واشنطن - رويترز: اشتكت ايلين اولسون، وهي أم وجدة مستقلة سياسيا، من ان ابنها مارك عاد شخصا مختلفا الى ولاية ويسكونسن الامريكية في شهر نوفمبر عام 2004 وعمره 21 عاما بعد ان قضى 15 شهرا في العراق· وقالت ''كان اكبر سنا بصورة ما وكان خاويا وقد رأيت هذا الخواء من قبل في رجال مثل أخي الذي شارك في حرب فيتنام· كأنهم يرون اشياء يجدر الا يضطر لرؤيتها من هم في حداثة سنهم وتجعلهم خاوين''· وأضافت ان الحرب في العراق استمرت فترة أطول من اللازم منذ اندلعت قبل 3 سنوات وأثرت أكبر مما يلزم على الشبان الامريكيين·
ولذلك وقعت اولسن مع أهالي بلدة سبرينجديل البالغ عدد سكانها 1530 نسمة على التماس قدموه الى مجلس البلدية لإجراء استفتاء محلي على سحب القوات الاميركية من العراق اثناء انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيَيْن ''الكونجرس ''في نوفمبر المقبل· وقالت ''حان الوقت منذ فترة طويلة لاجراء نقاش عن طول فترة بقائنا في العراق''· وتضطلع لجنة منتخبة بتحديد القضايا التي يمكن طرحها للاستفتاء هناك· وقد أجريت استفتاءات مماثلة عبر ويسكونسن في 32 بلدة وقرية ومدينة منها ماديسون عاصمة الولاية خلال ابريل الماضي وجاءت نتائج 24 منها بالموافقة على سحب القوات·
ويسمح قانون الولاية للناخبين بطرح قضايا في استفتاءات محلية في القرى والمدن·
وأوضح موقعو الالتماس أنهم يريدون لفت انظار ممثلي الولاية في الكونجرس الى معارضتهم للحرب مستشهدين بتزايد القتلى والتكلفة المالية· وقال ستيف بيرنز النشط في ''شبكة ويسكونسن للسلام والعدالة'' المنسقة للاستفتاءات ''لم نبدأ هذه العملية معتقدين بسذاجة ان الولايات المتحدة ستغادر العراق نتيجة لبضعة استفتاءات· انها رسالة للسياسيين المحليين لكننا نعتقد ان النتائج تشير الى حالة قومية اوسع نطاقا من عدم الرضا بخصوص العراق''· وقالت جين ويتنماير إنها تعتقد ان اموالا اكثر مما ينبغي انفقت على الحرب في العراق بدلا من تخصيصها للرعاية الصحية في الولايات المتحدة·
وذكر رئيس اللجنة ايد ايلورانتا انه لا يحبذ اجراء الاستفتاء لكنه موضوع يتعلق بحرية وقال ''لدينا كثير من القضايا المحلية المثيرة للخلاف في بلدتنا مثل استخدام الاراضي''·
وكثيرا ما يدور النقاش بشأن حرب العراق في الولايات المتحدة في اطار المواجهة السياسية بين الحزبين الجمهوري الحاكم والديمقراطي المعارض، لكن ناخبين من مختلف الانتماءات السياسية وقعوا الطلب لانهم يرحبون بمناقشة القضية· ويؤيد الناخبون في معظم بلدات وقرى الولاية الحزب الجمهوري بينما تؤيد المدن الحزب الديمقراطي· وخسر الرئيس الاميركي الجمهوري جورج بوش اصوات الولاية في انتخابات الرئاسة عامي 2000 و2004 لكن بفارق ضئيل لم يتجاوز 0,2 % و0,4% تباعا كما خسرها والده الرئيس الاسبق جورج بوش الأب في انتخابات عام 1992 والمرشح الجمهوري بوب دول في انتخابات عام ،1996 لكن الرئيس الجمهوري الاسبق رونالد ريجان فاز بأصواتها بفارق كبير عامي 1980 و·1984
عدد اليوم
