الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ولادة جمهورية جنوب السودان وسلفا كير يدعو للصفح

ولادة جمهورية جنوب السودان وسلفا كير يدعو للصفح
10 يوليو 2011 00:23
(جوبا، الخرطوم) - أنزل علم جمهورية السودان من سماء الجنوب أمس “إلى الأبد”، ورفع علم دولة جنوب السودان معلناً مولد دولة جديدة في أفريقيا والعالم، ملخصة تاريخاً طويلاً من الحرب الأهلية بين الشطرين الشقيقين والدماء والتضحيات، لينتصر خيار الانفصال على الوحدة، التي أكد الرئيس عمر حسن البشير أنها لا تأتي بالحروب مقراً بضرورة “احترام إرادة الشعوب” مهنئاً الجنوبيين بالاستقلال. وأعلن رئيس البرلمان السوداني الجنوبي جيمس واني إيجا رسمياً أمس، استقلال جنوب السودان، لترى بذلك، النور أحدث دولة في العالم إثر تقسيم أكبر البلدان الأفريقية مساحة، فيما وقع الزعيم سلفا كير ميارديت على الدستور الانتقالي ليؤدي بعدها اليمين القانونية رئيساً للدولة الفتية. وتابع الحدث التاريخي ملايين البشر من الحاضرين للاحتفال في ساحة “الحرية” قرب ضريح الراحل جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية الموقعة علي اتفاق السلام، وعبرما يفوق 400 وسيلة إعلامية حرصت على تغطية الحدث. ويشارك في المناسبة 35 رئيساً ومسؤولاً غربياً وأفريقياً وعربياً. ودعا رئيس جنوب السودان شعبه إلى الصفح عن أعوام الحرب الأهلية مع الشمال، وتأمين “أسس صلبة” لدولتهم الجديدة، وذلك في أول خطاب يلقيه في جوبا بعد إعلان الاستقلال. وانتهز الزعيم الجنوبي الذي يتسم بالهدوء، مناسبة إعلان الاستقلال ليعلن العفو عن جماعات مسلحة تقاتل حكومته، وتعهد بإحلال السلام في المناطق الحدودية المضطربة والمتنازع عليها بين دولته وشقيقتها في الشمال. وقال كير “أود أن أنتهز هذه الفرصة لإعلان العفو عن كل هؤلاء الذين حملوا السلاح ضد السودان”. واستطرد “أود أن أؤكد لمواطني أبيي ودارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان (مناطق التماس المتنازع عليها)، أننا لم ننسهم. عندما تبكون نبكي. عندما تنزفون ننزف. أتعهد لكم اليوم بأن نتوصل إلى سلام عادل للجميع”، مضيفاً أنه سيعمل مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير لتحقيق ذلك. وقال أمام حشد الحاضرين إنه سيكافح “سرطان الفساد” في الجنوب. وأضاف “هذه الأمة الجديدة مازالت تسعى للعيش في سلام مع جاراتها في الشمال والجنوب والشرق والغرب”. أضاف بقوله إن الجنوبيين بعد أن عاشوا الحرب لفترة طويلة، لن يسمحوا لأنفسهم بأن يوصفوا بأنهم “معتدون ومثيرو اضطرابات”. وقال البشير في خطابه بجوبا بمناسبة إعلان قيام دولة جنوب السودان رسمياً، إن السودان قد أدى ما عليه من التزام بتنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل وإجراء استفتاء الجنوب وهو أمر “غير راسخ في السياسة الدولية”. واستعرض الصعوبات التي واجهت مسيرة السلام التحديات الصعبة التي اعترضتها، وقد تم تجاوزها بالعزيمة والصبر مجدداً التزامه بتقديم الدعم والعون للجنوب لبناء دولته، وقال “سنكون عوناً وسنداً لتتقدم بلادنا ويتذوق شعبينا حلاوة الاستقرار”. وأكد البشير أن أهمية الحفاظ علي علاقات حسن الجوار بين الدولتين، علينا مسؤولية مشتركة توجب المضي في بناء الثقة لتكملة القضايا العالقة، مبيناً أن التحدي الآن والذي يجب رفعه كشعار هو “الحفاظ علي الأمن” خاصة على الشريط الحدودي لاحتضانه نسبة عالية من سكان البلدين وموارد بيئية. ودعا الرئيس السوداني الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات الأحادية التي تفرضها علي بلاده لتتمكن من تحقيق التنمية مشيراً إلى أنها اوفت بكامل التزاماتها بشأن اتفاقية السلام الشامل. وأكد البشير أن نجاح الدولة الوليدة هو نجاح لبلاده، وقال في كلمته في الحفل “نتطلع أن تنجح دولة الجنوب في قيام مجتمع تسوده روح الديمقراطية والشفافية والمساواة ولأن نجاح دولة الجنوب نجاح لنا، ونؤكد استعدادنا لأن نقدم دعماً تاماً لمؤسسات الجنوب بما تطلبه”. وأضاف البشير “نتطلع لاستدامة السلام بين الشمال والجنوب وهذا يتم عبر علاقة جوار إيجابية ومراعاة المصالح المشتركة والتأكيد على مسؤوليتنا المشتركة في تعزيز الثقة لإكمال الاتفاق حول المسائل العالقة”. وأزجي البشير آيات الشكر لكل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية التي شاركت في تحقيق السلام في السودان خاصة تلك التي كان لها دور فاعل في اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا كما قدم الشكر للقوات الدولية لحفظ السلام”يوناميس”. وكان رئيس اليرلمان الجنوبي قال في مستهل احتفالات إعلان الاستقلال، “نحن ممثلو الشعب المنتخبون ديمقراطياً وبناء على إرادة شعب جنوب السودان، واستناداً إلى نتيجة استفتاء تقرير المصير، نعلن جنوب السودان أمة مستقلة ذات سيادة”. وقرأ إعلان الاستقلال أمام العشرات من رؤساء الدول والشخصيات الدولية البارزة، ووسط ابتهاج آلاف الجنوبيين الذين حضروا المراسم. ومن ثم رفع العلم الوطني لجنوب السودان وسط تصفيق حاد ودموع وأناشيد. وهتفت الحشود “لن نستسلم أبداً! أبداً!”، وسط انطلاق صفارات ودموع الكثيرين. وقال أحد الرجال وقد أغرورقت عينيه بالدموع “أنا أبكي لأن هذا العلم بات بين أعلام العالم”. وأضاف “لقد حرمنا من حقوقنا، واليوم لن يحدث ذلك بعد الآن”. وجاء إعلان الاستقلال مؤكداً على الطبيعة الديمقراطية والتعددية العرقية والدينية للدولة الجديدة، فضلاً عن التزامها بعلاقات ودية مع كافة البلدان “بما فيها جمهورية السودان”. وشارك عشرات القادة والمسؤولين الأجانب بينهم 30 رئيساً أفريقياً والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في احتفال إعلان الاستقلال. وكانت جوبا عاصمة الدولة الجديدة، تعيش مظاهر الفرح والابتهاج منذ مساء أمس الأول، حيث سار جنود ومدنيون بينهم مجموعات من النساء وسط المدينة تحت وهج شمس حارقة وقد ارتدى بعضهم ملابس تقليدية، فيما عبر البعض الاخر عن فرحته بالرقص على وقع الطبول. وأضاءت ألعاب نارية سماء المكان، فيما جاب السائقون شوارع جوبا رافعين أعلام جنوب السودان ومطلقين العنان لأبواق سياراتهم. ويأتي إعلان استقلال جنوب السودان، بعد أكثر من 50 عاماً من الحرب الأهلية، تخللتها فترة هدوء لبضعة أعوام (1972 إلى 1983)، بين المتمردين الجنوبيين وحكومات الخرطوم المتعاقبة والتي جعلت الجنوب في حالة دمار وقتلت وشردت الملايين، وأدت إلى فقدان الثقة بين الجانبين. وقد مهد اتفاق السلام الموقع في 2005 بضغط من الولايات المتحدة وبريطانيا خصوصاً، الطريق لإجراء الاستفتاء على استقلال جنوب السودان الذي نظم في يناير الماضي. وقد اختار 99% من الجنوبيين الانفصال عن الشمال في ذلك التصويت الذي جرى دون تسجيل حوادث كبيرة. وتبنى مجلس الأمن الدولي أمس الأول، بالإجماع قراراً يقضي بإرسال قوة حفظ سلام إلى جنوب السودان تضم 7 آلاف جندي و900 مدني وخبير للإسهام في إعمار البلاد وإرساء الأمن. الجنوبيون يشكرون البشير على «الهدية» جوبا (الاتحاد) - استقبل الجنوبيون بمختلف أعراقهم ولهجاتهم وانتماءاتهم السياسية ميلاد دولتهم الجديدة بالفرح والأهازيج وأضاؤوا سماء عاصمتهم جوبا بالألعاب النارية، ووزعت الحلوى والأكلات الشعبية “المنكيلوه” ممزوجاً بالسكر تعبيراً عن الفرح بالمناسبة التاريخية. وفي استطلاع أجرته “الاتحاد” وسط الحضور الشعبي في ساحة “الحرية” بجوبا، أكدت فعاليات سياسية وشعبية جنوبية فرحتهم بالانفصال واعتبروه إنجازاً تاريخياً تحقق لبلادهم عقب نضال دام سنوات طويلة، وحرص كثير منهم على تقديم الشكر للرئيس السوداني عمر البشير الذي وصفوه بالشجاع. وقال جنوبي يدعى ايمانويل مجوك إن البشير سيظل شخصية محبوبة لدي الجنوبيين لأنه منحهم فرصة تقرير مصيرهم وقبل نتيجة الاستفتاء برحابة صدر، مبيناً أنه سيحاول لقاء البشير خلال المناسبة ليعبر له عن إعجابه وامتنانه له. من جهته، وصف السياسي المخضرم بونا ملوال الوزير ومستشار الرئيس السوداني السابق، إعلان الاستقلال بـ”لحظة تاريخية” في حياة شعب الجنوب قائلاً إن الصورة تكتمل ببعض التفاصيل المهمة لما بعد استقلال الجنوب مشيراً إلى السلام والوئام والتعايش السلمي بين الجنوبيين. وزير إعلام الجنوب: الحوار مستمر مع الشمال جوبا، موسكو ( دب ا) - أعلن برنابا ماريال بنجامين، وزير إعلام جمهورية جنوب السودان الوليدة، استمرار الحوار مع الشمال حول القضايا العالقة بين الطرفين. وقال بنجامين في مقابلة خاصة مع قناة “روسيا أمس، إن الأمور العالقة بين شمال وجنوب السودان سيتم حلها عبر الحوار، موضحاً أن حدود بلاده معروفة وهي قائمة على أساس عام 1956. ولفت إلى أن 22 دولة قررت فتح سفارات لها في عاصمة الجنوب جوبا منها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ومصر وغيرها. وشدد الوزير على ضرورة تواجد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في بلاده لأنه أمر يدعم السلام والاستقرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©