الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خسارة «النصفية» الأميركية... قاعدة للحزب الحاكم

6 أكتوبر 2010 21:15
في غضون بضعة أسابيع، سيتوجه الأميركيون إلى مكاتب الاقتراع، حيث من المرجح أن يحيلوا العديد من "الديمقراطيين" إلى التقاعد. حينها، سيعلن سياسيون ومراقبون عبر البلاد بصوت عال أن الأمر يتعلق بطلاق وقطيعة مع الزعامة "الديمقراطية" بشكل عام، ومع رئاسة أوباما بشكل خاص، بل إن بعضهم قد يؤكد أنه أضحى "بطة عرجاء" إلى حين هزيمته المحتومة في 2012. والحال أن "خسارة" الانتخابات النصفية هي القاعدة في الواقع، وليس الاستثناء، بالنسبة للحزب الذي يسيطر على البيت الأبيض. ذلك أن خمس مرات فقط في تاريخ الولايات المتحدة هي التي تجنب فيها حزب الرئيس فقدان مقاعد في الكونجرس خلال الانتخابات النصفية. ثم إن كل واحدة من هذه الحالات كانت تتعلق بظروف استثنائية، مثل الاضطرابات بسبب "إعادة الإعمار" (الفترة التي تلت الحرب الأهلية عندما أعيد تنظيم الجنوب وتم ضمه من جديد إلى الاتحاد) في 1866، والركود في 1934، وهجمات الحادي عشر من سبتمبر والأشهر الأولى من الحرب على الإرهاب في 2002. وبالتالي، فإن حقيقة مفادها أن حزب الرئيس يخسر مقاعد في الكونجرس في 90 بالمئة من الانتخابات النصفية تشير إلى أن حتى ألمع فريق في البيت الأبيض لا يستطيع تغيير النتيجة. فحزب "روزفلت"، على سبيل المثال، خسر مقاعد بعد أشهر قليلة على "معركة منتصف الطريق" البحرية (Battle of Midway)، التي تعد واحدة من أكبر الانتصارات العسكرية التي حققتها الولايات المتحدة (وكانت ضد اليابان إبان الحرب العالمية الثانية). كما خسر حزب "إيزنهاور" مرتين مقاعد وسط أعظم طفرة اقتصادية في التاريخ الأميركي. وخسر حزب "كنيدي" مقاعد بعد أسبوع واحد فقط على إدارته الناجحة لأزمة الصواريخ الكوبية، التي شكلت نجاحاً دبلوماسياً كبيراً. الدلائل إذن لا تدعم الفكرة القائلة بأن الانتخابات النصفية هي بمثابة استفتاءات على شعبية الرئيس. وبدلًا من ذلك، فإن أفضل طريقة لفهم الانتخابات النصفية هي بالنظر إليها باعتبارها نتيجة فرعية للثقافة السياسية الأميركية. فالانتخابات الرئاسية مثيرة ودراماتيكية حيث تثير اهتمام العديد من "الناخبين العرضيين" الذين ليس لديهم التزام عاطفي تجاه هذا الحزب أو ذاك، ولكنهم يريدون الإدلاء بأصواتهم لزعيم البلاد. أما الانتخابات النصفية، فهي مملة ولا تثير اهتمام هؤلاء الناخبين العرضيين، لأنها تجذب عدداً أقل من الشخصيات القوية والمقنعة، وتحظى باهتمام أقل من قبل وسائل الإعلام، وتبدو أقل أهمية. ونتيجة لذلك، فإن الأتباع والأنصار الحزبيين هم الذين يهيمنون على الانتخابات غير الرئاسية، الأمر الذي يضع المرشحين الذين كانوا في حاجة لأصوات مستقلة في مواقف أكثر صعوبة. ولذلك، فإن المنتصرين في سنوات الانتخابات الرئاسية كثيراً ما يمنون بالهزيمة في سنوات الانتخابات النصفية، لأنهم يجدون أنفسهم يقيَّمون من قبل جزء مختلف تماماً من الناخبين. غير أنه حتى في حال فقد أوباما بعض زملائه "الديمقراطيين" في الكونجرس هذا الخريف، فإنه ستكون ثمة بعض المكافآت التي يمكن أن تشكل عزاء لـ"الديمقراطيين"، ذلك أن أكثر أعضاء الكونجرس خجلاً عادة هم أولئك الأشخاص الذين تكون قبضتهم على المنصب الأكثر ضعفاً؛ والعديد من هؤلاء الأشخاص قد يخسرون مقاعدهم في انتخابات نوفمبر. وبالتالي، فإذا كان من المرجح أن يصبح عدد "الديمقراطيين" في الكونجرس أقل، فإنه ستصبح لديهم بالمقابل نسبة أكبر بخصوص الأعضاء المرتاحين والقادرين على التحرك على نحو جريء. وعلاوة على ذلك، فإن أي انتكاسة يصاب بها الحزب "الديمقراطي" هذا العام، إضافة إلى الانتخابات المقبلة في 2012، ستكون لها نتيجة إيجابية تتمثل في التفاف "الديمقراطيين" حول زعيمهم. ثم إنه إذا نُظر إلى "الجمهوريين" على أنهم هم "الفائزون" في الانتخابات، فإن مسؤولية حل مشاكل البلاد في تلك الحالة ستقع عليهم، ولاسيما في حال بسط الحزب سيطرته على كلا المجلسين في الكونجرس، حيث سيكونون تحت ضغط كبير للقيام بشيء ما. والحال أنه من أجل القيام بشيء ما، سيحتاجون إلى دعم أوباما وتوقيعه. والواقع أن "ترومان" أدرك هذا الأمر. ففي انتخابات 1946، خسر الديمقراطيون 65 مقعدا في الكونجرس – 11 في مجلس الشيوخ و54 في مجلس النواب – غير أنه على الرغم من تلك الخسارات، نهض "ترومان" من كبوته وعاد بقوة ليطبق مجموعة الإصلاحات التي عرفت بـ"الصفقة العادلة" التي شملت تشريعات مهمة بخصوص حقوق الإنسان، وإنفاقاً ضخما على مشاريع تجديد البنى التحتية في المدن، وزيادة كبيرة في مزايا الضمان الاجتماعي. كما فهمه "ريجان"؛ إذ على الرغم من أن "الجمهوريين" خسروا 28 مقعداً في الكونجرس في 1982، إلا أن الرئيس كان مايزال قادراً على تطبيق جزء كبير من أجندته التشريعية، مثل خفض الضرائب وتقليص البرامج الاجتماعية، الذي كان أساسياً بالنسبة للبرنامج الاقتصادي الذي اتبعه وعُرف بـ"اقتصاد ريجان". وإذا صحت استطلاعات الرأي الحالية، فإن "الديمقراطيين" مرشحون لخسارة 40 إلى 50 مقعداً في الكونجرس، أي أكثر بكثير من الـ20 إلى 25 في المئة التي تمثل المعدل في الانتخابات النصفية. والأكيد أنه لن تجدي أي جهود لتحويل هذا إلى انتصار للحزب أو لأوباما؛ غير أن ذلك لن يمثل قطعاً طلاقاً معه، مثلما أنه لا يمثل بالضرورة نهاية لعهده كزعيم ناجح. كريستوفر بايتس أستاذ التاريخ في جامعة "بومونا" بولاية كاليفورنيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©