الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نوال المتوكل: لا يمكن أن تنام.. وتربح ميدالية أولمبية !!

نوال المتوكل: لا يمكن أن تنام.. وتربح ميدالية أولمبية !!
20 ديسمبر 2016 21:19
الدار البيضاء (الاتحاد) أبدت البطلة الأولمبية السابقة نول المتوكل أول مغربية وعربية وأفريقية ومسلمة تحصل على الذهب الأولمبي أسفها لما آلت إليه الرياضة المغربية، التي ترى أنها مليئة بالمواهب والطاقات، لكنها لا تحقق النتائج المنتظرة في وقت أصبحت فيه الإمكانات المالية مهمة جداً. وقالت: «أتأسف كثيراً للوضع الذي صارت عليه الرياضة المغربية، فقد اجتهدنا كثيراً لعقد الندوة الوطنية الثانية للرياضة سنة 2008، وقد انخرط فيها المغاربة بقلوبهم، وآمنوا بها، وكان رهاننا كبيراً أن تكون انطلاقة لطي صفحة وبداية عهد جديد للرياضة المغربية، وعقدنا ندوة من أجل وضع اليد على مكمن الداء، خصوصاً أنني تابعت من قرب تجارب مجموعة من البلدان، كما حاولت توظيف شبكة العلاقات المتواضعة التي كونتها، وقد مد الكل يده لي، من لجنة أولمبية دولية و«الفيفا» و28 اتحاداً دولياً، أعددنا أيضاً مشاريع لمحاربة الشغب والمنشطات، وقوانين للتربية البدنية. وتابعت: «قوة الشعوب اليوم أصبحت في قوة أبطالها، فهناك دول تقوم بتجنيس الرياضيين لتحقق نتائج جيدة، أما نحن فعندنا طاقات ومواهب، لكننا لا نستغلها على النحو الأمثل، فالبطل لا يتم تحضيره بين عشية وضحاها، فالمغاربة عندما تابعوني رفقة عويطة لدى التتويج بالذهب الأولمبي، فإنهم تابعوا الإنجاز الذي تحقق فقط، ولم يتابعوا حجم المعاناة والتدريبات الشاقة، وهناك أمور كثيرة في إدارة البطل وأيضاً الجهاز المصاحب له، فالإداري المرافق يجب أن تتوافر فيهما شروط خاصة جداً، من إلمام بلغة البلد الذي سيسافر له، وأن تكون لديه إجابات عن كل الأسئلة التي يمكن أن تطرح عليه، أيضاً المدرب إذا كان يشتد به الخوف أثناء المنافسات فإنه سيزرع الرعب في البطل المشارك. وحول غياب الأبطال السابقين عن دائرة القرار، قالت: «لا يمكن أن أفكر بدل المسؤول الذي يوجد في دائرة صنع القرار». وعما يتردد أن المتوكل كانت محظوظة، قالت: «لا أعتقد أن ما حققته قد ساهم فيه الحظ، بقدر ما هو نتاج عمل، فعندما فزت باللقب الأولمبي بلوس أنجلوس كان هناك من يقول إن نوال فازت؛ لأن بطلات روسيا وألمانيا الشرقية لم يشاركن في الأولمبياد، مع أنني سيطرت على السباق، وخضت تدريبات قاسية، ثم قالوا فيما بعد إنني بسباق واحد أصبحت وزيرة»، ولم ينتبهوا إلى أنني أصبحت عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى، وعضواً في اللجنة الأولمبية الدولية، ونائباً أول للرئيس، ورئيسة للجنة تقييم المدن المرشحة لتنظيم أولمبياد لندن 2012، وبعدها رئيسة للجنة تنظيم أولمبياد ريو 2016، فهل كل هذه الأمور مصادفة أو مجرد حظ؟. وأضافت: «الحظ ليس له دور إلا بنسبة ضئيلة جداً، فمن لا يجتهد لا يمكن أن يصبح بطلاً أولمبياً، (لا يمكن أن تنام وتنتظر الحظ وتربح ميدالية أولمبية)، ولا يمكن ألا تجتهد وتصبح وزيراً مرتين، فأنا لا تكفيني 24 ساعة في اليوم، وفي الكثير من المرات أتمنى لو أن في اليوم 26 ساعة؛ لأن هناك الكثير مما يمكن القيام به، وفي الحياة علينا أن نحدد هدفنا بدقة، كما أن الرياضة تعلمنا الصداقة والاحترام والتميز. وتابعت: عندما تأسست لجنة المرأة والرياضة على مستوى اللجنة الأولمبية الدولية في بداية التسعينيات، كنت من الأوائل اللواتي انخرطن فيها ولم يكن مقبولاً أن تظل المرأة في سلة المهملات، أو أن يكون لها التكوين نفسه والشواهد نفسها مع الرجل وتحصل على راتب أقل منه. وأكدت نوال المتوكل قائلة: عندما مارست الرياضة، ثم تحولت بعد ذلك إلى مسيرة في المجال الرياضي، فهدفي لم يكن هو الانتقام أو البحث عن المشاكل و«الصداع»، ففي سن 25 أصبحت بطلة أولمبية، وفي 35 أصبحت وزيرة وفي الخمسين أصبحت نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية، ودائماً أتطلع للأمام، ولا أعود إلى الماضي، إلا إذا كان سيشكل لي قوة دفع. وحول مسيرتها الرياضية، قالت: «كنت مولعة بالرياضة منذ صغري، فقد بدأت بكرة القدم قبل أن أنتقل لألعاب القوى، كنت أعدو مع الذكور، لحسن حظي أنني كنت أنتمي لأسرة رياضية، فالوالد كان ممارساً للجودو، ووالدتي ممارسة للكرة الطائرة، وكلاهما كان موظفاً في البنك، وفي الوقت الذي كان كثيرون يرون أن ممارسة المرأة للرياضة «عيب وحشومة»، كان الوالد يشجعني، بل وكان يحمل لي حقيبتي ويجوب بي الكثير من المدن المغربية لأشارك في السباقات، بينما كانت الوالدة تتولى تحضير الأكل لي، كما أن أشقائي كلهم مارسوا ألعاب القوى، وتحديداً سباقات السرعة. وأضافت: نشأت في حي بوركون وكان يقطن بجوارنا رياضيون بارزون مثل كريمو ورشيد الداودي والراحل التيسير وبن براهيم، وفي بداية مسيرتي كنت أعدو في سباق 100 و200 متر وأيضاً 400 متر مستوية، لكن مدربي الفرنسي اقترح علي أن أحول الاتجاه نحو 400 متر حواجز، لم أتقبل الأمر في البداية، وغضبت وأبديت تذمري، إلا أن مدربي شرح لي أن سباق 400 متر حواجز يقتصر في الفترة الحالية على الرجال فقط، وأنه قريباً سيصبح سباقاً أولمبياً، وعليّ أن أغتنم الفرصة لأكون من بين الأوائل اللواتي سيتخصصن في هذا السباق، ويكون بمقدوري أن أحقق نتائج باهرة، بدأت تدريباتي في هذا التخصص، وأصبحت حواجز السباق هاجساً بالنسبة لي، حتى أنني كنت أحلم أثناء نومي بأنني قفزت وسقطت في بئر، لذلك كنت أتدرب لأقوم بالقفز على الحواجز بدقة. وتطرقت للسفر إلى أميركا، في سن صغيرة، وقالت: «عندما شاركت في ألعاب البحر المتوسط سنة 1983، وفزت بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز، كان هناك يمني ضمن اللجنة المنظمة، حيث كان يتولى الترجمة، ويعمل في المغرب، وساعدني في الحصول على منحة للدراسة والتدريب في جامعات أميركية، ولم يكن سهلاً مغادرة عائلتي وأنا في سن صغيرة، ولقد وصلت إلى أميركا ذات يوم سبت، بينما توفي والدي في يوم السبت التالي، وحطمت الرقم القياسي للجامعة ثم الرقم العالمي، وبعدها واصلت العمل، إلى أن جاء التتويج الأولمبي وكأن لسان حالي يقول: لماذا لم يكتب لوالدي أن يكون على قيد الحياة ليرى ما تحققه ابنته؟».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©