الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حلف قبلي للتصدي لـ «القاعدة» في جنوب اليمن

حلف قبلي للتصدي لـ «القاعدة» في جنوب اليمن
10 يوليو 2011 00:05
(صنعاء، واشنطن)- قتل ضابط وجنديان في الجيش اليمني بكمين نصبه أمس مسلحون مجهولون بمحافظة الضالع شمال عدن، كما أفاد مصدر عسكري. وفيما اندلعت اشتباكات متقطعة بين مسلحين متشددين ورجال قبائل متحالفة بمحافظة أبين الجنوبية، التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي تنظيم “القاعدة” الذي يسيطر على أجزاء من المحافظة، شكل أهالي بلدات جعار ومودية والمحفد تحالفاً مسلحاً لحماية منازلهم وممتلكاتهم من المسلحين الذين ينتمون إلى ما يسمى “جماعة أنصار الشريعة” المرتبطة بـ”القاعدة”. من جهته، أكد دبلوماسي فرنسي أن “أسس حل” الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ مطلع 2011 جراء تصاعد حدة الاحتجاجات المناوئة للرئيس علي عبدالله صالح، تكمن في “المبادرة الخليجية”، مشدداً على ضرورة إشراك ممثلين عن الحركة الاحتجاجية الشبابية المعارضة في مفاوضات نقل السلطة باعتبار أن ائتلاف المعارضة “ضلع” من النظام الحاكم. ووسط اتهامات وجهتها مجموعة حقوقية دولية بتعمد قوات النظام ومسلحي “القاعدة” بـ”استهداف المدنيين” في القتال الدائر بينهما منذ أواخر مايو الماضي، حذرت السفارة اليمنية في واشنطن من تنامي خطر “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” المتمركز في البلاد، والذي صعد عملياته في محافظة أبين الجنوبية منتهزاً فرصة فراغ في السلطة. وأفاد مصدر عسكري يمني بأن “مسلحين شنوا هجوماً بالأسلحة الرشاشة عند كمين نصبوه، على مركبة عسكرية في قرية ثلاعث غرب مدينة الضالع، ما أدى إلى مقتل قائد ثكنة عسكرية في بئر زغلول الرائد لطف المظلوم وجنديين آخرين”. وذكر شهود أن “مسلحين اعترضوا سيارتين تابعتين للجيش في الخط العام وأطلقوا نحوهما وابلاً من النيران أدى إلى مقتل 3 جنود بينهم ضابط وإصابة شخصين من المارة”. وأكدوا أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى مكان الحادث. واتهمت السلطات المحلية من وصفتها بـ”عناصر تخريبية مسلحة” تابعة لأحزاب “اللقاء المشترك” المعارض وما يسمى بـ”الحراك الجنوبي” الانفصالي، بتنفيذ الهجوم. وقال مسؤول محلي بالضالع، لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، إن الأجهزة الأمنية اعتقلت 5 مشتبهين بإطلاق النار أمس، على موقع عسكري في جحاف ومعسكر الأمن المركزي بمدينة الضالع. وذكرت مصادر صحفية يمنية إن حملة عسكرية انطلقت من اللواء 35 مدرع القريب من مدينة الضالع، باتجاه بلدة جحاف، موضحة أن الحملة تضم “دبابات” وآليات عسكرية أخرى. وتعد محافظة الضالع، واحدة من أبرز معاقل المسلحين الانفصاليين الذين يقاتلون منذ مارس 2007، في سبيل “فك الارتباط” بين شمال وجنوب اليمن، اللذين توحدا عام 1990على خلفية اتهامات موجهة لـ”الشماليين” باحتكار السلطة والثروة. في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية لـ”الاتحاد” إن اشتباكات مقتطعة اندلعت بين مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم “القاعدة” ورجال قبائل محليون في عدة بلدات بمحافظة أبين، على بعد 427 جنوب شرقي صنعاء. ومنذ 29 مايو الماضي، يسيطر مقاتلو “القاعدة” على أجزاء كبيرة من محافظة أبين، خصوصاً عاصمتها زنجبار التي تشهد لأكثر من شهر، معارك عنيفة بين القوات اليمنية ومسلحي هذا التنظيم الإرهابي. وقالت المصادر نفسها إن أهالي بلدات جعار ومودية والمحفد شكلوا لجاناً مسلحة لحماية منازلهم وممتلكاتهم من مقاتلي “القاعدة”، موضحة أن الأهالي المسلحين قاموا بقطع الطريق الرئيسي الذي يربط جعار بمدينة زنجبار، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات ومواجهات متقطعة مع مسلحي “جماعة أنصار الشريعة”. وذكرت وسائل إعلام تابعة لـ”الحراك الجنوبي” الانفصالي، أن تحالفاً قبلياً نشأ في محافظة أبين ضد مسلحي “جماعة أنصار الشريعة”، على خلفية تهديد هذه الجماعة باقتحام قبيلة “آل وليد” في مودية، إثر نهب المسلحين المتشددين سيارة أحد أبناء القبيلة. وأشارت إلى أن بعض القبائل في أبين نصبت حواجز أمنية في مناطقها لمنع مرور مسلحي “أنصار الشريعة”، الأمر الذي حد من وجود وانتشار مقاتلي “القاعدة” في 3 مديريات بمحافظة أبين، المكونة من 10 مديريات. من جهتها ذكرت السفارة اليمنية في واشنطن في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، أن متشددين تابعين لتنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” وسعوا عملياتهم العسكرية في محافظة أبين. وقالت في بيان إن تنظيم “القاعدة” ينتهز فرصة الوضع الهش في البلاد والحماية التي يوفرها بعض المتعاطفين وقليل من الزعماء القبليين، موضحة أن هذه الحماية والتعاون يسهلان للأسف التجنيد والعمليات في بعض المناطق داخل المحافظة. وأشار بيان السفارة اليمنية إلى أن رجال القبائل الموالين للدولة “يظهرون تعاوناً قوياً” مع الحملة العسكرية الجارية لوقف توسع تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” في أراضيهم. ولفت البيان إلى أن 70 جندياً وضابطاً على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 300 منذ بداية الحملة الحالية أواخر مارس الماضي، فيما قتل مالا يقل عن 50 متشدداً وأصيب العشرات خلال هذه العمليات. بالتوازي، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة ما قالت إنها “انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب” ترتكبها القوات اليمنية ومسلحي جماعة “أنصار الشريعة” في محافظة أبين. وقالت المنظمة في تقرير لها صدر أمس إن القوات اليمنية ربما قتلت عشرات المدنيين في هجمات غير مشروعة خلال قتالها لجماعة “أنصار الشريعة” في أبين، مشيرة إلى أن المسلحين المتشددين “قد عرضوا بشكل غير قانوني مدنيين للخطر من خلال انتشارهم في مناطق مكتظة بالسكان، وقيامهم بأعمال نهب وغيرها من الاعتداءات”. وذكر جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الدولية “بينما تُقاتل القوات الحكومية اليمنية مسلحين في محافظة أبين، فإن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن. كلا الجانبين في حاجة إلى القيام بالكثير لحماية المدنيين من الأذى”. وأضاف :”يجب على الحكومة أن تحقق في انتهاكات محتملة لقوانين الحرب التي ارتكبتها قواتها في محافظة أبين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©