الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ميزان القوى يتحول من أوروبا إلى آسيا

ميزان القوى يتحول من أوروبا إلى آسيا
6 أكتوبر 2010 21:57
لقد هزت الأزمة المالية التي شهدها العالم في عامي 2008 و2009 ما هو أكثر من البنوك، فعندما التقى زعماء دول الاتحاد الأوروبي وآسيا هذا الأسبوع في بروكسل، كان من الواضح أن قوة العالم آخذة في التحول إلى آسيا. فلقد تعافت اقتصادات آسيا من الأزمة بسرعة مثيرة للإعجاب، بينما لا تزال دول الاتحاد الأوروبي تعاني ارتفاع معدلات البطالة وزيادة العجز وتحقيق أدني معدلات النمو. ولم يغب هذا التفاوت عن قادة الدول الـ46 التي شاركت في قمة أوروبا-آسيا “أسيم”. وقال رئيس وزراء كمبوديا هون سين إن السنوات المقبلة ستشهد “تراجع دور الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اللذين كانا يمثلان المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي، والدول الآسيوية ستضطر إلى التحول للاعتماد على الطلب الداخلي والإقليمي”. وكانت القمة الأوروبية الآسيوية قد أُسست عام 1996 كمنتدى لإجراء محادثات غير رسمية بين قادة الاتحاد الأوروبي وآسيا. وهيمن انهيار ما يسمى باقتصادات “النمور الآسيوية” على السنوات الأولى للمنتدى، بالإضافة إلى عروض أوروبية رفيعة المستوى بتقديم الدعم والنصائح الاقتصادية السليمة. أما هذا العام، فكان الوضع على العكس من ذلك، فقد قام رئيس الوزراء الصيني وين جياباو بزيارة اليونان، التي عصفت بها الأزمة المالية، وتعهد بأن تقدم بلاده المساعدة. وأكد أن بكين ستشتري سندات أثينا بمجرد عودتها إلى السوق. وقال جياباو، مبتسماً في خطابه الافتتاحي بالقمة، :”ندرك بوعي أنه لم يتم بعد التخلص من التأثيرات الضمنية للأزمة، وهناك دول تعصف بها مشكلات مثل ارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ النمو وارتفاع الديون السيادية”. ولم يذكر اسم الدول التي كان يتحدث عنها، إلا أن كلماته تنطبق على دول بالاتحاد الأوروبي، مثل اليونان وإسبانيا وأيرلندا، وكلها تعاني ارتفاع معدلات البطالة وتكاليف الاقتراض. وأكد العديد من كبار القادة من كل من أوروبا وآسيا أن الشرق وليس الغرب، هو الذي انتشل العالم من الركود بشكل سريع للغاية. واعترف رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر بعد محادثات مع نظيره الصيني :”لقد كان أداء النمو الصيني مؤخراً عاملاً مهماً في التغلب على الأزمة المالية والاقتصادية العالمية”. واتفق معه رئيس كوريا الجنوبية لي ميونج باك قائلاً إن “آسيا تعمل كمحرك لنمو الاقتصاد العالمي”. ولم يكن من قبيل المصادفة، أن تكون أصعب قضية في القمة اقتصادية، حيث انتقد زعماء منطقة اليورو على هامش الاجتماعات الصين بسبب سياسة سعر صرف عملتها. وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه إنه منذ أن تعهدت بكين بتخفيف قبضتها على عملتها “اليوان” في يونيو الماضي “لم تكن التطورات من حيث سعر الصرف الفعلي، كما كنا نأمل تماماً”. وتجاهل وين جياباو هذا التصريح، وأصر على أن أهم شيء هو الحفاظ على أن تكون العملات الرئيسية في العالم “مستقرة”. وهي رسالة لا تهدئ المخاوف الأوروبية. وبالفعل، جاءت لهجة قادة منطقة اليورو قريبة من التوسل، حيث حاولوا إقناع الصين بتغيير سياسة عملتها من أجل إخراج أوروبا من الركود. وقال أولي رين مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الاقتصاد إن “وجود اقتصاد أوروبي قوي يصب في مصلحة الصين بما أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر سوق تصدير لديها: إذا استمر اليورو في تحمل عبء غير متناسب.. فإن هذا قد يؤدي إلى ضعف التعافي الأوروبي”. ومع انتهاء القمة، سلم رئيسها رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي المسؤولية عن مؤتمر القمة المقبل لـ”أسيم” إلى رئيس وزراء لاوس بواسون بوفافانه. وتعد علمية تسليم المسؤولية عملية تقليدية، حيث يتم تولي قيادة “أسيم” بالتناوب بين أوروبا وآسيا، إلا أن العملية هذه المرة تأتي مع وصول قوة آسيا وثقتها إلى آفاق جديدة، بينما تكافح أوروبا في مستنقع الركود الاقتصادي، وهو ما يدعو إلى التماس العذر للمراقبين الذين يتساءلون عما إذا كانت عملية تسليم المسؤولية هذه، بمثابة إشارة على تحول للقوة قد حدث بالفعل.
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©