الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

امتزاج الروح

امتزاج الروح
24 يوليو 2014 00:30
?إن الكتابة انعتاق ذاتي، وانسكاب فكري ممزوج بالروح، لذا كانت كلماتنا أشبه بصور فوتغرافية لما نكنه من وعي وشعور، وما نختزله من تجارب ومعلومات. ? فأنفاسنا على الورق متجسدة بنا، متأثرة بمحتوانا! متواترة عبر أفكارنا وأرواحنا المبهمة. ?? ?كلماتنا أجساد تغذيها فلسفاتنا التي نعتنق، وتهذبها روحانياتنا التي نعتقد، فليست بمعزل عما نكنه أبداً، بل هي مغرقة بكل ما نتلقاه ونختبره، مبللة بعذوبة ما نشعر أو جافة من كل ما نفتقر. . ?? ?وليس أكثر تأثيراً على كلماتنا من تعاطينا الروحي، واستغراقنا الإيماني، فتلك الصلة العليا تغذينا؛ بوعي منا ومن غير وعي، لأنها تنسجم وفطرتنا التي جبلنا عليها. ?? ?فقراءة القرآن مثلاً ـ وهي أعلى لغة يمكن أن نتلقاها ـ بمثابة غذاء معنوي خاص، بما في القرآن من تهذيب للخلق، وارتقاء بالروح، وتغذية للفكر، وإثراء للثقافة. ? ?كما أن فواصل القرآن وترتيلها فيها انسجام روحي معبر ومؤثر تنجذب له كل الأسماع حتى تلك التي لا تتقن الفصحى، فما بالنا بمن يتقنها!?? ?القرآن إثراء لغوي عظيم لكل صاحب ملكة كتابية، ومفرداته المنتقاة بقصد؛ حصيلة عظيمة لكل من يمارس الكتابة، ويميز مستوياتها. ? ?والصلاة في لحظاتها الخاصة تنظيم جسدي وذهني وروحي لصاحبها، وصلة عليا تسمو بمن يؤديها فتنعكس على صاحبها استقامة سلوكية حياتية وكتابية. ? ?والصوم تهذيب، والزكاة تهذيب، والحج والذكر، وكل صورة تعبدية تهذيب، وتغذية فكرية وروحانية، لمن يؤدي العبادات بوعي حقيقي، ويدرك الغاية منها كما أراد لنا الله. ? ?كما أن التأمل والاستغراق ملحمة ذاتية تبعث الكاتب في درجات سموه الإنساني، وعمقه الذاتي، فكلما زاد سفره الذاتي، كلما ارتقى فكره. . وسما قلمه. ?? حنانيك. . إني أحث الخطى. . . وأعلم أني إليك أنيب. . . على الباب أترك نياتهم تموج فأصدح: يا مستجيب! فأدرك للوصل ما فاتني ويدركني بالقبول الطبيب! ? ?*كاتبة وشاعرة إماراتية ?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©