قرر إنجي بوستيكوجلو المدير الفني للمنتخب الأسترالي، إقامة تدريبات الفريق صباح أمس تحت أشعة الشمس الحارقة بمدينة بريزبين التي وصلت فيها درجة الحرارة إلى نحو 34 درجة مئوية ونسبة الرطوبة 55%، وذلك عقابا على السقوط أمام كوريا الجنوبية أمس الأول بهدف دون رد، وهو الأمر الذي جعل «الكنجارو» ينهي الدور الأول بالمركز الثاني، مما يعني أن الأمر تغير مساره بالمنافسات حيث يتأهب حالياً للقاء الصين بالدور ربع النهائي.
بريزبين (الاتحاد)
وأكد إنجي بوستيكوجلو، في حديث مع «الاتحاد» عقب التدريبات، أن فريقه بحاجة لتصحيح الخطأ الذي ارتكبه بنفسه، وقال: لا يجب أن نلوم أحداً سوى أنفسنا، حاولنا أن نلعب بأفضل طريقة ممكنة ونبحث عن نتيجة إيجابية، لكننا تلقينا هدفا ولم نعرف الوسيلة للرد عليه، وهذا الأمر كلفنا الخسارة.
ورغم إشارته إلى أن التدريبات الصباحية كان مخططا لها من قبل، لكن القسوة والصرامة هذه المرة بالتعامل خلال التدريبات جعلت الأمر ملفتا للنظر، وقال: لقد بدأ عملنا لخوض منافسات الدور ربع النهائي منذ الفوز على سلطنة عمان، سنواجه فريقا منظما وهو المنتخب الصيني الذي حقق انتصارين لافتين على حساب السعودية وأوزبكستان، ولعل الفوز الثاني كان الأكثر أهمية بالنسبة لنا، خصوصا الطريقة التي بقي فيها «التنين» متماسكا، ونجح بالعودة من تأخره بهدف وسجل هدفين حقق من خلالهما الفوز. وأوضح المدرب، أن لديه فكرة جيدة عن التشكيلة التي ستخوض المواجهة المقبلة يفضل الإبقاء بها لنفسه حاليا، حيث تتوفر الأسماء اللازمة لسد الغيابات سواء بداعي الإيقاف أو الإصابة.
وشهدت التدريبات التأكيد على سد الفجوة التي سيخلفها غياب عملاق خط الدفاع ماثيو سبيرانوفيتش بسبب الإيقاف بعد نيله البطاقة الصفراء الثانية، حيث سيتم إشراك المدافع ويلكنسون الذي أوضح جاهزيته لخوض اللقاء، لكنه تمنى من الطفل الذي يلتقط الكرات خلف المرمى ببريزبين الذي بات تميمة الحظ للمنتخب الصيني، أن يساند منتخب بلاده هذه المرة، ويحاول أن يمنحهم بعضاً من الحظ الذي قدمه لـ«التنين»!. من جانبه، أوضح الأسترالي ميليجان، أن منتخبه قادر على تحمل الضغط، وقال: نعم خسرنا، لكننا قادرون على العودة، الفريق يضم لاعبين لديهم نضج كبير وقدرة على التعامل مع هذه الأمور، المنافسات ما زالت متواصلة وفريقنا سيحاول تعويض الأمور ويكتسب الثقة من جديد عندما يواجه الصين في الدور ربع النهائي. وتابع: لسنا في حالة خطر، وفي حال أنهينا الدور الأول بالمركز الأول كان من المتوقع أن نواجه الصين أيضاً، إنه احتمال كان وارداً بالنسبة لنا، والفريق الصيني مكشوف بالنسبة لنا.
3 أسباب للخسارة
أرجعت الجماهير الأسترالية التي غادرت الملعب حزينة بعد الخسارة إلى ثلاثة أسباب رئيسية، حيث كان اللوم الأكبر والأول تجاه المدرب بوستيكوجلو، بسبب إبقائه على عدد من العناصر الرئيسية على دكة البدلاء وفي مقدمتهم تيم كاهيل، سواء لإدخار جهودهم للدور ربع النهائي أو حمايتهم من نيل الإنذارات، لكن هذا الأمر قاد إلى السبب الثاني وهو الاستهانة بالخصم، حيث خضع الفريق لراحة لمدة يومين عند قدومه إلى بريزبين، وكان الفريق بمثابة نزهة بالمدينة قبل اللقاء، فيما كان السبب الثاني في اختيار فندق آخر مختلف عن المكان الذي تقيم فيه جميع الوفود وفتح المجال لعائلات اللاعبين بالتواجد. وجاء اللوم بدرجة ثالثة وأقل على طاقم التحكيم، لكن المدرب اعترف أن القرارات لم تؤثر على سير اللقاء وأن فريقه يتحمل الخطأ بأكمله.
لقاء الذكريات
شهد لقاء أستراليا وكوريا الجنوبية، مواجهة بطابع خاص بين الأسترالي روبي كروز والكوري صن هيونج مين، حيث إنهما لعبا بصفوف نادي ليفركوزن الألماني وتربطهما علاقة صداقة قوية، وقال اللاعب الأسترالي حول المواجهة: لقد كانت فرصة مميزة مع لاعب شاركته غرفة الملابس بالنادي الألماني، إنه بمثابة نجم موسيقى «الروك» في بلاده، أذكر أننا قمنا بجولة في كوريا الجنوبية خلال العطلة الصيفية الماضية، وكان الأمر ضرباً من الجنون، أكثر من 30 ألفا من الجماهير بانتظاره فقط. وتابع: اللعب في أوروبا يعني التخلي عن هذه الأمور، لكنه يسعى جاهداً للعب بأقوى الدوريات الأوروبية، هذه الأجواء لا نجدها بألمانيا أو في أستراليا من الحماس الكبير للجماهير، هيونج مين لا يستطيع المشي بشوارع بلاده بسبب حب الجماهير له.
ويعتبر هيونج مين النجم الأول بنادي ليفركوزن الألماني حالياً، حيث يمتلك عشرة أهداف بمختلف المسابقات هذا الموسم، وقد ساهم نزوله بديلاً في قلب موازيين القوى بفضل تحركاته ومهاراته العالية، وقال كروز: حينما نزل إلى أرض الملعب علمت أن الأمور لن تكون بخير، عندما تكون الكرة بحوزته من الصعب أن يتنازل عنها، لديه رؤية ثاقبة وقدرات ومهارات عالية للغاية، أتوقع أن يخطف نجومية البطولة في حال تواصل أداؤه على هذا المنوال».
فيما عبر كروز عن حزنه بالفرصة التي أضاعها حينما راوغ المدافعين وسدد الكرة التي عانقت الشباك من الخارج لتخدع الجماهير حينما ظنوها هدفاً، وقال: التسديدة خدعتني، ظننتها لوهلة هدفا وكدت أسير لكي أحتفل بالهدف، لكن بعد ذلك شاهدتها بالشباك الخارجية، كان يجب أن أستغل الأمر بطريقة أفضل، بضعة سنتيمترات كانت كفيلة بمنحي الهدف.
عدد اليوم
