنك على إعداد هدايا بسيطة خاصة بالشهر الفضيل لتوزيعها على أصدقائه وجيرانه. 8اصطحب ابنك للمسجد واشغل وقت الذهاب والإياب بتحفيظه الأدعية والأذكار. 9خصص وقتاً يومياً لقراءة القرآن مع ابنك وتنافساً في حفظ بعض أجزائه. 10استغل رمضان في تعليم ابنك الآداب المتكررة، كآداب الأكل والشرب والضيافة، والسلام والزيارة. 11اجعل من رمضان فرصة لتعزيز صلة الرحم واصطحب ابنك في بعض الزيارات العائلية. 12شارك ابنك في الترتيب ليوم العيد وإعداد برنامج للزيارات والنزهات العائلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©