عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
بصرف النظر عن ارتفاع الطلب على النفط بنسبة سنوية قدرها 5.5% إلى 11.77 مليون برميل يومياً في 2017، إلا أنه من المتوقع تراجع استهلاك البنزين والديزل تدريجياً على مدار 5 إلى 7 سنوات، في الوقت الذي تركز فيه الصين أكثر، على كفاءة وجودة الطاقة.
ورغم أن ذروة استهلاك النفط لم تأتِ بعد، وأن الديزل والبنزين ما زالا يهيمنان على قطاع المواصلات، فإن وتيرة نمو الاستهلاك تبدو بطيئة خلال السنوات القليلة الماضية، وفقاً لصحيفة «تشاينا ديلي» الصادرة في هونج كونج. وتتوقع «لي لي»، مديرة قسم بحوث الطاقة في مؤسسة آيسيس للطاقة، بطء طلب البنزين والديزل خلال الفترة المقبلة، نتيجة للنمو في وقود الطاقة البديلة والمتجددة والتوسع في مشاركة المواصلات والزيادة في إنتاج البنزين المنتج من الإيثانول، إضافة إلى زيادة شبكات القطارات السريعة.
كما تحولت الصين، من منظور الكم إلى الكيف وتحسين كفاءة الطاقة والتشديد على الرقابة البيئية، ما يعني تقليص استهلاك النفط. ومن المرجح، ارتفاع طلب الصين من النفط بنحو 500 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري، ما يساوي نمواً سنوياً بنحو 4.2%، بحسب «ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس تشاينا».
ويتفق ذلك أيضاً، مع توقعات معاهد البحوث التابعة لكل من «سينوبك» و«تشاينا ناشونال بتروليوم»، ببطء طلب النفط من واقع أكثر من 5% في 2017، لنحو ما يزيد على 4% خلال العام الجاري، اعتماداً على فرضية نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني، بنسبة سنوية تصل إلى 6.7% في 2018.
ويعزو بعض خبراء القطاع، بطء النمو، لانتشار السيارات التي تعمل بالوقود البديل، ما أدى لانخفاض الطلب في قطاع المواصلات التقليدية. كما أسهمت محاربة الحكومة الصينية للتلوث وتشديدها لمعايير كفاءة استهلاك الوقود، في الحد من استهلاك وقود المواصلات، بينما عزز ارتفاع أسعار النفط اقتصاد السيارات العاملة بالغاز الطبيعي.
وتقول «وانج لو»، محللة الغاز لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في بلومبيرج: «من المتوقع تراجع طلب النفط وضعف استهلاك البنزين في الفترة بين 2018 إلى 2020، نظراً لانتعاش مبيعات السيارات الكهربائية».
وترجح وانج، أن طلب البنزين الذي انخفض بالفعل بنحو 0.02% منذ سنة في يونيو، متأثراً بقوة مبيعات السيارات العاملة بالوقود البديل، سيرتفع 2% خلال هذا العام. ويتوقع أيضاً، أن يظل طلب الديزل الذي تراجع بنحو 4.5% في يونيو و2.7% خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، مقارنة مع السنة الماضية، نتيجة لبطء نمو الناتج الصناعي، ضعيفاً نتيجة تحول الاقتصاد الصيني نحو الاستهلاك والخدمات، بعيداً عن الصناعات الثقيلة. وفي غضون ذلك، سجل إنتاج الشاحنات الثقيلة العاملة بالغاز الطبيعي المُسال، أرقاماً قياسية في 2017 وصلت إلى 96 ألفاً، بالمقارنة مع 19.6 ألف فقط في 2016. ويقدر المراقبون في الداخل، استمرار ارتفاع الطلب على الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي خلال العام الحالي، خاصة في مجال الخدمات اللوجستية والبريدية والمواصلات العامة. كما لجأت العديد من موانئ البلاد مثل، «هيبي» و«شاندونج» و«تيانجن»، للقطارات لنقل الفحم، بدلاً من الشاحنات التي تعمل بالديزل، وفقاً لبعض سلطات البيئة المحلية. ويشكل الديزل، المكوِّن الأكبر في منتجات النفط في الصين، لذا فإن أي بطء في استخدامه، سيقود للحد من طلب هذه المنتجات. وعملت الصين، على رفع أسعار الديزل والبنزين بداية أغسطس الماضي، حيث ارتفع سعر التجزئة بنحو 70 يواناً (10.2 دولار) لكل طن متري، بحسب اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح. وتمت مطالبة بعض شركات النفط الكبيرة، بما فيها «سي إن بي سي» و«تشاينا بتروليوم»، بتوفير الإمدادات واستقرار الأسعار.
ووعدت اللجنة، بفرض رقابة لصيقة على الآثار التي تنجم عن آلية الأسعار الجديدة وإجراء التغييرات اللازمة للتعامل مع التقلبات العالمية.
