عدد اليوم
بالتاريخ والجغرافيا وأواصر القربى والمقاصد العليا وبالدم الطاهر الذي أزهر في ميادين الحق والواجب.. الإمارات والسعودية جسد واحد، يجمعه «مصير واحد»، مثلما قالها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يؤكد دوماً أن «الإمارات مع السعودية قلباً وقالباً».
فالعوامل المشتركة بين البلدين، تتجاوز بكثير التماثل في تجربة بناء الدولة، ونهضة التنمية وإنجازاتها الحضارية، ووحدة الأهداف الاستراتيجية.. إنه تمازج نادر غير مسبوق في التاريخ العربي الحديث، حقق حلماً منشوداً قديم الأزل، بتقديم تجربة وحدوية من نوع جديد في ظل قيادتي البلدين الحكيمتين اللتين تؤمنان بأن المسيرة المشتركة إنما هي حتمية تاريخية، تفرضها ضرورات حماية مصالح الشعبين والشعوب العربية عامة، وضمان الاستقرار في الشرق الأوسط، والعالم أجمع، سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
من أجل ذلك، تتسارع وتيرة الشراكة بين الإمارات والسعودية، اللتين قررتا أن تضطلعا معاً بمسؤولية حماية الأمن القومي العربي على خطوط المواجهة الأولى في كل الميادين، ضد مختلف مصادر التهديد، سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً.. بردع المعتدين، وتعزيز قيم الاعتدال والتسامح والتعايش، ومواجهة قوى التطرف والعنف. ولولا سياسات الحزم والحسم والعزم التي تبناها البلدان، لما تمكن النظام الإقليمي العربي من الصمود في وجه رياح العاصفة التي تهب عليه من الخارج والداخل، ولما استطاع المجتمع الدولي التصدي للإرهاب وشروره.
لذلك تستحق شراكتنا معاً كل تحية وتقدير، خاصة في يوم احتفال المملكة بيومها الوطني الـ88، الذي نحتفي به هنا في الإمارات، باعتباره يوم عزة وفخر وشموخ لنا جميعاً.
