الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رقية بنت رسول الله.. صاحبة الهجرتين

6 يوليو 2015 23:25
محمد أحمد (القاهرة) السيدة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم، الابنة الثانية بعد زينب، ولدت في مكة العام 20 قبل الهجرة، وقبل البعثة بـسبعة أعوام، تكني «أم عبدالله»، وهو ابنها من عثمان بن عفان. تزوجت رقية عتيبة بن أبي لهب قبل النبوة، فقد كان أبو لهب يريد أن يزوج ابنيه، عتبة ومعتب لابنتي ابن أخيه ليدعم صلة القرابة بالمصاهرة، لما كان يرى في محمد وخديجة من صفات حسنة. ثم كانت دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام وأسلمت رقية، حين أسلمت خديجة وبايعت النبي هي وأخواتها حين بايعه النساء، وانزل الله تعالى قوله: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)، «سورة الشعراء: الآيات 214 - 216». دعا رسول الله أقاربه وبينهم أبو لهب، وقال لهم: «يا قومي.. إن الرائد لا يكذب أهله.. والله الذي لا إله إلا هو، إن الله قد بعثني إليكم خاصة، وإلى الناس عامة، والله لتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن عما تعملون وأنها للجنة أبداً أو للنار أبداً، فمن يؤازرني على هذا الأمر؟ وحينئذ انسحب أبو لهب وكان هذا بداية عدائه للنبي. بقي زوج رقية عتبة على الكفر، واشتد عداء أبي لهب وزوجته للنبي، فكانت أم جميل تلقي القاذورات في طريقه وتؤذيه بكلمات، فأنزل الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)، «سورة المسد: الآيات 1 - 5»، فكان هذا ذماً في أبي لهب وزوجته، وعلمت أم جميل بأن الله انذرها بالنار، وهي المقصودة بحمالة الحطب، فغضبت غضباً شديداً، فأجبر أبو لهب ابنيه عتبة ومعتب على طلاق رقية وأم كلثوم وقال «رأسي من رأسك حرام إن لم تطلقا ابنتيه»، ففارق عتبة رقية ولم يكن قد دخل بها. لم يكن عتبة وأخوه معتب يعيشان حياتهما مثل أبيهما ومعظم شباب ورجال مكة الذين يعيشون حياة اللهو واللعب، ولكنهما فارقا ابنتي النبي تلبية لرغبة والديهما، وحتى بعد أن افترقا عنهما لم يكن لهما دور في إيذاء الرسول. بعد طلاقها تزوجت السيدة رقية من عثمان بن عفان، فقد كرمه الله بها فأصبح يعرف بذي النورين بعد زواجه بابنتي النبي، فقد تزوج رقية بعد وفاة أم كلثوم أختها. هاجرت رقية مع زوجها عثمان رضي الله عنهما بأمر النبي إلى أرض الحبشة، ويقول ابن سعد: «هاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين جميعاً، قال الرسول: «إنهما لأول من هاجر إلى الله بعد نبي الله لوط»، وبقيا بالحبشة سنوات عدة، وانجبت عبد الله، وعندما بلغ 6 سنوات مات وحزنت عليه بشدة. هاجرت رقية مع زوجها عثمان الهجرة الثانية من مكة إلى المدينة، وهنا لقبت بصاحبة الهجرتين، ففي السنة العاشرة للبعثة عاد عثمان مع بعض المهاجرين فبقيا في مكة فترة قصيرة توفيت فيها والدتها أم المؤمنين خديجة فحزنت عليها كثيراً، إلى أن أمر الرسول بالهجرة إلى المدينة. مرضت رقية مرض الموت، فاستأذن زوجها من الرسول وكان يجهز لبدر، فأذن له بالبقاء معها ليمرضها، وروى البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: إنما تغيب عثمان عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله وكانت مريضة فقال له النبي: «إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه»، واشتد المرض على رقية وتوفيت في رمضان بعد 17 شهراً من الهجرة، والمسلمون يومها ببدر. ولما توفيت رقية عن عمر 22 عاماً ودفنت بالبقيع، لم يشهد النبي دفنها، وبكت النساء عليها فجاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يعنفهن، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده وقال: «دعهن يا عمر يبكين، ثم قال: ابكين وإياكن ونعيق الشيطان، فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©