الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«المغرب في أبوظبي» يختتم فعالياته على أنغام موسيقا الصحراء

«المغرب في أبوظبي» يختتم فعالياته على أنغام موسيقا الصحراء
19 ديسمبر 2016 23:03
لكبيرة التونسي (أبوظبي) شهدت فعاليات «المغرب في أبوظبي» الذي أقيم بترحيب من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبرعاية الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة، وبدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة واهتمام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والذي استضافته العاصمة أبوظبي، ما بين الرابع والثامن عشر من ديسمبر الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، نجاحا كبيرا، حيث عرف إقبالا وحضورا لافتا للجمهور العريض من جميع الجنسيات للاطلاع على الحضارة المغربية التي اختصرها هذا الرواق وخاطبت الأحاسيس الخمسة. فرادة وغنى ومثلت فعاليات «المغرب في أبوظبي» التي اختتمت أمس الأول كنزا ثمينا من الموروث الثقافي العريق للمملكة المغربية، جسدت ما صاغته الحضارة الإسلامية منذ آلاف السنين، وما تركته من تراث غني ومتنوع، حيث وجد زوار المعرض من إماراتيين ومقيمين ومغاربة، أنفسهم في تماس مباشر مع مزيج متقن من الحداثة والأصالة في مكان واحد، وشهد حفل الاختتام عرسا موسيقيا وتراثيا تجلت فيه الفرق الموسيقية مكونة لوحة إبداعية عكست دفء ووفرة الموروث الثقافي المتميز بفرادة وغنى كتراث معماري وثقافي وحضاري متنوع ونوعي يمثل تراكما غنيا يعكس تفاعل معطيات دينية، وتاريخية، وجغرافية، واقتصادية، واجتماعية وفنية تعكس الحياة المغربية في أبهى تجلياتها. ذاكرة تراثية تعليقا على هذا العرس الحضاري والثقافي، قالت رحمة لعروسي مديرة التواصل والعلاقات العامة بمكتب السياحة بأبوظبي، إن المعرض شكل إطلالة من مختلف الجوانب على ذاكرة المغرب التراثية كما أسهم في ترسيخ الدبلوماسية الثقافية عبر تمريره لمجموعة من الصور الغنية التي عكستها فعالياته من موسيقا وعمارة وفن وطبخ، مما مكن الزوار من التعرف عن كتب إلى ثقافة هذا البلد العريق وملامسة جوانب تميزه الحضاري عبر مختلف الحرف، كما صدحت الموسيقا في هذا الفضاء المفتوح وملأته ألوانا وأصواتا وروائح. القفطان المغربي من جانبها، قالت حسناء الشعبي، المسؤولة عن عروض الأزياء التي كانت تقدم يوميا على أنغام الموسيقا، إن عروض القفطان المغربي شكت إحدى نقاط الجذب للفعالية التي شهدت نجاحا كبيرا، مشيرة إلى أن جميع القفاطين التي عرضت كلها مشغولة يدويا على أعلى مستوى، موضحة أن الأزياء تطورت عبر القرون، فقد تم تقديم الجلابية وقطع السلهام والكاب بطرق مبتكرة، وهذه الإطلالات أظهرت أن القطع التقليدية طالها التغيير لتندمج كليا مع خزانة الأزياء المغربية العصرية. وأضافت أن العروض مثلت العديد من الحقب بحيث جاءت مفعمة بالروح العثمانية والفن التقليدي والحرفي المغربي مع التصميم المعاصر، إلى جانب عرض مجموعة من جواهر العروس المغربية، كما تجلت تصاميم الكندورة، الجلابية، السروال، السترة، والقفطان القصير، كأزياء تعتمدها السيدة المغربية في لباسها اليومي. أجواء موسيقية من جانبه، أشاد الملحن والعازف المغربي نبيل الخالدي بفعالية المغرب في أبوظبي، قائلاً إن العرض الموسيقي لهذا العام شهد نجاحا كبيرا وإقبالا من طرف الزوار الذين تعرفوا إلى التنوع والغنى الذي يعرفه التراث المغربي، حيث العروض الموسيقية التي تعيدنا إلى العصر الأندلسي بما فيه من غناء وطرب مميز، فقد استمدت العروض أغانيها من موروث العرب الذين كانوا في الأندلس، بالإضافة إلى مجموعة من البرامج الموسيقية المميزة. وأضاف الخالدي قائلاً: حلّق الزوار يوميا في عوالم من الطرب الأصيل الذي تتغنى به البيوت في المملكة وتطرب له ويعتبر جزء من الذاكرة الجمعية للبلاد، بحيث تناوبت الفرق الفنية المغربية من خلال الزوايا الأربع للصرح العمراني الذي يشبه البيت المغربي الفاسي على أداء وصلات موسيقية تراثية، كالمديح والسماع وطرب الآلة، وقدم هذا التقليد المتأصل لدى المغاربة، صورة مختصرة للزوار وعرّف بالتاريخ الفني المتميز للمملكة، كما قدمت الفرق الموسيقية هذا العام برنامجاً مختلفاً، من خلال أربع وعشرين نوبة موسيقية، متوزعة على ساعات غنائية خلال اليوم، كما عزفت كل فرقة بشكل منفرد مما سمح للزائر بالاستمتاع بجميع الفنون المغربية الغنائية بلباسها التقليدي الذي يمثل جميع المدن المغربية، كما قدمنا لوحات غنائية تليق بذكرى المولد النبوي الشريف من خلال ليلة موسيقية، اقتصرت على المديح والإنشاد بالشمائل المحمدية. فرقة نسوية ولفتت الفرقة النسوية «الحضارات» بفعالية «المغرب في أبوظبي» الانتباه بأزيائهن الشفشاونية التقليدية، وبالآلات الموسيقية المستعملة التي أضفت على الإنشاد فسحة روحية تشد إليها المستمعين، وقدمت الفرقة أكثر من 12 أغنية تتغنى بالعشق الإلهي ومحبة الرسول من ضمنها أغنية «أنا سيدي عند الطبيب» «الطلبة يا ساداتي»،«يا الله نقيموا زيارة مع رجال الله» وأدت الفرقة أغاني مقتبسة من التراث الفني، إلى جانب قصائد بالعامية المغربية. ويشير الخالدي إلى أن «الحضارات» قدمت فناً مختصاً بالنساء بالأفراح والمناسبات، وتتميز الحضرة بكونها فناً يقتصر على النساء فقط، لها طقوسها ورموزها وأمكنتها ومناسباتها الدينية والاحتفالية والاجتماعية، حيث تلتقي نساء المدينة في مثل هذه المناسبات داخل البيوت والزوايا لصلة الرحم وإقامة طقوس الأذكار والمديح والتقرب إلى الله بابتهالات ودعوات يغلب عليها الطابع الصوفي. فن الملحون وأشار الخالدي إلى فرقة «فن الملحون»، التي تتكون من زجل مغربي ملحن، وأغلبيته قصائد غزلية بقيادة المطربة عائشة الدكالي، والذي يعتبر من الفن الأصيل والمتجذر في الذاكرة المغربية، كما أن تكريس قيمة الملحون، التي تزداد وتترسخ مع مرور الزمن، هي التي جعلت باحثين وجامعيين يفردون أطروحات جامعية ومؤلفات لفن الملحون، حفاظاً عليه من جهة، ونشره على نطاق واسع من جهة أخرى. موشحات مغربية كما تواجدت فرقة فنية تسمى «ثلاثي ناصر الهواري»، وعزفت موشحات مغربية مستمدة من الأندلس بالإضافة إلى أداء الأغاني المغربية الأصيلة برفقة المطربة فاتن هلال بك، إلى جانب فرقة «كناوة» والتي تعود جذورها إلى غانا، وتمزج في أدائها بين اللونين الإفريقي والمغربي، وهي تنحدر من سلالة العبيد الذين استجلبوا في العصر الذهبي للإمبراطورية المغربية من أفريقيا السوداء الغربية، التي كانت تسمى آنذاك السودان الغربي أو إمبراطورية غانا. جوق أندلسي أتحفت فرقة جوق الطرب الأندلسي الجمهور بوصلات أندلسية، حيث يرتدي أعضاء الفرقة الجلباب والطربوش والبلغة، وكلمات أغاني هذه الفرقة مستمدة من قصائد شعرية صوفية شهيرة في أغلبها، قبل أن يطعمها روادها بألوان شعرية أخرى تستوحي مادتها من الحياة اليومية في المجتمع المغربي، وتمزج بين الموعظة والمزاح، وبين المدح والغزل الرقيق. الفرقة العيساوية قدمت الفرقة العيساوية في ختام البرنامج الموسيقي برئاسة المقدم ياسر الشرقي، عرضاً خاصاً من خلال المدح بصوت عالٍ واستخدام الموسيقا في مسارات التنوير الروحاني، حيث إن النسيج الموسيقي للفرقة العيساوية له وقع خاص على المستمعين، كما أن حفلات عيساوة تقام في المناسبات الدينية كالمواسم الدينية خاصة ذكرى المولد النبوي الشريف. فن الطبخ من جانبها، عبرت الشيف زكية أيت بولحسن عن سعادتها بوجودها بفعالية «المغرب في أبوظبي»، موضحة أن ذلك أتاح لها التعرف على جنسيات مختلفة، كما أن وجودها في أبوظبي أثرى تجربتها، لافتة إلى أنها كانت تقدم يوميا أطباقاً مختلفة من المملحات للزوار، بالإضافة للحلويات التقليدية مرفوقة بكؤوس الشاي المنعنع، بينما كانت تقدم يومياً عرضاً تفاعلياً في فن الطبخ، وتقديم طرق طهي الأطباق المشهورة في المغرب. الفن الحساني بأصواتهم المتميزة قدمت أعضاء فرقة «الفن الحساني» المنحدرة من مدينة العيون بالصحراء المغربية، المتكونة من 5 أفراد بقيادة بتول الميرواني والتي تتميز بنظم الشعر ولحنه، وبلباسهم الصحراوي والذي يطلق عليه أهل المنطقة «الضراعة» وهو زي فضفاض واسع غالبا ما يكون بالأبيض أو الأزرق الفاتح انسجاما مع طبيعة مناخ الصحراء الجاف والحار، يرددون أغانيهم المشهورة، ويعتبر هذا اللون من الفن لونا صحراويا بامتياز، بحيث يتحلق الزوار كبارا وصغارا لمتابعة الفرقة وهي تنتقل بسلاسة من لحن إلى آخر، وتتعالى صيحات مغنيها لتضفي على الأجواء بعدا روحيا فريدا، فيما ينغمس أعضاؤها في أداء رقصات تعتمد أغلبها على حركات الأيادي، وتتغنى بالخيام والترحال. ويعتبر الفن الحساني أحد أبرز التعابير الفنية التي يشتهر بها أهل الصحراء بالمغرب، وهو يعتمد على إتقان الشعر وموازينه سواء باللغة العربية الفصحى أو باللغة الحسانية، أو باللهجة البدوية المشتقة من العربية التي كانت تتحدث بها قبائل بني حسان بالصحراء المغربية، وحين يرتفع حماس الإيقاع داخل «الكارة» تدخلها إحدى الفتيات وهي تغطي وجهها على استحياء، لتبدأ في الرقص بحركات بطيئة، فيما يتعالى دق الطبول وتصفيق المتحلقين حولها، ومن أهم الأغاني التي تؤديها «الصحراوي تحت الخيمة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©